مصادر أمنية: القوات السودانية ستشارك في مهام قتالية خارج عدن

معدات عسكرية شوهدت تنقل إلى خارج «العاصمة المؤقتة»

مصادر أمنية: القوات السودانية ستشارك في مهام قتالية خارج عدن
TT

مصادر أمنية: القوات السودانية ستشارك في مهام قتالية خارج عدن

مصادر أمنية: القوات السودانية ستشارك في مهام قتالية خارج عدن

أكدت مصادر أمنية وعسكرية في عدن لـ«الشرق الأوسط»، أمس، أن القوات السودانية التي وصلت، قبل أيام، سوف تشارك في عمليات عسكرية خارج مدينة عدن، في إشارة إلى احتمال مشاركة هذه القوات في المعارك الدائرة في محافظة تعز، بين قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، من جهة، وميليشيات الحوثيين والمخلوع علي عبد الله صالح.
وقالت المصادر إن القوات المشاركة في التحالف العربي والموجودة في عدن: «لن تقوم بعمل مباشر يتعلق بفرض الأمن في مدينة عدن أو غيرها من المدن اليمنية»، وإن لدى «المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني ما يكفي لمثل هذه المهام»، مشيرًا إلى أن القوات اليمنية والمقاومة «تنقصها الإمكانيات التسليحية وبعض الخبرات للتعامل مع بعض الظروف الطارئة»، وإلى أن «الاستفادة من قوات التحالف، الموجودة في الميدان، هي نوعية».
وتأتي هذه التأكيدات الأمنية، في وقت أكد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط»، أن قوات ومعدات عسكرية تتبع التحالف، عبارة عن دبابات ومدرعات، شوهدت وهي تنقل من سواحل منطقة البريقة في غربي عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، فوق شاحنات عسكرية كبيرة، إلى جهة غير معلومة، وترجح مصادر محلية في عدن أن لدى قوات التحالف وقوات الجيش الوطني خطة تركز على تأمين محيط عدن ومحافظتي لحج وأبين المجاورتين، ثم الدفع ببعض القوات العسكرية المؤهلة للمشاركة في العمليات العسكرية في محافظة تعز، وبالتحديد المناطق الواقعة قرب محافظة لحج وقرب ممر باب المندب المائي الاستراتيجي.
وفي السياق ذاته، توقعت مصادر مطلعة في عدن بدء القوات الإماراتية في عملية تسليم السيارات الخاصة بالشرطة في عدن، في غضون بضعة أيام، وبنيت هذه التوقعات في ضوء الاجتماعات المتواصلة التي يعقدها مدير أمن عدن مع القوات الإماراتية بخصوص الوضع الأمني في عدن، حيث أشارت مصادر حكومية، في وقت سابق، إلى أن الملف الأمني في عدن سوف يسلم إلى الجانب الإماراتي، الذي بدوره سيعد خطة أمنية لعدن، تقوم المقاومة الشعبية بتنفيذها.
وكانت دشنت، أول من أمس في عدن، خطة للانتشار الأمني بمشاركة القوات التابعة لإدارة الأمن والمقاومة الشعبية، وجاءت خطة الانتشار هذه، بعد أيام على بدء المحافظ الجديد لعدن، اللواء الركن جعفر محمد سعد، مباشرة مهامه، من خلال تحركات ميدانية تركز، بدرجة رئيسية، على ملفات الأمن والخدمات المباشرة للمواطنين، كالكهرباء والمياه والغاز المنزلي وغيرها من الخدمات التي تأثرت كثيرًا جراء الحرب التي شهدتها عدن خلال مارس (آذار) وحتى يوليو (تموز) الماضي، قبل تحريرها من قبضة الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.