منتجعات سياحية برائحة بحر صور

«توركواز» و«دار ألما» و«بيت الياسمين» ثلاثة عناوين لأجمل إقامة في الجنوب اللبناني

منتجعات سياحية برائحة بحر صور
TT

منتجعات سياحية برائحة بحر صور

منتجعات سياحية برائحة بحر صور

«دار ألما» و«توركواز» و«بيت الياسمين» هي العناوين الثلاثة لمنتجعات سياحية تقع في منطقة صور. أقل ما يمكن وصف هذه المنتجعات هي أنها بمثابة 3 قطع صغيرة من الجنّة واقعة على ساحل جنوب لبنان.
تبرز أهمية هذه المنتجعات الثلاثة في أنها ملاذ للسائح، الذي يبحث عن التسلية والفرح والاسترخاء بعيدا عن أي ضغوطات حياتية.
نقاط التشابه بين المنتجعات الثلاثة، أنها مطلّة على البحر وتتضمن فنادق للنوم ونشاطات رياضية وأخرى ترفيهية تنقلك من عالم الواقع إلى عالم الأحلام.
هذه المنتجعات تذكّرك في هندستها ومساحاتها الشاسعة والخدمات السياحية المقدمة فيها، بجزر الباهاماس ورودوس وهاييتي، وتجعلك تكتشف حقيقة معنى العبارة التي تغنّى بها الراحل وديع الصافي عندما أنشد «لبنان يا قطعة سما».
نبدأ رحلتنا هذه التي تلامس شاطئ لبنان الجنوبي الممتد ما بين مدينة صور وبلدة الناقورة، من منتجع «توركواز» الواقع في منطقة «القليلة».
> منتجع «توركواز»
اسم على مسمّى
شاطئه اللازوردي الذي تتلألأ فيه مياه البحر المتوسط الصافية، تخوّلك مشاهدة قعره الرملي وأنت تسبح فيه. فهو يدلّك مباشرة على اسمه المستوحى من هذه الحجرة الكريمة ذات الأزرق الصافي، التي ترمز إلى القوة الروحية.
يمتد منتجع «توركواز» (turquoise - lb.com) الواقع على أطراف مدينة صور، على مساحة شاسعة تصل إلى 22.000 متر مربع. يتضمن إضافة إلى برك السباحة الثلاث (اثنتان منها للكبار وواحدة للصغار)، والتي تحوز على ثلاثة أرباع مساحة المنتجع، مطعما و18 شاليها أو «بانغالو». هذه الشاليهات المبنية من القصب والخشب على طريقة شاليهات جزر الباهاماس وهاييتي، مجهزّة بأحدث وسائل الراحة، كما تحتوي بعضها على غرف لجلسات الجاكوزي. وتطلّ جميعها على شاطئ لازوردي تغطّيه الرمال الفضيّة والمطعمّة بالبحص البحري الملوّن. يمتد شاطئ منتجع «توركواز» على طول 120 مترا، وفي استطاعة محبي السباحة أو السير على الرمال الساخنة، ممارسة هوايتهما تلك على مدى ساعات النهار، تحت إشراف مختصّين ومدرّبين في سلامة السباحة. أما أسعار الإقامة في المنتجع فتتراوح ما بين 190 و700 دولار، وذلك حسب طلبات الزبون والخدمات الإضافية التي يرغب فيها، خصوصا وأن بعض تلك الشاليهات تتسّع لـ7 أشخاص.
> أيام العطلة في «توركواز»
حالمة كما ألوانه
