مقتل قيادي بارز في حزب النور برصاص مجهولين في شمال سيناءhttps://aawsat.com/home/article/482016/%D9%85%D9%82%D8%AA%D9%84-%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D9%8A-%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%B2-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D8%B2%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%88%D8%B1-%D8%A8%D8%B1%D8%B5%D8%A7%D8%B5-%D9%85%D8%AC%D9%87%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%B3%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%A1
مقتل قيادي بارز في حزب النور برصاص مجهولين في شمال سيناء
عبوة أودت بحياة ضابط ومجندين بالعريش
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
القاهرة:«الشرق الأوسط»
TT
مقتل قيادي بارز في حزب النور برصاص مجهولين في شمال سيناء
قتل قيادي بارز في حزب النور السلفي، بشمال سيناء، برصاص مجهولين أمس في أول استهداف من نوعه لنشطاء سياسيين. وبينما رجحت مصادر أمنية محلية تورط تنظيمات متشددة في الحادث، قال جلال المرة أمين عام حزب النور إن «الحزب لا يمكنه توجيه اتهام إلى أي جهة أو قراءة الاستهداف في سياق أوسع، لكننا نطالب السلطات بسرعة القبض على الجناة». وتأتي عملية استهداف مصطفى عبد الرحمن أمين عام حزب النور في شمال سيناء، ومرشح الحزب الوحيد في المحافظة، بعد ساعات من عملية إرهابية استهدفت دورية أمنية، أدت إلى مقتل ضابط ومجندين اثنين، جراء استهداف موكب أمني بعبوة ناسفة. وأكد جلال المرة مقتل عبد الرحمن، وهو دكتور صيدلي، ومرشح الحزب في الانتخابات البرلمانية أمام منزله بالعريش. وانطلقت المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية في 14 محافظة داخل البلاد الأسبوع الماضي، ومن المقرر أن تجري المرحلة الثانية والتي تضم باقي المحافظات ومن بينها شمال سيناء أواخر الشهر المقبل. وقال شهود عيان إن مجهولين اثنين كانا يستقلان دراجة نارية فتحا نيران أسلحتهما على أمين حزب النور بشمال سيناء أمام منزله، وتم نقله إلى مستشفى العريش العام لكنه توفي متأثرا بجراحه. ورجحت مصادر أمنية محلية في شمال سيناء تورط تنظيمات متشددة في استهداف أمين حزب النور بالمحافظة التي تشهد حربا على التنظيمات المتشددة منذ ما يزيد على العامين، لكنها أضافت: «لا يمكن الجزم حاليا، وعلينا أن ننتظر نتائج التحقيقات». ورفض المرة توجيه الاتهام إلى أي جهة، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لا ندري من يقف خلف العملية ومن حرضه، لا يمكننا في الوقت الراهن اتهام أحد، ونطالب السلطات بسرعة الكشف عن الجناة». ووجه حزب النور انتقادات عنيفة إلى العملية الانتخابية في مرحلتها الأولى، ولوح بالانسحاب من الانتخابات، لكن هيئته العليا قررت الاستمرار للتصدي لما سمته «محاولات إقصاء» الحزب من المشهد السياسي. ويعد حزب النور الممثل الوحيد لفصائل الإسلام السياسي في الانتخابات بعد أن أعلن باقي أحزاب التيار مقاطعتها. وفي غضون ذلك، قالت وزارة الداخلية إن عبوة ناسفة انفجرت أثناء مرور قول أمني، أمس السبت، بالطريق الدائري بدائرة قسم ثالث العريش، ما أدى إلى مقتل ضابط ومجندين اثنين وإصابة 8 مجندين آخرين. وأوضح مسؤول مركز الإعلام الأمني بالداخلية، في بيان على صفحته على «فيسبوك»، أنه أثناء مرور قول أمني صباح السبت بالطريق الدائري بدائرة قسم ثالث العريش انفجرت عبوة ناسفة زرعها مجهولون على أحد جانبي الطريق، ما أسفر عن مقتل ملازم أول ومجندين من قوة الأمن المركزي بالعريش، بالإضافة إلى إصابة 8 مجندين تم نقلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج. وأعلنت السلطات في مصر حالة الطوارئ في شمال سيناء منذ أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، كما فرضت حالة الطوارئ على مدن العريش ورفح والشيخ زويد.
الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.
واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.
وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.
وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.
وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.
وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.
تطييف القطاع الطبي
في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.
وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.
وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.
إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.
وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.
وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.
وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.
استهداف أولياء الأمور
في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.
وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.
في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.
ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.
وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.
ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.
وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.