تضارب الأنباء بشأن إطلاق سراح الرهائن الإيرانيين المحتجزين لدى جيش العدل الباكستاني

طهران ترفض التفاوض مع «الجماعة الإرهابية»

تضارب الأنباء بشأن إطلاق سراح الرهائن الإيرانيين المحتجزين لدى جيش العدل الباكستاني
TT

تضارب الأنباء بشأن إطلاق سراح الرهائن الإيرانيين المحتجزين لدى جيش العدل الباكستاني

تضارب الأنباء بشأن إطلاق سراح الرهائن الإيرانيين المحتجزين لدى جيش العدل الباكستاني

أعلنت مصادر باكستانية أن قوات الحدود الباكستانية تمكنت خلال عملية نفذتها أمس (السبت) من تحرير 11 رهينة أجنبية، بينهم حرس الحدود المختطفون من قبل جيش العدل. ولم يؤيد المسؤولون الإيرانيون صحة الخبر بعد.
وأكد الجنرال مسعود جزائري مساعد رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية كما نقلت عنه وكالة فارس للأنباء أمس.
وقال جزائري أنه «جرى تحرير الجنود الإيرانيين الخمسة الذين خطفوا ونقلوا إلى باكستان»، مضيفا أن «كل الأجهزة الأمنية والعسكرية في البلاد شاركت» في عملية تحرير الجنود.
ونقلت قناة «دنيا نيوز» الإخبارية الباكستانية، عن المتحدث باسم قوات حرس الحدود شبه العسكرية في منطقة تربت بولاية بلوشستان جنوب غربي باكستان، خان وصي، أمس، أن القوات الباكستانية حررت 11 رهينة أجنبية محتجزين لدى جيش العدل. وأفادت القناة بأن «الرهائن الإيرانيين من ضمن الرعايا الأجانب الذين تم تحريرهم في منطقة تربت».
وأضافت القناة الإخبارية الباكستانية أن «قوات الحدود الباكستانية تقوم بتحديد جنسية الرعايا المفرج عنهم، إذ تمكنت من تحديد هوية اثنين منهم، وهما من جمهورية تنزانيا، واليمن».
ورغم إعلان المصادر الباكستانية عن تحرير الرهائن الإيرانيين، فإن المسؤولين الإيرانيين لم يؤيدوا الخبر بعد. وأكد النائب الإيراني عن مدينة إيرانشهر في إقليم سيستان وبلوشستان الإيراني محمد سعيد أربابي، في تصريح لوكالة الأنباء الطلابية الإيرانية، أمس، خبر الإفراج عن حرس الحدود الإيرانيين.
من جانبه، نفى جيش العدل، عبر حسابه على موقع «تويتر»، تحرير الرهائن، وقال إنهم ينتظرون الرد الإيراني للاستجابة لمطالبهم من أجل تحرير الرهائن الإيرانيين. وامتنع السفير الإيراني في إسلام آباد ومحافظ إقليم سيستان وبلوشستان الإيراني عن نفي أو تأييد الإفراج عن الرهائن الإيرانيين.
وتبنى جيش العدل مسؤولية احتجاز خمسة من رجال الحدود الإيرانيين منذ ثلاثة أسابيع، وطالب هذا التنظيم السلطات الإيرانية بالإفراج عن 50 معتقلا من المنتمين إلى جيش العدل، و200 سجين من المواطنين السنة في إيران، و50 امرأة من أهل السنة يقول جيش العدل إن الحرس الثوري يقوم باحتجازهن في سوريا. وترفض السلطات الإيرانية إجراء المفاوضات مع جيش العدل لكونه «جماعة إرهابية»، وتؤكد التعاون والتفاوض مع الحكومة الباكستانية في هذا الشأن.
وأثارت قضية الرهائن الإيرانيين ردودا واسعة لدى الرأي العام الإيراني الذي أعرب عن تعاطفه مع المحتجزين وإدانته لجيش العدل، وطالب بالإفراج عنهم.



إردوغان يوجه تحذيراً صارماً لـ«العمال الكردستاني»

إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)
إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)
TT

إردوغان يوجه تحذيراً صارماً لـ«العمال الكردستاني»

إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)
إردوغان تعهد بدفن مسلحي «العمال الكردستاني» إذا رفضوا إلقاء أسلحتهم (الرئاسة التركية)

بينما يواصل وفد الحوار مع زعيم حزب «العمال الكردستاني» السجين مدى الحياة في تركيا، عبد الله أوجلان، في إطار مبادرة لإنهاء الإرهاب في تركيا ينظر إليها على أنها عملية جديدة لحل المشكلة الكردية، ثار الجدل حول إمكانية تخلي مقاتلي الحزب عن أسلحتهم.

ووجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان رسالة صارمة بشأن حلّ حزب «العمال الكردستاني» نفسه، قائلاً إن «الإرهابيين الانفصاليين باتوا أمام خيارين لا ثالث لهما... القتلة الانفصاليون إما أن يدفنوا أسلحتهم في أقرب وقت ممكن، وإما سيدفنون تحت الأرض بأسلحتهم. لا يوجد خيار ثالث غير هذين الخيارين».

