قطاع المقاولات السعودي يخسر 1.4 مليار دولار في عام واحد بسبب النزاعات

دعوة لإنشاء مركز تحكيم للحد من طول فترة التقاضي وتقليل نسب التعثر

قطاع المقاولات السعودي يخسر 1.4 مليار دولار  في عام واحد بسبب النزاعات
TT

قطاع المقاولات السعودي يخسر 1.4 مليار دولار في عام واحد بسبب النزاعات

قطاع المقاولات السعودي يخسر 1.4 مليار دولار  في عام واحد بسبب النزاعات

قدر مسؤول في الاتحاد العربي للتحكيم الهندسي (جهة لفض المنازعات في قطاع المقاولات) حجم خسائر النزاعات التي يشهدها قطاع التشييد والبناء والمقاولات بالسعودية، خلال العام الماضي بنحو 1.4 مليار دولار (خمسة مليارات ريال)، داعيا إلى ضرورة تأسيس مراكز للتحكيم بالسعودية أسوة بالدول الخليجية الأخرى.
وقال الدكتور نبيل عباس، رئيس الاتحاد العربي للتحكيم الهندسي لـ«الشرق الأوسط»: «إن هذه المبالغ هي حجم المشروعات المتعثرة التي تشمل مشروعات خاصة وحكومية»، مؤكدًا أن نسب التعثر في المشروعات في السعودية تتراوح بين 15 و20 في المائة من مجمل المشروعات التي يجري تنفيذها.
وقال عباس «إن المشروعات المتعثرة لا تشمل المشروعات التي لم تنجز في وقتها المحدد في العقود الموقعة» حيث قدر نسبة المشروعات التي تجاوزت وقتها المحددة بـ50 في المائة، بينما حدد المشروعات المتعثرة بالتي يجري تنفيذها ببطء أو تأخر إنجازها عاما فأكثر.
وقال عباس إن تقدير المنازعات المالية بـ1.4 مليار دولار (خمسة مليارات ريال) بأنه قدر بناء على عدد القضايا التي تشهدها المحاكم السعودية التي طرفها شركة مقاولات في متوسط المطالبات المالية لهذه القضايا.
ودعا عباس إلى إنشاء مركز للتحكيم في السعودية للحد من معدلات التعثر ومن إفلاس الشركات بسبب تأخر حسم خلافاتها داخل أروقة المحاكم، وقال: إن عدم تخصص القضاة في بعض الأمور الفنية قد يتسبب في طول مدة التقاضي، مشددا على أن ترشيد التكلفة يتطلب وجود مركز تحكيم يحمل صيغة متطورة للتفاهم وتجاوز الخلافات والنزاعات ويكون البديل للجوء إلى القضاء.
وقال عباس وهو ممثل الخليج العربي في الاتحاد الدولي للاستشاريين الهندسيين «فيديك»: «إن الشركات السعودية عندما تدخل في نزاعات تلجأ إما للمحاكم، وهو ما ينتج عنه خسائر بسبب طول فترة التقاضي، أو تلجأ إلى مراكز التحكيم خارج السعودية، حيث تخسر هناك أغلب قضاياها، بسبب عدم الوعي بفنيات التعاقد واشتراطاتها مع مراكز التحكيم الدولية».
وأشار عباس إلى أن السعودية باتت من أكثر الأسواق الإنشائية تطورًا وتعقيدًا، نظرا للعدد الكبير من المتعاملين في السوق واختلاف العقود وتداخل الأطراف، مما نتج عنه ظهور قضايا وخلافات معقدة، وهو ما يستدعى الحاجة إلى إنشاء مركز تحكيم سعودي مهني محايد كمظلة يستطيع دراسة وتحليل واستيعاب أبعاد الخلاف وإصدار الحكم.
وأوضح رئيس الاتحاد العربي للتحكيم الهندسي أن نحو 60 في المائة من المنازعات المرفوعة لدى المحاكم السعودية تخص قطاع الإنشاءات، كما أن قيمة المنازعات في كل قضية تبدأ من نصف مليون ريال لتصل إلى 100 مليون ريال (26.6 مليون دولار).
وقال: إن خلافات المشروعات تتركز على النواحي الفنية مما يتطلب مواصفات خاصة ونوعا من الخبرة العلمية المتخصصة والعملية ومعرفة الأحوال والأوضاع في مواقع المشروعات، وهذه الخبرة الفنية قد لا تتوافر في جميع المحاكم، مما يتسبب في طول مدة التقاضي لتصل إلى 5 سنوات، حيث تقتضي المصلحة سرعة حسم المنازعات حتى لا يتعثر العمل، لا سيما أن السرعة في هذه القضايا تعني تحريك عجلة نمو الاقتصاد وتشجيع المستثمرين للدخول في مشروعات استثمارية جديدة.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).