- كلّ ما ترغب أو تشتهي أن تمارسه من رياضات على مياه البحر، في استطاعتك القيام به في منتجع «توركواز» الواقع على أطراف مدينة صور الجنوبية. التزلّج على الماء، وركوب الزوارق، وركوب الأمواج (surfing)، وقيادة دراجات الـ«جيت سكي» وغيرها من أنواع الرياضة المرتبطة بمياه البحر، يؤمّنها لك منتجع «توركواز»، الذي أبى صاحباه حسن وطلال عز الدين (من أبناء المدينة) إلا أن يكون على المستوى المطلوب. «لقد أردنا أن يستمتع روّاد المنتجع بكلّ وسائل التسلية والراحة التي يحلمون بها»، يقول حسن عز الدين لـ«الشرق الأوسط». ويضيف: «هو منتجع يرضي أفراد العائلة بأكملها، بدءا من شاليهاته الرفيعة المستوى والمزودة بأحدث التجهيزات الكهربائية والإلكترونية، وصولا إلى النشاطات التي يمكن ممارستها في أرجائه، التي يمكن أن تشكّل هدفا للشباب الجامعي وواحة تسلية للأطفال».
يشرف على خدمة الزبائن في المنتجع 115 موظفا، مهمّتهم السهر على خدمتهم وراحتهم. فببشاشة وابتسامة عريضة يستقبلونك منذ لحظة دخولك المنتجع، إلى حين مغادرتك له. أما مطعم «توركواز» الذي يعمل فيه أكثر من 12 طبّاخا ماهرا تمّ انتقاؤهم بدقّة، فهم يحضّرون يوميا نحو 60 طبقا لبنانيا، لتشكّل لائحة طعام غنيّة بأنواع ثمار البحر والسمك واللحوم المشوية والمازة اللبنانية المشهورة لإرضاء طلبات أكبر عدد من الزبائن.
أما وجبة الإفطار التي تدخل ضمن إقامتك في المنتجع، فهي تتضمن أكلات عريقة ومعروفة في صور. فإضافة إلى الفول المدمّس والحمّص البليلة، توجد المناقيش بالصعتر واللبنة والجبن وغيرها من مكوّنات الإفطار اللبناني الأصيل، إضافة إلى الكرواسان الفرنسي الطازج ستتناولها ضمن وجبة الإفطار اللذيذة.
ميزة مطبخ «توركواز» تكمن في أنه مطابق لشروط سلامة الطعام المعتمدة من قبل قوة حفظ السلام في جنوب لبنان (يونيفيل). فقد أخذت على عاتقها الإشراف على طريقة العمل فيه وعلى مكوّنات الطعام المستخدمة في أطباقه كلّ 15 يوما. «لقد آثروا أن يقوموا بهذه المهمة منذ أن تعاقدنا على اشتراكات سنوية معهم لارتياد المنتجع» يقول صاحب المنتجع، ويضيف: «أي خلل نقوم به في هذا الصدد يفقدنا الشراكة معهم».
مساحات شاسعة مفتوحة أمام عينيك، وبمتناول يديك يقدّمها لك هذا المنتجع على طبق من «التوركواز».
تستجمّ وتستمتع بأشعّة الشمس، وتسبح وتتناول أطيب الوجبات، وتركب أمواج البحر أو تتأملها من مكان إقامتك، إذا كان الخريف قد بدأ، ومشاهد للوحات طبيعية مغرية تجدها فيه، فتشعر وكأنك في قلب عالم أزرق تعيشه وكأنك في حلم اليقظة.
> «دار ألما» من تحيّة للأمّ
إلى مشروع استجمامي بامتياز
«ألما» هو اسم والدة فيليب ثابت صاحب منتجع «دار ألما» السياحي الواقع في مدينة صور. فمنذ سنوات قليلة قرر فيليب إعادة إحياء ذكرى منزله العائلي في صور من خلال مشروعه هذا. فاشترى عقارا حوّله وبمساعدة زوجته سيلين إلى بيت ضيافة ليكون بمثابة تحية لروح والدته. ومع المهندسة الداخلية سارة الزير (مهندسة منتجع إده ساندس)، حوّل فيليب ثابت المنزل القديم هذا إلى بيت يتألّف من ثلاثة طوابق محافظا على هندسته المعمارية الأصيلة التي تعود إلى القرون الوسطى. وفي منزل هدفه تكريم الوالدة «ألما»، كان من اللافت أن يضخّ بزائره كثيرا من حبّ الأمّ وأسلوب حياة مزج ما بين الحداثة والعراقة معا.
