الأمم المتحدة تندد بقتل المدنيين بنيران الميليشيات الحوثية في اليمن

إدانات للقصف العشوائي والحصار الجائر للمدن

الأمم المتحدة تندد بقتل المدنيين بنيران الميليشيات الحوثية في اليمن
TT

الأمم المتحدة تندد بقتل المدنيين بنيران الميليشيات الحوثية في اليمن

الأمم المتحدة تندد بقتل المدنيين بنيران الميليشيات الحوثية في اليمن

اتهمت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع علي عبد الله صالح بقتل العشرات من السكان المدنيين بمدينة تعز اليمنية وسط البلاد، وأوضح روبرت كولفيل، المتحدث باسم مفوضية حقوق الإنسان بأن 15 مدنيا قتلوا بينهم طفل وامرأتان، كما أصيب 73 آخرون بينهم امرأتان و13 طفلا، باستهداف ميليشيا الحوثيين وقوات المخلوع صالح مناطق مكتظة بالسكان المدنيين بشكل عشوائي بمحافظة تعز اليمنية، وأعرب كولفيل عن قلق المفوضية البالغ إزاء الوضع الإنساني المتدهور بسرعة في مدينة تعز، بسبب نقاط التفتيش التي أقامها الحوثيون في محيط المدينة منذ شهر أبريل (نيسان) الماضي حد قوله.
وأضاف كولفيل في مؤتمر صحافي في جنيف أمس أن «سكان تعز يرزحون تحت وطأة الحصار، فيما يكافحون لتوفير احتياجاتهم الأساسية بما في ذلك المياه التي زاد سعرها بنسبة 300 في المائة خلال الأسبوع المنصرم، ووفقا لتقارير تلقاها مكتب حقوق الإنسان، فقد منع أعضاء اللجان الشعبية التابعة للحوثيين وقوات موالية للرئيس السابق صالح، التجار المحليين والسكان من عبور نقاط التفتيش بالمياه والفاكهة والخضراوات وغير ذلك من البضائع الأساسية».
وأضاف المتحدث أن نقاط التفتيش التي نشرها الحوثيون فاقمت من تدهور الوضع الإنساني، وأن لجانهم سيطرت على الطريق الشرقي المؤدي إلى تعز، وأغلقت طرق الإمدادات الرئيسية من صنعاء وعدن وإب ولحج، كما أن الاشتباكات العنيفة أدت إلى إغلاق طرق الإمدادات من الحديدة، وأعرب مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان عن القلق إزاء تدهور الوضع الصحي في تعز، والانهيار الوشيك للنظام الصحي فيها.
في ذات السياق، عبرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها العميق إزاء الأثر الإنساني للقتال الشديد المتزايد في مدينة تعز حيث القصف العشوائي للمناطق المدنية بالإضافة إلى منع الإمدادات الطبية الحيوية من دخول المدينة. وأوضح أنطوان غراند، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن أن «الوضع في تعز قاسٍ بشكل خاص بالتوازي مع الظروف المروعة الموجودة في كل أنحاء اليمن، حيث هناك ما يقرب من نصف المستشفيات مغلق وأعداد كبيرة من الجرحى ينتظرون بيأس تلقي العلاج»، وأضاف: «لقد طلبنا من الأطراف المعنية أن تسمح لنا بإيصال الأدوية العاجلة إلى مستشفى الثورة على مدى الأسابيع الخمسة الماضية، ولكن دون جدوى حتى الآن، هذه الأدوية أمر بالغ الأهمية لإنقاذ الأرواح».
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان صحافي، بأنه وبعد أكثر من ستة أشهر من القتال المتصاعد على الأرض والغارات الجوية والقصف، أصبح الناس في تعز أيضا يعانون من نقص حاد في المياه والغذاء والكهرباء والغاز والوقود، ومضى غراند بالقول: «إننا نشعر بقلق عميق ليس فقط بسبب القيود المفروضة على حركة السلع الأساسية إلى اليمن، ولكن أيضا بين المحافظات. تمكنا اليوم من توزيع مواد غذائية ومساعدات أساسية لبعض النازحين في ضواحي مدينة تعز، ولكن ما زال من الصعب جدًا دخول السلع الأساسية إلى المدينة، مما أدى إلى وضع إنساني مقلق للغاية».
ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر جميع أطراف النزاع إلى أن تكفل اتخاذ جميع التدابير اللازمة لحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية ورفع القيود المفروضة على حركة السلع الأساسية إلى اليمن وداخله، وقالت: إنه يجب على الأطراف تقديم المساعدات الإنسانية، أو أن تسمح وتسهل للمنظمات الإنسانية تقديم المساعدات للأشخاص الأكثر تضررًا من النزاع دون تحيز.
وكان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف، قد ذكر أن الصراع المسلح في اليمن تسبب في مقتل أكثر من 2500 مدني وإصابة خمسة آلاف بجراح في الفترة ما بين السادس والعشرين من مارس (آذار) وحتى السادس عشر من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، وأعرب عن قلقه إزاء التدهور السريع للوضع الإنساني في تعز، واستمرار وقوع قتلى ومصابين في أعمال العنف هناك.
وتشهد محافظة تعز مواجهات عنيفة بين الطرفين منذ زحف الحوثيين وقوات صالح نحوها منذ نحو سبعة أشهر.
وأكدت مصادر يمنية محلية تجدد الاشتباكات أمس ما أسفر عن قتلى وجرحى سقطوا في صفوف الحوثيين والمقاومة دون أن تتضح حصيلتهم حتى الآن نتيجة استمرار المواجهات بشكل عنيف، ويستخدم فيها الطرفان مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وذكرت المصادر أن الحوثيين وقوات صالح قصفوا بشكل عنيف قلعة القاهرة التي سلمها رجال المقاومة للجيش الوطني الموالي للرئيس عبد ربه منصور هادي الأسبوع الماضي.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.