عدن تعيش ضبطًا أمنيًا بخطط جديدة ودعم خليجي

مدير الأمن: تشكيل حزام أمني على مداخل المحافظة

عدن تعيش ضبطًا أمنيًا بخطط جديدة ودعم خليجي
TT

عدن تعيش ضبطًا أمنيًا بخطط جديدة ودعم خليجي

عدن تعيش ضبطًا أمنيًا بخطط جديدة ودعم خليجي

أكد العميد محمد مساعد مدير أمن محافظة عدن الواقعة جنوب اليمن، أمس، أن الخطة الأمنية التي بدأ تنفيذها خلال الأسبوع الحالي قد أعادت الاستقرار إلى المحافظة بشكل ملحوظ.
وقال مساعد لوكالة الأنباء الألمانية، إن المدينة تشهد في الوقت الراهن هدوءًا واستقرارًا كبيرًا في ظل استمرار تنفيذ خطتهم الأمنية بالتعاون مع المنطقة العسكرية الرابعة، وأفراد المقاومة الشعبية الموالين للرئيس عبد ربه منصور هادي.
وأوضح أن قوات التحالف العربي تدعمهم فقط «لوجستيًا وماديًا»، مشيرًا إلى أن القوات الأمنية والعسكرية اليمنية هي المسؤولة عن حماية المحافظة من خلال انتشارها في نقاط أمنية وزعت في أرجاء المحافظة.
وأشار إلى أن الخطة تضمنت تقسيم المحافظة إلى مربعات أمنية، وتشكيل حزام أمني على مداخل المحافظة إلى جانب تكثيف الحراسة على منشآت الدولة.
وقال: «تتضمن الخطة كذلك إعادة البنية التحتية لمؤسسات الدولة التي دمرت من بينها المؤسسة الأمنية بعد طرد ميليشيا الحوثي وصالح منها». كما لفت مساعد إلى أن الخطة الأمنية أتت للتصدي «للخلايا الإرهابية التي نفذت عمليات الفوضى في الفترة الماضية تحت اسم داعش وأنصار الشريعة»، مؤكدًا أنه «من خلال التحريات تبين أنها خلايا تابعة لميليشيا الحوثي وصالح الذين يريدون جر المحافظة مجددًا إلى مربع العنف».
وتابع: «لن نسمح مجددًا بنشر عمليات الفوضى في المحافظة من قبل تلك العناصر وسنلاحق جميع المتورطين بها».
وعن القوات العسكرية السودانية التي وصلت ضمن قوات التحالف العربي، قال مساعد، إنها ستشارك في عملية تحرير محافظة تعز إلى جانب بعض الجيوب الباقية في قبضة الحوثيين وصالح في محافظتي الضالع ولحج الجنوبيتين.
وكانت الشرطة المحلية في عدن استأنفت علمها في 5 سبتمبر (أيلول) الماضي عبر مركز شرطة نموذجي بدعم إماراتي وبوجود ضباط مدربين، وكانت البداية من مدينة الشيخ عثمان، والتي أسهمت بشكل كبير على حفظ واستقرار العاصمة اليمنية المؤقتة عدن.
وانطلقت البداية بنحو 400 ضابط وفرد من الشرطة، والذين عملوا على جولات ميدانية وتشكيل حزام أمني، إضافة إلى نحو 300 ضابط وعسكري للعمل الميداني، بعد أن تم تدريب الكثير منهم من قبل قوات التحالف لآلية العمل وضبط الأمن، خاصة بعد أن شهدت عدن عدة عمليات اغتيال وعمليات تخريبية وتفجيرات متفرقة كان للحوثيين وحليفهم صالح دور بها، إلا أنه تمنت الحكومة اليمنية من ضبط الأمن في الآونة الأخيرة في عدن.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.