> موقع «دار ألما» يخوّلك سماع
همس الموج وحفيف أوراق الشجر
- يتميّز منتجع «دار ألما» (www.daralma tyr) بموقعه الذي يجمع ما بين متعة مشهد البحر من ناحيته الغربية، ودفء الجلسة اللبنانية العريقة من ناحيته الشرقية. ففي دارة غنّاء تجمع في أحواضها الورود والأزهار والأشجار تطلّ من جدرانها الصفراء النوافذ القروية، تقابلك دارة أخرى يفصل ما بينها وبين الأولى زقاق قديم. وفيها شرفات تأخذك إلى جهة البحر على مشهد واسع وفسيح لبحر صور.
لا يستوعب «دار ألما» إلا قلّة من الزبائن الذين في إمكانهم الإقامة في غرف الدار التي لا تزيد عن 10 غرف. وهي تتوزّع ما بين غرف الأسرة المزدوجة (Double rooms) و5 أجنحة (suites) كبيرة واثنتين أصغر منها. جميعها مطلّة على البحر ومجهزة بالخدمات الحديثة من إنترنت وغيرها.
تكلفة الإقامة لليلة واحدة في «دار ألما» تتراوح ما بين 110 دولارات و290 دولارا. وتتضمن وجبة الإفطار التي في إمكانك تناولها على شرفة غرفتك المطلّة على البحر، أو في صالة «ألما» الخاصة بالإفطار في الهواء الطلق ذات النكهة الصيفية بامتياز. وتتألّف من اللبنة والجبن والمناقيش من صنع الدار، إضافة إلى الكرواسان الفرنسي والبيض بالقاورما وفتّة الحمص البلدية.
ومن «دار ألما» في استطاعتك أن تمارس هوايات عدّة، تتنوّع ما بين رياضة المشي، والسباحة وتجميع الصدف والأحجار البلوّرية، وكذلك التجوّل في أسواق صور القديمة والتعرّف على معالمها الأثرية وإلى جبل الجمل المطلّ على المدينة ومينائها القديم.
> «بيت الياسمين» تذكرة سفر لسياحة داخلية تنقذك
من الرتابة وتسمح لك
بممارسة رياضات الأثرياء
الهروب من المدينة المكتظة بالضغوطات الحياتية المتعبة، فكرة قد تراودنا جميعا عندما نشعر بالإرهاق من روتين يومي ثقيل يسكن يومياتنا. «بيت الياسمين» هو واحد من الأماكن الموجودة في لبنان، وبالتحديد في شارع سيدة البحار في منطقة معالية في مدينة صور، الذي سيشكّل لك تذكرة سفر محليّة تقوم من خلالها بجولة سياحية داخلية بيئية. فهذا القصر الريفي الأنيق سينقلك إلى عالم لا يشبه بتفاصيله الخلّابة أي مشهد سبق. فتحيط به بساتين البرتقال ويضم حظيرة للغزلان ومستعمرة لطيور الفلامينغو وبركة سباحة في الهواء الطلق وملاعب لكرة المضرب والـ«ميني غولف».
> موقع «بيت الياسمين»
قطعة فنيّة رسمتها الطبيعة بأيادي أصحابها
قد يخيّل إليك وأنت تسير في أقسام «بيت الياسمين» أنك تشارك في تمثيل فيلم سينمائي، تشارك أبطاله الهوليووديين روبرت ريدفورد وميريل ستريب عين مخرجه الثاقبة سيدني بولاك، فأي مشهد يقع عليه نظرك سيجعلك ترسم علامة استفهام عما إذا كنت في حالة حلم أم علم.
