إرجاء التحقيق مع مغربي عائد من غوانتانامو أسقطت عنه واشنطن جميع التهم

محكمة سلا ترفض الإفراج المؤقت عن تاجر كان يمول «داعش»

إرجاء التحقيق مع مغربي عائد من غوانتانامو أسقطت عنه واشنطن جميع التهم
TT

إرجاء التحقيق مع مغربي عائد من غوانتانامو أسقطت عنه واشنطن جميع التهم

إرجاء التحقيق مع مغربي عائد من غوانتانامو أسقطت عنه واشنطن جميع التهم

أرجأ قاضي التحقيق في قضايا الإرهاب بمدينة سلا المغربية، قرب العاصمة الرباط، حتى الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل النظر في قضية المغربي يونس الشقوري، الذي رحلته الإدارة الأميركية من غوانتانامو إلى المغرب.
وقالت كوري كرايدر، محامية الشقوري والمسؤولة بمنظمة «ريبريف»، التي يوجد مقرها بلندن، في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية أول من أمس إن «القاضي طلب مزيدا من الوقت للاطلاع على الملف، وقرر تأجيل التحقيق حتى الرابع من نوفمبر».
ورحلت واشنطن الشقوري، البالغ من العمر 47 سنة، نحو المغرب في 16 من سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي الـ20 من الشهر نفسه أعلنت الرباط وضعه قيد التوقيف الاحتياطي للتحقيق في احتمال تورطه في ارتكاب أعمال إرهابية.
وفي مراسلة حصلت عليها وكالة الصحافة الفرنسية من منظمة «ريبريف» شهد ثيموتي جونسون، محامي وزارة العدل الأميركية أن الوزارة «سحبت جميع الأدلة المعتمدة لدى مثوله (الشقوري) أمام القضاء والمتعلقة بانتمائه للمجموعة المسماة الجماعة الإسلامية المغربية المقاتلة»، التي كانت سببا في إبقائه طيلة ذلك الوقت في غوانتانامو.
وتم إسقاط هذه التهمة بناء على رأي إيجابي مبني على بحث قامت به ست مؤسسات حكومية وأمنية أميركية اتحادية، بما فيها وزارتا الخارجية والدفاع ووكالة المخابرات المركزية، ومكتب التحقيقات الفيدرالي. وسلم محامو الشقوري هذه الرسالة لقاضي التحقيق على أساس تمتيع موكلهم بحريته، حسب الاتفاق الدبلوماسي بين الرباط وواشنطن.
وتساءلت المحامية الأميركية «لماذا لا تلزم الولايات المتحدة المغرب بإنفاذ الاتفاق الدبلوماسي لتسريح يونس؟»، مضيفة «يبدو أن كبار المسؤولين في حكومة الولايات المتحدة لا يقومون بعملهم».
وكان منتظرا أن تنظر المحكمة الفيدرالية، أمس، حسب كرايدر، في دعوى رفعتها منظمة «ريبريف»، تحمل فيها الحكومة الأميركية «مسؤولية التهاون في ضمان تمتيع الشقوري بحريته».
وكانت الشرطة الباكستانية قد اعتقلت الشقوري في ديسمبر (كانون الأول) عام 2001 أثناء محاولته الهرب من معقل حركة طالبان وتنظيم القاعدة في أفغانستان، بحسب «ملف غوانتانامو» الذي نشرته صحيفة «نيويورك تايمز». وقد رحلت الإدارة الأميركية حتى الآن 13 مغربيا بما فيهم الشقوري من سجن غوانتانامو على الأراضي الكوبية إلى المغرب، فيما يعتبر السجين ناصر عبد اللطيف آخر سجين مغربي معتقلا هناك.
على صعيد آخر، قررت غرفة الجنايات الابتدائية، المكلفة قضايا مكافحة الإرهاب بملحقة محكمة الاستئناف بمدينة سلا، رفض ملتمس دفاع المتهم سعيد العلواني، المتابع من أجل استغلال عائدات استثماراته في المواد الغذائية المغشوشة في التمويل المباشر لتنظيم داعش، والقاضي بتمتيعه بالإفراج المؤقت. كما قررت المحكمة إرجاء البت في هذا الملف إلى غاية 19 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل من أجل منح الدفاع مهلة لإعداد دفاعه.
وكان بيان لوزارة الداخلية المغربية أفاد بأن «المتهم الذي ألقي عليه القبض بمدينة فاس في 15 يونيو (حزيران) الماضي، كان يستغل عائدات استثماراته في المواد الغذائية المغشوشة في التمويل المباشر لتنظيم داعش بالإضافة إلى عمليات تجنيد وتسفير بعض الأشخاص قصد الالتحاق بصفوف التنظيم».
وحسب البيان ذاته فقد أسفرت الأبحاث والتحريات التي باشرتها اللجان الإقليمية لمراقبة المواد الغذائية والجودة إلى التوصل إلى مخازن أخرى تابعة لشركة «العلواني أندلس - بفاس»، في كل من مدن طنجة، ووجدة، وورززات، ومراكش، والحسيمة، تحتوي بدورها على مواد غذائية فاسدة، وأخرى جرى تغيير تواريخ صلاحياتها ومعدة للتسويق.
وأكد البيان أنه «جرى الحجز التحفظي على هذه المواد الغذائية التي بلغت كمياتها الإجمالية ما يقارب 130 طنا، والمكونة من التمور والعجائن الغذائية، والعصائر المعلبة والبرقوق المجفف، والمربى والشوكلاتة والطماطم المعلبة، والمياه المعدنية وحبوب الذرة والفول والحلويات».
من جهة أخرى، قضت المحكمة ذاتها، أول من أمس، بأحكام تراوحت بين سنة و10 سنوات سجنا نافذا في حق تسعة متهمين توبعوا في ملفات منفصلة من أجل قضايا ذات صلة بالإرهاب. وقضت المحكمة بعشر سنوات سجنا نافذا في حق المتهم (م، ع) بعد مؤاخذته من أجل تهم «تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية في إطار مشروع جماعي، يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف، وحيازة أسلحة نارية، والقيام بتدريبات شبه عسكرية».
وأصدرت المحكمة أيضا حكما يقضي بست سنوات سجنا نافذا في حق متهمين اثنين، وذلك بعد مؤاخذتهما من أجل تهم «تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية، وحيازة أسلحة نارية خلافا لأحكام القانون، والإشادة بأفعال تكون جريمة إرهابية»، فيما قضت بثلاث سنوات حبسا نافذا في حق متهم واحد، وبسنتين حبسا نافذا في حق متهمين اثنين، وبسنة نافذة في حق متهمين اثنين بعد مؤاخذتهم من أجل «تكوين عصابة لإعداد وارتكاب أفعال إرهابية، والإشادة بأفعال تكون جريمة إرهابية، وعقد اجتماعات عمومية من دون ترخيص» كل حسب ما نسب إليه.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.