النظام يكثف حملات الاعتقال العشوائي للشباب في شوارع دمشق

مع أن عمليات المداهمة والاعتقالات العشوائية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري داخل العاصمة دمشق لم توقف نشاطها منذ اندلاع الثورة ضد النظام 2011، إلا أن تلك الحملات كانت تشهدا تصعيدا بين فترة وأخرى، وعادت خلال الأسبوع الأخير لتلقي بثقلها على من تبقى من شبان مدنيين في دمشق.
وبحسب مصادر من السكان، فإن حملات الاعتقال العشوائية تجري وبكثافة داخل عدد من الأحياء وسط المدينة، منها المزرعة والميسات والحمرا والميدان والصناعة، وذلك عبر حواجز طيارة تقوم بتوقيف المارة من الشباب أو عبر تفتيش حافلات النقل العامة واعتقال من فيها من الشباب، بهدف سوقهم إلى الخدمة العسكرية الإلزامية إذا كانوا بسن الخدمة، أو إلى أعمال السخرة في حفر الأنفاق إذا كانوا ممن دون السن.
ونشر ناشطون تحذيرا للشباب المقيمين في العاصمة من التجول في الشوارع في أوقات العطل أو بعد انتهاء الدوام، وقالوا «نصيحة لمن يريد الخروج من منزله ألا يخرج إلا في حال الضرورة، مع تجنب الخروج في أيام العطل وبعد انتهاء ساعات الدوام، وأن يحرص على توقيت خروجه من المنزل أثناء فترة الذروة في حركة الشارع، لأن في هذه الفترة يقل عدد الحواجز الطيارة التابعة للأجهزة الأمنية والتي تقوم باعتقال الشباب».
وأفاد سكان في شارع الحمرا بحي الصالحية وسط دمشق، أنهم شاهدوا يوم أمس باصين حجم 24 راكبا استخدمهما حاجز طيار في اعتقال عدد من الشبان في المنطقة، بعد إنزالهم من حافلات النقل العامة، بينما سجلت حملة اعتقالات للمارة أمس عند ساحة السبع بحرات وشارع الثورة. وفي حي ركن الدين أفاد ناشطون بقيام الأجهزة الأمنية في الحي بحملة مداهمات يوم أول من أمس على عدد من المنازل وتدقيق بيانات المعلومات الخاصة بكل شاب، لا سيما من هم من مواليد ريف دمشق ويقطنون في العاصمة، دون أن يسجل أي اعتقال.
وتعد حملات الاعتقال والممارسات القمعية المتوحشة للأجهزة الأمنية، السبب الأول والأبرز لهجرة مئات الآلاف من السوريين وطلبهم اللجوء، حيث يقدر عدد المعتقلين في سجون النظام بأكثر من 150 ألف معتقل، قتل منها الآلاف تحت التعذيب.
يشار إلى أن الشبكة السورية لحقوق الإنسان أطلقت عبر موقعها الرسمي، محرك بحث للمعتقلين السوريين في سجون النظام. وإلى جانب محرك البحث الذي يضم أسماء عشرات الآلاف من المعتقلين الموثقين، قدمت الشبكة خدمة توثيق أسماء المعتقلين بشكل شخصي.
ويستطيع الزائر إضافة المعلومات التي يمتلكها عن معتقل (اسم – صورة – مواليد – مكان وزمان الاعتقال)، ليضاف إلى محرك البحث. مع الإشارة إلى عدم وجود رقم دقيق حول أعداد السوريين المعتقلين في سجون النظام منذ بدء الثورة عام 2011.