يقع «بيت الياسمين» (www.alyasmine guest house) على مساحة تناهز الـ20.000 متر مربع. بحيرة اصطناعية هنا، وبركة للسباحة هناك، إضافة إلى ميدان لركوب الجياد، وحديقة تتنقلّ فيها الغزلان، ومساحة لإقامة حفلات الزفاف هي بعض الأجزاء التي تتألّف منها أقسام «بيت الياسمين». فغرفه الـ16 الشاسعة الموزّعة على أطراف حديقة غنّاء تم تأثيثها بذوق رفيع يمتّ بصورة مباشرة لأجواء البحر وبمدينة صور بالتحديد. وقد تم طلاؤها أيضا بألوان زاهية تزوّدك في الشعور بالفرح والراحة معا. تكلفة الإقامة في «بيت الياسمين» تتراوح ما بين مائتي و250 دولارا.
> في «بيت الياسمين»
جلسات تنبض بالحياة
عمد آل عرب أصحاب «بيت الياسمين» للضيافة، إلى تجهيزه بأرقى مستحدثات الإقامة المريحة. حيث تجلس على أرجوحة بيضاء وأمامك مشهد للبحر، أو أن تستلقي على كرسي البحر وأنت على ضفاف بركته الخاصة بالسباحة، أو أن تسير مع الحبيب وأنت تتأبّط ذراعه ونظركما يجول معا حول بحيرة متعددة المستويات، وهي بعض اللوحات الطبيعية التي في استطاعتك أن تكتشفها بنفسك وأنت تسير في خطوط رسومها النافرة.
أما أشجار النخيل والصفصاف والحمضيات وغيرها، فهي ستجذبك دون شكّ للاتكاء على أحد جذوعها، أو التفيّؤ تحت ظلالها لتراقب الشمس وهي تغطس في مياه البحر الزرقاء معلنة لحظات غيابها.
أما النشاطات التي في استطاعتك أن تمارسها أثناء إقامتك في «بيت الياسمين»، فهي قد تأخذ الطابع الرياضي حيث يمارسها الأثرياء عامة. فهي تشمل ألعاب كرة المضرب والغولف في مساحات خاصة بها، وكذلك ممارسة رياضتي ركوب الدراجة الهوائية والسير على الأقدام. وقد تأخذ طابعا رومانسيا حينا آخر من خلال جلسات متنوعة استحدثها أصحاب البيت هنا وهناك، لإضفاء الحميمية عليها مرة والجمعة المسليّة مرات أخرى. كما في استطاعتك ممارسة متعة استكشاف مدينة صور العريقة في أزقتها وأسواقها والتعرّف على محمية السلاحف البرمائية الموجودة فيها.
ولهذه الأخيرة موقع معروف في مدينة صور يقصده الزوّار بهدف التمتع برؤية السلاحف التي يفوق عمر بعضها مائة عام، تسير ضمن مساحة خاصة بها تسمّى محمية السلاحف، وقد أقامها مهتمون في شؤون البيئة والثروات على قطعة أرض في صور ضمن نطاق محدد يعرف بـ«المنزل البرتقالي». هناك ستشاهد بعض تلك السلاحف التي تضع بيضها عند بلوغها الـ25 عاما (سنّ البلوغ لدى السلحفاة) في شهري أغسطس (آب) وأيار (مايو (أيار)، عند النقطة التي ولد فيها تماما. أو ستراقب العشرات منها مجتمعة تغطس في مياه البحر المحددة لها ويبلغ طول أجسام بعضها المترين.
ثلاثة خيارات متنوعة لتمضية أيام عطلة لا تشبه في مضمونها ونشاطاتها أيام عطلة أخرى سبق وأن قضيتها في لبنان، هي اليوم بمتناول يديك من أجل كسر رتابة أيامك العادية التي ترافقك طيلة فترة السنة. فمع أجواء البحر وزرقة مياهه وفي حضن الطبيعة الدافئ، أنت مدعو لشد حزام قرارك والتوجّه إلى مدينة صور الجنوبية لتتنفس جرعة سعادة تفرح القلب وتسعد العين.

