سقوط 3 عناصر روس.. والنظام يحشد لمعركة برية بريف اللاذقية

قيادي في «الحر» رجح أن العملية رد على قصف استهدف مدنيين في جبل الأكراد

سقوط 3 عناصر روس.. والنظام يحشد لمعركة برية بريف اللاذقية
TT

سقوط 3 عناصر روس.. والنظام يحشد لمعركة برية بريف اللاذقية

سقوط 3 عناصر روس.. والنظام يحشد لمعركة برية بريف اللاذقية

في عملية هي الأولى من نوعها منذ أن بدأت موسكو توجيه ضربات جوية في سوريا، سقط ثلاثة عناصر روس على الأقل يقاتلون إلى جانب قوات النظام وأصيب عدد آخر إثر سقوط قذيفة على موقعهم في منطقة النبي يونس في محافظة اللاذقية الساحلية، وفق ما نقلت وكالة «رويترز» عن مصدر عسكري في دمشق، وذلك بعد ساعات على مقتل 45 شخصا من المدنيين وفصائل المعارضة في جبل الأكراد بريف اللاذقية، حيث تشير مصادر المعارضة إلى استعداد قوات النظام لبدء حملة عسكرية برية كبيرة.
وقال مدير المرصد، رامي عبد الرحمن لـ«رويترز»، إن مصادره في اللاذقية أكدت وفاة الروس، ولكنه لم يعط رقما دقيقا لعدد القتلى. وقال إنه يعتقد أنهم لا ينتمون لقوات نظامية روسية ولكنهم متطوعون.
ونقلت رويترز عن السفارة الروسية في سوريا، قولها، انها {لا تملك معلومات بشأن مزاعم عن مقتل 3 روس في سوريا}.
من جهته، قال القيادي في الجيش الحر في منطقة الساحل، العميد أحمد رحّال، إن المعارضة لم تتمكّن من التأكّد من الخبر، مرجحا في حديثه لـ«الشرق الأوسط» «أن يكون ثوار الساحل هم من قاموا بالعملية ردّا على تلك التي استهدفت المدنيين في جبل الأكراد». وفيما لفت المصدر العسكري لـ«رويترز» إلى أنّه كان يوجد 20 عنصرا روسيا في الموقع لحظة سقوط القذيفة، أشار رحّال إلى أنّ «النبي يونس ملاصقة لبلدة الصلنفة حيث يوجد مقرّ لضباط وعناصر روس».
و«قمة النبي يونس» هي النقطة الأعلى في اللاذقية والواقعة على الحدود الفاصلة بين محافظات إدلب (شمال غرب) وحماه (وسط) واللاذقية (غرب)، وهي استراتيجية للتقدم باتجاه سهل الغاب (شرقا) ومدينة جسر الشغور (شمالاً). وفيما استمرت المعارك بين قوات النظام على جبهات ريف حمص وحماه وحلب، على وقع استمرار الدعم الجوي الروسي، أشار عبد الرحمن، إلى أنّ طائرات روسية جديدة استهدفت جبل الأكراد بريف اللاذقية الشرقي، معتبرا أن ما حصل يدّل على أنّ روسيا دخلت بقوة على خط الدفاع عن نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مضيفا: «كما أنه لا تكاد تخلو منطقة تشهد اشتباكات بين النظام والفصائل المعارضة، إلا ويكون الطيران الروسي حاضرًا بقوة في التغطية الجوية، فيما يحاول النظام مدعوما بقوات إيرانية وحزب الله اللبناني وبغطاء جوي روسي، كسر خطوط التماس ومحاولة إبعاد المقاتلين عن العاصمة دمشق».
وأوضح عبد الرحمن في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «الطائرات الجديدة الروسية التي أدخلت على خطّ المعركة تقصف 20 طنا من المتفجرات دفعة واحدة، وهي التي استخدمت في استهداف جبل الأكراد مساء الاثنين»، مرجحا في الوقت عينه أن تساعد هذه الطائرات حزب الله في السيطرة على أكبر تلّة في الجبل الأحمر، التي يستميت في القتال للحصول عليها منذ فترة، وقد تكون إشارة لانطلاق معركة ريف اللاذقية الواسعة نظرا إلى موقعها الاستراتيجي المطل على جسر الشغور وسهل الغاب. من جهته، نقل «مكتب أخبار سوريا» عن قائد كتيبة المهام الخاصة بالفرقة الأولى الساحلية أحمد حمزة، حديثه عن وصول تعزيزات عسكرية تابعة لقوات النظام إلى مناطق ومحاور القتال مع فصائل المعارضة في ريف اللاذقية.
