هل بحث بوتين مع الأسد سيناريوهات المرحلة الانتقالية؟

مصادر: من غير الواضح كيف يمكن إجراء انتخابات على الأراضي التي تجري فيها معارك

هل بحث بوتين مع الأسد سيناريوهات المرحلة الانتقالية؟
TT

هل بحث بوتين مع الأسد سيناريوهات المرحلة الانتقالية؟

هل بحث بوتين مع الأسد سيناريوهات المرحلة الانتقالية؟

مصادر مطلعة في العاصمة الروسية، قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن لزيارة الرئيس السوري أهمية تاريخية، نظرًا لتوقيتها الحساس. وذكر المصدر بأن روسيا لا تنوي أن تحارب إلى ما لا نهاية في سوريا. لكنها لم تستبعد أن تكون المحادثات قد تناولت مختلف سيناريوهات العملية السياسية والمرحلة الانتقالية، وأشار إلى أن القيادة الروسية تتعامل مع الأمور بواقعية وربما رغبت بسماع وجهة نظر الأسد ذاته حول هذه السيناريوهات المحتلمة، كي تعرف موسكو الأسس التي ستنطلق منها في المحادثات المرتقبة على المستوى الدولي حول سوريا.
المحللة السياسية ماريانا بيلنكايا قالت لـ«الشرق الأوسط» إن الزيارة أتت في سياق العلاقات الثنائية بين البلدين، ولتؤكد أن الوضع في سوريا تغير نحو الأفضل، معتبرة أنه ما كان لرئيس أن يغادر بلاده، ولو لساعة، لو شعر بأن الخطر ما زال محدقا به، وأضافت أن القيادة الروسية ربما أرادت أن تتحدث مع الرئيس الأسد وجها لوجه لترى مدى ثباته، ولأن هناك أمورا لا يكفي بحثها عبر الهاتف. فضلا عن ذلك، فإن هذه الزيارة تظهر أن روسيا والأسد يشكلان جبهة واحدة مشتركة قوية، حسب قول بيلنكايا التي لم تستبعد أن يكون بوتين والأسد قد بحثا بعض الخطوات الدبلوماسية على ضوء التغيرات في الوضع العسكري في سوريا، واستعدادًا للقاء دولي قد ينعقد حول الأزمة السورية، حيث ساعدت القوات الجوية الروسية الحكومة السورية باستعادة السيطرة على مساحات واسعة من البلاد، مما يعني أن الظرف أصبح مناسبا لبحث الحل السياسي ذلك أنه كان من الصعب الدخول في محادثات سياسية من موقع الضعيف، حسبما قالت الخبيرة ماريانا بيلنكايا.
صحيفة «كوميرسانت» الروسية رافقت أجواء زيارة الأسد إلى موسكو وكتب مراسلها يقول: إنه «تم استدعاء الصحافيين صباح يوم أمس إلى مؤتمر صحافي عبر الهاتف مع السكرتير الصحافي للرئيس الروسي. مما جعل الجميع يشعرون بأن أمرًا ما مهما قد حدث، فاتضح أن الرئيس السوري أجرى زيارة إلى موسكو». ويقول المراسل إن الجميع كانوا مهتمين بمعرفة ما إذا كانت هذه الزيارة تعني أنه تم إبلاغ الأسد، على سبيل المثال، بضرورة إجراء انتخابات رئاسية عاجلة؟ إلا أن السكرتير الصحافي للرئيس الروسي لم يجب على هذا السؤال. في غضون ذلك مصادر وصفتها الصحيفة بأنها على علم بمحادثات بوتين - الأسد، لم تستبعد أن تكون مسألة الانتخابات قد جرى بحثها بالفعل، إلا أن هذه المصادر تساءلت «لكن من غير الواضح كيف يمكن إجراء انتخابات على الأراضي التي تجري فيها معارك».
مصدر عربي مطلع في موسكو فضل عدم الكشف عن اسمه، قال إن الفترة القريبة القادمة ستكشف عما دار خلال محادثات بوتين –الأسد في موسكو، متوقعا سماع قرارات سياسية مهمة من العاصمة السورية، تتعلق بإطلاق العملية السياسية، وقد تشمل خطوات تتعلق بالدستور والانتخابات وغيره. واعتبر المصدر أن الأمور قد تكون مختلفة هذه المرة، مرجحا أن تأخذ الجهود السورية برعاية روسية «طابعًا دوليًا»، بموجب تفاهمات قد يعلن عنها مطلع الشهر القادم، ولم يوضح المصدر ما هي الصيغة أو الإطار الذي يقصده بعبارة «طابعا دوليا»، واكتفى بالقول إن الأمور ستتكشف تدريجيا خلال أيام.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.