برك سباحة خارجية كبرى في منتجع «توركواز»

جلسات خارجية مريحة في «دار ألما»

بحيرة اصطناعية تزين حدائق منتجع «الياسمين»



قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
TT

قرى مصرية تبتكر نوعاً جديداً من السياحة التقليدية

قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)
قرية النزلة بمحافظة الفيوم قبلة عالمية لصناعة الفخار اليدوي (رويترز)

في الخلف من البقع السياحية السحرية بأنحاء مصر، توجد قرى مصرية تجذب السائحين من باب آخر، حيث يقصدونها للتعرف على الحرف التقليدية العتيقة والصناعات المحلية التي تنتجها هذه القرى وتتخصص فيها منذ عشرات السنوات، وفاقت شهرتها حدود البلاد.

ويشتهر كثير من القرى المصرية بالصناعات اليدوية، ذات البعدين التراثي والثقافي، مثل صناعة أوراق البردي، والأواني الفخارية، والسجاد اليدوي وغيرها، وهي الصناعات التي تستهوي عدداً كبيراً من الزوار، ليس فقط لشراء الهدايا التذكارية من منبعها الأصلي للاحتفاظ بها لتذكرهم بالأيام التي قضوها في مصر؛ بل يمتد الأمر للتعرف عن قرب على فنون التصنيع التقليدية المتوارثة، التي تحافظ على الهوية المصرية.

«الشرق الأوسط» تستعرض عدداً من القرى التي تفتح أبوابها للسياحة الحرفية، والتي يمكن إضافتها إلى البرامج السياحية عند زيارة مصر.

السياحة الحرفية تزدهر في القرى المصرية وتجتذب السائحين (صفحة محافظة المنوفية)

ـ الحرانية

قرية نالت شهرتها من عالم صناعة السجاد والكليم اليدوي ذي الجودة العالية، والذي يتم عرضه في بعض المعارض الدولية، حيث يقوم أهالي القرية بنقش كثير من الأشكال على السجاد من وحي الطبيعة الخاصة بالقرية.

والسجاد الذي يصنعه أهالي القرية لا يُضاهيه أي سجاد آخر بسبب عدم استخدام أي مواد صناعية في نسجه؛ حيث يتم الاعتماد فقط على القطن، والصوف، بالإضافة إلى الأصباغ النباتية الطبيعية، من خلال استخدام نباتي الشاي والكركديه وغيرهما في تلوين السجاد، بدلاً من الأصباغ الكيميائية، ما يضفي جمالاً وتناسقاً يفوق ما ينتج عن استخدام الأجهزة الحديثة.

تتبع قرية الحرانية محافظة الجيزة، تحديداً على طريق «سقارة» السياحي، ما يسهل الوصول إليها، وأسهم في جعلها مقصداً لآلاف السائحين العرب والأجانب سنوياً، وذلك بسبب تميُزها، حيث تجتذبهم القرية ليس فقط لشراء السجاد والكليم، بل للتعرف على مراحل صناعتهما المتعددة، وكيف تتناقلها الأجيال عبر القرية، خصوصاً أن عملية صناعة المتر المربع الواحد من السجاد تستغرق ما يقرُب من شهر ونصف الشهر إلى شهرين تقريباً؛ حيث تختلف مدة صناعة السجادة الواحدة حسب أبعادها، كما يختلف سعر المتر الواحد باختلاف نوع السجادة والخامات المستخدمة في صناعتها.

فن النحت باستخدام أحجار الألباستر بمدينة القرنة بمحافظة الأقصر (هيئة تنشيط السياحة)

ـ القراموص

تعد قرية القراموص، التابعة لمحافظة الشرقية، أكبر مركز لصناعة ورق البردي في مصر، بما يُسهم بشكل مباشر في إعادة إحياء التراث الفرعوني، لا سيما أنه لا يوجد حتى الآن مكان بالعالم ينافس قرية القراموص في صناعة أوراق البردي، فهي القرية الوحيدة في العالم التي تعمل بهذه الحرفة من مرحلة الزراعة وحتى خروج المنتج بشكل نهائي، وقد اشتهرت القرية بزراعة نبات البردي والرسم عليه منذ سنوات كثيرة.

الرسوم التي ينقشها فلاحو القرية على ورق البردي لا تقتصر على النقوش الفرعونية فحسب، بل تشمل أيضاً موضوعات أخرى، من أبرزها الخط العربي، والمناظر الطبيعية، مستخدمين التقنيات القديمة التي استخدمها الفراعنة منذ آلاف السنين لصناعة أوراق البردي، حيث تمر صناعة أوراق البردي بعدة مراحل؛ تبدأ بجمع سيقان النبات من المزارع، ثم تقطيعها كي تتحول إلى كُتل، على أن تتحول هذه الكتل إلى مجموعة من الشرائح التي توضع طبقات بعضها فوق بعض، ثم تبدأ عملية تجفيف سيقان النباتات اعتماداً على أشعة الشمس للتخلص من المياه والرطوبة حتى تجف بشكل تام، ثم تتم الكتابة أو الرسم عليها.