وأشار حمزة إلى أنه تم رصد وصول أرتال عسكرية «كبيرة» للنظام متجهة إلى قرية قسطل معاف وبلدة كسب القريبتين من المناطق الخاضعة لسيطرتهم في جبل التركمان، كما توجه عدد من الآليات الثقيلة والدبابات والجنود إلى محاور القتال في كل من قمة النبي يونس ومحيط بلدة سلمى، وسط قصف صاروخي هو «الأعنف» منذ خروج هذه المناطق عن سيطرة قوات النظام.
وتوقع حمزة أن تشهد مناطق ريف اللاذقية خلال الأيام القادمة حملة عسكرية «كبيرة» لقوات النظام بهدف السيطرة عليها، كاشفا أن مقاتلي المعارضة عززوا محارسهم وحفروا المزيد من الخنادق، كما قامت الفصائل بنقل الأسلحة والذخائر إلى المحاور التي تشهد اشتباكات، حيث تشهد المنطقة حالة «جاهزية واستنفار كامل» في حال شُنّ أي هجوم عليها، حسب وصف المصدر. وأكّد العميد أحمد رحّال، لـ«الشرق الأوسط» أنّ قصف الطيران الروسي الذي استهدف منطقة جبل الأكراد بريف اللاذقية، استهدف مخبأ لعدد من عائلات مقاتلي المعارضة هي عبارة عن مغارة، ما أدى إلى مقتل من فيه، «وبعدما تهافت الناس إلى المكان لنجدتهم، عاد الطيران الروسي وجدّد قصفه موقعا 45 قتيلا معظمهم من المدنيين إضافة إلى قائد الفرقة الساحلية».
وكان المرصد أعلن يوم أمس أن 45 شخصا بينهم مقاتلون للمعارضة ومدنيون قتلوا في الضربات الجوية مساء الاثنين في منطقة جبل الأكراد الواقعة تحت سيطرة الفرقة الساحلية الأولى المعارضة، بينما وصل عدد قتلى مئات الضربات الروسية منذ 30 سبتمبر (أيلول) 370 شخصا هم 127 مدنيا، بينهم 36 طفلا، بالإضافة إلى 243 مقاتلا، 52 منهم من تنظيم داعش.
وأكدت «الفرقة الساحلية الأولى» التي تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر، مقتل قائدها باسل زمو وكان ضابطا سابقا بالجيش السوري برتبة نقيب. والفرقة واحدة من عدد من الجماعات المعارضة التي تلقت دعما عسكريا أجنبيا بمقتضى برنامج تدعمه الولايات المتحدة يتضمن صواريخ أميركية الصنع مضادة للدبابات والتي تعد أقوى سلاح في ترسانة مقاتلي المعارضة.
وكان قائد جماعة معارضة أخرى هي «حركة نور الدين الزنكي» قتل في قتال جنوبي حلب أول من أمس الاثنين.
من جهة أخرى، دفعت العمليات البرية التي يقودها الجيش السوري بغطاء جوي روسي عشرات الآلاف من السوريين إلى النزوح من بلدات عدة في الريف الجنوبي لمحافظة حلب في شمال البلاد، وفق ما أعلن مكتب تابع للأمم المتحدة.
وتحدثت ناطقة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) فانيسا أوغنان عن تقارير تفيد «بنزوح قرابة 35 ألف شخص من بلدتي الحاضر والزربة في ريف حلب الجنوبي الغربي على خلفية الهجوم الحكومي في الأيام القليلة الماضية.
وبدأت قوات النظام نهاية الأسبوع الماضي عملية برية في ريف حلب الجنوبي بإسناد جوي روسي وتمكنت من السيطرة على عدد من القرى والتلال، فيما لا تزال اشتباكات عنيفة تدور في المنطقة أبرزها في محيط بلدة الحاضر الواقعة تحت سيطرة فصائل مقاتلة.
وتسعى قوات النظام إلى السيطرة على عدد من البلدات والقرى المحيطة بطريق دمشق حلب الدولي.
وأوضحت أوغنان أن الكثير من النازحين يعيشون الآن لدى عائلات مضيفة وفي مراكز إيواء غير رسمية في غرب محافظة حلب. ويحتاج النازحون وفق الأمم المتحدة «إلى الغذاء والحاجيات الأساسية وعدة الإيواء بشكل عاجل».