لا تسامح ولا عفو

وقال إردوغان، في كلمة خلال مؤتمر لحزبه في ريزا شمال تركيا، الأحد: «سننقذ بلادنا من آفة الإرهاب التي ألحقها الإمبرياليون بشعبنا في أسرع وقت ممكن، نحن مصممون وعازمون على حسم هذه القضية، وقد حددنا هدفنا في هذا السياق».

إردوغان متحدقاً في مؤتمر لحزبه في طرابزون شمال تركيا الأحد (الرئاسة التركية)

وفي مؤتمر آخر في طرابزون، قال إردوغان: «لا أحد، سواء كان تركياً أو كردياً أو عربياً، لديه أي تسامح مع الإرهابيين الذين هم بيادق في مخططات الإمبرياليين الإقليمية». وأيد إردوغان دعوة حليفه رئيس حزب «الحركة القومية»، دولت بهشلي، بدء عملية حوار مع أوجلان من خلال حزب «الديمقراطية والمساواة للشعوب»، المؤيد للأكراد، تنتهي بدعوته إلى البرلمان للحديث من خلال المجموعة البرلمانية للحزب، وإعلان حل حزب «العمال الكردستاني»، المصنف منظمة إرهابية، وإلقاء أسلحته، وانتهاء مشكلة الإرهاب في تركيا، مقابل النظر في خطوات قانونية للعفو عنه بعدما أمضى 25 عاماً في سجن انفرادي بجزيرة إيمرالي في ولاية بورصة جنوب بحر مرمرة، غرب تركيا.

وقام وفد من الحزب يضم نائبيه؛ عن إسطنبول سري ثريا أوندر، ووان (شرق تركيا) بروين بولدان، بزيارة لأوجلان في إيمرالي، في 28 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ونقلا عنه استعداده لتوجيه الرسائل اللازمة، وتأكيده على الأخوة بين الأكراد والأتراك، في ظل الظروف في غزة وسوريا التي تشكل تهديداً خطيراً، على أن تتم العملية من خلال البرلمان وتشارك فيها المعارضة.

لقاء «وفد إيمرالي» مع رئيس البرلمان نعمان كورتولموش (موقع حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب)

وبعد ذلك قام الوفد، الذي انضم إليه السياسي الكردي البارز أحمد تورك، بزيارة لرئيس البرلمان، نعمان كورتولموش وبهشلي، ليستكمل لقاءاته مع حزب «العدالة والتنمية» الحاكم وأحزاب المعارضة، باستثناء حزبي «الجيد» و«النصر» اللذين أعلنا رفضهما العملية الجارية.

في السياق ذاته، شدّدت مصادر عسكرية تركية على أهمية مبادرة بهشلي لجعل «تركيا خالية من الإرهاب»، لافتة إلى أنه إذا تحقق هذا الهدف وألقت منظمة حزب «العمال الكردستاني» أسلحتها، فإن العناصر الإرهابية في سوريا، في إشارة إلى «وحدات حماية الشعب الكردية» التي تقود «قوات سوريا الديمقراطية (قسد)»، ستتأثر سلباً.

وأكّدت المصادر، بحسب ما نقلت وسائل إعلام تركية، الأحد، أنه إذا تم القضاء على «التنظيم الإرهابي» (حزب العمال الكردستاني) وإلقاء أسلحته، فسيتم محاكمة المستسلمين من عناصره، وسيتم إطلاق سراحهم إذا وجد القضاء أنهم غير مذنبين، «لكن من المستحيل أن يتم إصدار عفو عن الإرهابيين».

وتوقّعت المصادر هروب قادة حزب «العمال الكردستاني» في جبل قنديل (معقل العمال الكردستاني في شمال العراق) إلى دول أوروبية، إذا تم نزع سلاحهم.

رفض قومي

في المقابل، قال رئيس حزب «النصر»، أوميت أوزداغ، إنه «لا يوجد في تاريخ العالم أي منظمة إرهابية ألقت أسلحتها، هذه كذبة كبيرة».

رئيس حزب النصر القومي التركي المعارض أوميت أوزداغ (حسابه في «إكس»)

وأضاف أوزداغ، في تصريحات الأحد: «نريد (...) أن يدرك (الجمهور التركي) أن ما يحدث فقط هو أن عبد الله أوجلان سيظهر في البرلمان، وسيوجه الدعوة لإلقاء السلاح وسيحصل على العفو». وتابع: «نعتقد أن الوقت قد حان للنزول إلى الشوارع، حتى لا يتم العفو عن قتلة الجنود الأتراك». وأعلن أن حزبه سيبدأ مسيرات في أنحاء تركيا بدءاً من الخميس المقبل، مضيفاً: «حزبنا ليس في البرلمان، لكننا سنحول تركيا كلها إلى برلمان، نحن ضد هذه العملية التي تحرج الأمة وتكسر شرف الدولة التركية».

بدوره، قال زعيم المعارضة رئيس حزب «الشعب الجمهوري»، أوزغور أوزال، خلال تجمع لحزبه، الأحد، إن حزبه «لن يقول نعم لأي شيء لا تقوله عوائل الشهداء والمحاربين القدامى».