عودة المجلس الوطني إلى «الائتلاف» تضعه أمام واقع القبول بـ«جنيف 2»

أحد قيادييه قال إن المؤتمر قد يفضي إلى مقررات مهمة لا يمكن البقاء بعيدا عنها

المجلس الوطني السوري
المجلس الوطني السوري
TT

عودة المجلس الوطني إلى «الائتلاف» تضعه أمام واقع القبول بـ«جنيف 2»

المجلس الوطني السوري
المجلس الوطني السوري

بعد عودتهم إلى «الائتلاف الوطني السوري» المعارض يجد أعضاء «المجلس الوطني السوري» أنفسهم أمام معضلة المشاركة في مفاوضات «جنيف2» إذا ما عقدت جولتها الثالثة.
وكان المجلس الوطني، أحد أكبر مكونات الائتلاف السوري المعارض، أعلن قبل يومين عودته إلى «الائتلاف» بعد أن كان انسحب منه احتجاجا على قرار الائتلاف المشاركة في مفاوضات «جنيف2» للسلام والجلوس إلى طاولة واحدة مع وفد نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وعلل المجلس الوطني أسباب عدوله عن قراره والانضمام مجددا إلى «جنيف2» بـ«فشل» تلك المفاوضات.
وأوضح المجلس في بيان أن «الأمانة العامة للمجلس الوطني السوري قررت في اجتماعها يومي 27 و28 فبراير (شباط) في إسطنبول، عودة كتلة المجلس الوطني بكافة مكوناتها إلى صفوف الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية». وأشار المجلس إلى أن قراره يأتي «بعد أن أثبتت الجولتان الأولى والثانية لمفاوضات جنيف فشلها في تحقيق أهداف الشعب السوري، حيث أثبت النظام مراوغته وإمعانه في قتل السوريين وذلك باعتراف المجتمع الدولي»، مشددا على «ضرورة تمثيل من يؤمن بأهداف الثورة»، ورغبته في «دعم وحدة المعارضة السورية ورص صفوفها بما يحقق أهداف الثورة السورية المباركة».
وجاء قرار «المجلس» بالعودة إلى «الائتلاف المعارض» بعد تصويت أغلبية مكوناته بالموافقة، باستثناء «قوى الحراك الثوري» و«المجلس الأعلى للثورة» اللذين صوتا بالرفض.
ورغم أن هذه العودة قد تعد موافقة ضمنية من قبل المجلس الوطني على مشاركة «الائتلاف» في مؤتمر «جنيف2»، فإن عضو المجلس سمير نشار أكد لـ«الشرق الأوسط» أن «مفاوضات جنيف2 فشلت في جولتيها الأولى والثانية، ما يشير إلى أن رؤية المجلس وتقويمه لهذه المسألة كانت صائبة ودقيقة، خصوصا أن الدول الداعمة لهذا المؤتمر اعترفت بفشله، كذلك أعضاء وفد الائتلاف المفاوض وجدوا أنفسهم أمام طريق مسدود نتيجة إصرار النظام السوري على التسويف وعدم تقديم أي تنازل».
ويستنتج نشار من هذه المؤشرات أن «مؤتمر جنيف 2 من دون أفق ولا يحمل أي حل سياسي»، معولا على «متغيرات لدى الإدارة الأميركية بعد إعادة التقييم والمراجعة التي تجريها حيال الملف السوري». وأوضح نشار أنه في «حال عقدت جلسة ثالثة لمؤتمر جنيف أو أي مؤتمر آخر فإن المجلس سيتخذ موقفا على ضوء التغيرات الإقليمية لأن الموضوع السوري سريع التغيير».
لكن عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني المعارض عبد الرحمن الحاج يجد في مفاوضات «جنيف2» أمرا واقعا لا يمكن تجاوزه. وأشار لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «المجلس الوطني لم يغير موقفه إزاء هذا الموضوع، لكن مؤتمر جنيف2 قد يفضي إلى مقررات مهمة يحدد بموجبها مستقبل سوريا ولا يمكن أن يبقى المجلس بعيدا عنها». وتابع: «فضل المجلس أن يكون شريكا في القرار السياسي للمعارضة السورية وأن يسد الذرائع التي تقول إن هذه المعارضة مشرذمة ما دفعه إلى العودة للائتلاف الذي يمثل إرادة السوريين».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».