دعم أسترالي لضربات «الشبح» الأميركية ضد الحوثيين

واشنطن استخدمت لأول مرة قاذفة شبحية لضرب الحوثيين في اليمن (أ.ف.ب)
واشنطن استخدمت لأول مرة قاذفة شبحية لضرب الحوثيين في اليمن (أ.ف.ب)
TT

دعم أسترالي لضربات «الشبح» الأميركية ضد الحوثيين

واشنطن استخدمت لأول مرة قاذفة شبحية لضرب الحوثيين في اليمن (أ.ف.ب)
واشنطن استخدمت لأول مرة قاذفة شبحية لضرب الحوثيين في اليمن (أ.ف.ب)

أفاد مسؤولون أستراليون، الجمعة، بتقديم بلادهم الدعم للطائرات الأميركية الشبحية التي ضربت، الخميس، مواقع حوثية محصنة في اليمن، وفق ما نقلته «رويترز».

وكانت واشنطن قد تبنت قصف 5 مواقع حوثية محصنة تحت الأرض في صنعاء وضواحيها الجنوبية وفي صعدة (شمال)، حيث المعقل الرئيسي للجماعة المدعومة من إيران، وهي المرة الأولى التي تستخدم فيها الولايات المتحدة طائرات شبحية من طراز «بي 2» لضرب الجماعة.

طائرة شبحية أميركية من طراز «بي 2» (أ.ف.ب)

وقال مسؤول دفاعي أسترالي، في بيان، إن بلاده قدمت الدعم للغارات الجوية الأميركية. وجاء في البيان: «أستراليا قدمت دعماً لضربات أميركية نُفذت في 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2024 واستهدفت منشآت للحوثيين في اليمن، بتوفير إمكان دخول وعبور الطائرات الأميركية شمال أستراليا».

وأضاف البيان: «هذا الدعم يتوافق مع التزامنا الراسخ بالتحالف والتعاون الوثيق، مما يدل على مدى التعاون بين جيشينا». ولم تعمل قاذفات «بي – 2» المستخدمة في الضربات على اليمن من أستراليا، لكن هيئة الإذاعة الأسترالية ذكرت أنه تم تزويد الطائرات بالوقود جواً.

وجاء في تقرير لـ«رويترز» في يوليو (تموز) أن قواعد سلاح الجو الملكي الأسترالي في تيندال وداروين في شمال أستراليا تخضع لتطوير خدمة قاذفات قنابل أميركية وتزويد الطائرات بالوقود بتمويل دفاعي أميركي في وقت برز فيه موقع أستراليا في منطقة المحيطين الهندي والهادئ بوصفها موقعاً استراتيجياً حيوياً في ظل تصاعد التوتر مع الصين.

وللولايات المتحدة، بحسب «رويترز»، مخازن كبيرة لوقود الطائرات في تيندال وداروين.

ضربات دقيقة

كان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قد أوضح، الخميس، في بيان، أن قوات بلاده بما فيها قاذفات «بي 2» شنّت «ضربات دقيقة» ضد 5 مواقع تخزين أسلحة تحت الأرض في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.

وأوضح البيان أن الضربات استهدفت الكثير من منشآت الحوثيين تحت الأرض التي تضم مكونات أسلحة مختلفة من الأنواع التي استخدمتها الجماعة لاستهداف السفن المدنية والعسكرية في جميع أنحاء المنطقة.

وأضاف أوستن: «كان هذا دليلاً فريداً على قدرة الولايات المتحدة على استهداف المنشآت التي يسعى خصومنا إلى إبعادها عن متناول اليد، بغض النظر عن مدى عمق دفنها تحت الأرض أو تحصينها».

مقاتلة «إف 18» تنطلق من حاملة طائرات أميركية في البحر الأحمر لصد هجمات الحوثيين (الجيش الأميركي)

وأقرّت الجماعة الحوثية بهذه الضربات التي استهدفت صنعاء وصعدة، وتوعدت في بيان لمكتبها السياسي أنها «لن تمر دون رد» وأنها لن تثنيها عن الاستمرار في هجماتها المساندة للفلسطينيين في غزة و«حزب الله» في لبنان.

يشار إلى أن الحوثيين أقروا بتلقيهم أكثر من 700 غارة غربية ابتداءً من 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، سعياً من واشنطن التي تقود تحالف «حارس الازدهار» لتحجيم قدرات الجماعة على مهاجمة السفن.

وتبنت الجماعة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 مهاجمة نحو 193 سفينة في البحر الأحمر وخليج عدن، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وقرصنة سفينة ثالثة، ومقتل ثلاثة بحارة وإصابة 4 آخرين.

ويزعم الحوثيون أنهم يشنون هجماتهم نصرة للفلسطينيين في غزة، وأخيراً لمناصرة «حزب الله» اللبناني، في حين تتهم الحكومة اليمنية الجماعة بتنفيذ أجندة إيران في المنطقة والهروب من استحقاقات السلام المتعثر حتى الآن جراء تصعيد الجماعة البحري والإقليمي.