وتقصد الأفواج السياحية القرية لمشاهدة حقول نبات البردي أثناء زراعته، وكذلك التعرف على فنون تصنيعه حتى يتحول لأوراق رسم عليها أجمل النقوش الفرعونية.

تبعد القرية نحو 80 كيلومتراً شمال شرقي القاهرة، وتتبع مدينة أبو كبير، ويمكن الوصول إليها بركوب سيارات الأجرة التي تقصد المدينة، ومنها التوجه إلى القرية.

قطع خزفية من انتاج قرية "تونس" بمحافظة الفيوم (هيئة تنشيط السياحة)

ـ النزلة

تُعد إحدى القرى التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، وتشتهر بصناعة الفخار اليدوي، وقد أضحت قبلة عالمية لتلك الصناعة، ويُطلق على القرية لقب «أم القرى»، انطلاقاً من كونها أقدم القرى بالمحافظة، وتشتهر القرية بصناعة الأواني الفخارية الرائعة التي بدأت مع نشأتها، حيث تُعد هذه الصناعة بمثابة ممارسات عائلية قديمة توارثتها الأجيال منذ عقود طويلة.

يعتمد أهل القرية في صناعتهم لتلك التحف الفخارية النادرة على تجريف الطمي الأسود، ثم إضافة بعض المواد الأخرى عليه، من أبرزها الرماد، وقش الأرز، بالإضافة إلى نشارة الخشب، وبعد الانتهاء من عملية تشكيل الطمي يقوم العاملون بهذه الحرفة من أهالي القرية بوضع الطمي في أفران بدائية الصنع تعتمد في إشعالها بالأساس على الخوص والحطب، ما من شأنه أن يعطي القطع الفخارية الصلابة والمتانة اللازمة، وهي الطرق البدائية التي كان يستخدمها المصري القديم في تشكيل الفخار.

ومن أبرز المنتجات الفخارية بالقرية «الزلعة» التي تستخدم في تخزين الجبن أو المش أو العسل، و«البوكلة» و«الزير» (يستخدمان في تخزين المياه)، بالإضافة إلى «قدرة الفول»، ويتم تصدير المنتجات الفخارية المختلفة التي ينتجها أهالي القرية إلى كثير من الدول الأوروبية.

شهدت القرية قبل سنوات تشييد مركز زوار الحرف التراثية، الذي يضمّ عدداً من القاعات المتحفية، لإبراز أهم منتجات الأهالي من الأواني الفخارية، ومنفذاً للبيع، فضلاً عن توثيق الأعمال الفنية السينمائية التي اتخذت من القرية موقعاً للتصوير، وهو المركز الذي أصبح مزاراً سياحياً مهماً، ومقصداً لهواة الحرف اليدوية على مستوى العالم.

صناعة الصدف والمشغولات تذهر بقرية "ساقية المنقدي" في أحضان دلتا النيل (معرض ديارنا)

ـ تونس

ما زلنا في الفيوم، فمع الاتجاه جنوب غربي القاهرة بنحو 110 كيلومترات، نكون قد وصلنا إلى قرية تونس، تلك اللوحة الطبيعية في أحضان الريف المصري، التي أطلق عليها اسم «سويسرا الشرق»، كونها تعد رمزاً للجمال والفن.

تشتهر منازل القرية بصناعة الخزف، الذي أدخلته الفنانة السويسرية إيفلين بوريه إليها، وأسست مدرسة لتعليمه، تنتج شهرياً ما لا يقل عن 5 آلاف قطعة خزف. ويمكن لزائر القرية أن يشاهد مراحل صناعة الخزف وكذلك الفخار الملون؛ ابتداء من عجن الطينة الأسوانية المستخدمة في تصنيعه إلى مراحل الرسم والتلوين والحرق، سواء في المدرسة أو في منازل القرية، كما يقام في مهرجانات سنوية لمنتجات الخزف والأنواع الأخرى من الفنون اليدوية التي تميز القرية.

