مسؤولون روس: العمليات العسكرية لن تثقل كاهل الاقتصاد الوطني

مسؤولون روس: العمليات العسكرية لن تثقل كاهل الاقتصاد الوطني
TT

مسؤولون روس: العمليات العسكرية لن تثقل كاهل الاقتصاد الوطني

مسؤولون روس: العمليات العسكرية لن تثقل كاهل الاقتصاد الوطني

كانت وزارة المالية الروسية، وكذلك الكرملين، قد أكدا مطلع الشهر الحالي أن العمليات العسكرية في سوريا لن تثقل كاهل الاقتصاد الوطني، وأن تمويل هذه العمليات العسكرية يجري ضمن حدود الميزانية الحالية لوزارة الدفاع الروسية. إلا أن هذه التأكيدات لم تسقط مبررات القلق لدى الخبراء الاقتصاديين الذي يذكرون بأن الميزانية الحالية تم اعتمادها انطلاقا من سعر صرف للعملة الوطنية قرابة 37 روبلا لكل دولار، وسعر النفط بحدود 90 دولارا للبرميل، بينما يقف سعر صرف الروبل اليوم عند مؤشر 62 روبلا تقريبا لكل دولار، في حين هبطت أسعار النفط وهي تتراوح ما بين 45 - 52 دولارا لكل برميل، ما يعني أن ميزانية الإنفاق العسكري الحالية قد تعاني من عجز طفيف إن استمرت العمليات في سوريا لفترة غير محدودة.
في هذا السياق يُذكر أن وزير المالية الروسي أنطون سلوانوف أعلن مطلع الشهر الحالي أيضًا عن إعادة 175 مليار روبل روسي إلى مشروع الميزانية للعام القادم، كانت الحكومة الروسية قد قررت في وقت سابق اقتطاعها من فقرة الإنفاق العسكري، ما يعني أن فقرة الإنفاق العسكري في ميزانية عام 2016 ستزيد عن 3.3 مليارات روبل.
ويرى موقع جينز، أن الرقم التقديري الذي أطلقه، لا يبدو ذا أهمية مقارنة بحجم الإنفاق العسكري المعتمد في الميزانية الروسية للعام الحالي والتي تبلغ قيمتها 3.3 تريليون روبل روسي، أي ما يعادل 50 مليار دولار أميركي. في الشأن ذاته نقلت صحف روسية عن مصدر مقرب من الكرملين قوله إن نفقات العملية العسكرية في سوريا لن تزيد على نفقات المناورات الواسعة للجيش الروسي في أقصى شرق روسيا.
وكذلك أشار وزير المالية الروسي الأسبق أليكسي كودرين، المعارض للكرملين، إلى أن «العملية في سوريا أقرب ما تكون إلى توسيع للمناورات التي يجريها الجيش الروسي عادة، لا سيما أن سلاح الجو فقط يشارك فيها، لذلك فإن تكلفتها لن تكون باهظة» حسب قوله. لكنه حذر من تأثير هذه الخطوة الروسية على المناخ الاستثماري في البلاد.
إلا أن الخبراء في بريطانيا وكذلك خبراء روس يحذرون من أن العملية العسكرية الروسية في سوريا قد تتحول إلى عبء ثقيل على الاقتصاد الروسي وتؤثر عليه بشكل ملموس في حال استمرت الحرب في سوريا لعدة سنوات.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».