ولشهرة القرية أصبحت تجتذب إليها عشرات الزائرين شهرياً من جميع أنحاء العالم، وعلى رأسهم المشاهير والفنانون والكتاب والمبدعون، الذين يجدون فيها مناخاً صحياً للإبداع بفضل طقسها الهادئ البعيد عن صخب وضجيج المدينة، حيث تقع القرية على ربوة عالية ترى بحيرة قارون، مما يتيح متعة مراقبة الطيور على البحيرة، كما تتسم بيوتها بطراز معماري يستخدم الطين والقباب، مما يسمح بأن يظل جوها بارداً طول الصيف ودافئاً في الشتاء.

مشاهدة مراحل صناعة الفخار تجربة فريدة في القرى المصرية (الهيئة العامة للاستعلامات)

ـ ساقية المنقدي

تشتهر قرية ساقية المنقدي، الواقعة في أحضان دلتا النيل بمحافظة المنوفية، بأنها قلعة صناعة الصدف والمشغولات، حيث تكتسب المشغولات الصدفية التي تنتجها شهرة عالمية، بل تعد الممول الرئيسي لمحلات الأنتيكات في مصر، لا سيما في سوق خان الخليلي الشهيرة بالقاهرة التاريخية.

تخصصت القرية في هذه الحرفة قبل نحو 60 عاماً، وتقوم بتصدير منتجاتها من التحف والأنتيكات للخارج، فضلاً عن التوافد عليها من كل مكان لاحتوائها على ما يصل إلى 100 ورشة متخصصة في المشغولات الصدفية، كما تجتذب القرية السائحين لشراء المنتجات والأنتيكات والتحف، بفضل قربها من القاهرة (70 كم إلى الشمال)، ولرخص ثمن المنتجات عن نظيرتها المباعة بالأسواق، إلى جانب القيمة الفنية لها كونها تحظى بجماليات وتشكيلات فنية يغلب عليها الطابع الإسلامي والنباتي والهندسي، حيث يستهويهم التمتع بتشكيل قطعة فنية بشكل احترافي، حيث يأتي أبرزها علب الحفظ مختلفة الأحجام والأشكال، والقطع الفنية الأخرى التي تستخدم في التزيين والديكور.

الحرف التقليدية والصناعات المحلية في مصر تجتذب مختلف الجنسيات (معرض ديارنا)

ـ القرنة

إلى غرب مدينة الأقصر، التي تعد متحفاً مفتوحاً بما تحويه من آثار وكنوز الحضارة الفرعونية، تقبع مدينة القرنة التي تحمل ملمحاً من روح تلك الحضارة، حيث تتخصص في فن النحت باستخدام أحجار الألباستر، وتقديمها بالمستوى البديع نفسه الذي كان يتقنه الفراعنة.

بزيارة القرية فأنت على مشاهد حيّة لأهلها وهم يعكفون على الحفاظ على تراث أجدادهم القدماء، حيث تتوزع المهام فيما بينهم، فمع وصول أحجار الألباستر إليهم بألوانها الأبيض والأخضر والبني، تبدأ مهامهم مع مراحل صناعة القطع والمنحوتات، التي تبدأ بالتقطيع ثم الخراطة والتشطيف للقطع، ثم يمسكون آلات تشكيل الحجر، لتتشكل بين أيديهم القطع وتتحول إلى منحوتات فنية لشخصيات فرعونية شهيرة، مثل توت عنخ آمون، ونفرتيتي، وكذلك التماثيل والأنتيكات وغيرها من التحف الفنية المقلدة، ثم يتم وضع المنتج في الأفران لكي يصبح أكثر صلابة، والخطوة الأخيرة عملية التلميع، ليصبح المنتج جاهزاً للعرض.

ويحرص كثير من السائحين القادمين لزيارة المقاصد الأثرية والسياحية للأقصر على زيارة القرنة، سواء لشراء التماثيل والمنحوتات من المعارض والبازارات كهدايا تذكارية، أو التوجه إلى الورش المتخصصة التي تنتشر بالقرية، لمشاهدة مراحل التصنيع، ورؤية العمال المهرة الذين يشكلون هذه القطع باستخدام الشاكوش والأزميل والمبرد، إذ يعمل جلّ شباب القرية في هذه الحرفة اليدوية.