روحاني أمام مهمة اقتصادية حاسمة في العام المالي الجديد

توقع مبيعات نفطية بقيمة 51 مليار دولار ونمو ثلاثة في المائة

الرئيس الإيراني حسن روحاني يتقدم بمشروع الميزانية الجديدة للبرلمان (أ. ف. ب)
الرئيس الإيراني حسن روحاني يتقدم بمشروع الميزانية الجديدة للبرلمان (أ. ف. ب)
TT

روحاني أمام مهمة اقتصادية حاسمة في العام المالي الجديد

الرئيس الإيراني حسن روحاني يتقدم بمشروع الميزانية الجديدة للبرلمان (أ. ف. ب)
الرئيس الإيراني حسن روحاني يتقدم بمشروع الميزانية الجديدة للبرلمان (أ. ف. ب)

تبلغ ميزانية إيران للسنة المالية القادمة (2014 – 2015) نحو 320 مليار دولار، في الوقت الذي يصل الجزء الأهم والمؤثر في هذه الميزانية أي المخصص للحكومة إلى 85 مليار دولار. وجرى تخصيص 15 مليار دولار من ميزانية السنة الإيرانية الجديدة التي تبدأ من 21 مارس (آذار) للمشاريع العمرانية والبنى التحتية التي تعتزم الحكومة القيام بها، بينما ستنفق الجزء المتبقي من المبلغ المخصص لها لإدارة شؤون البلاد، ودفع الرواتب، والدعم الحكومي للسلع الأساسية.
وقدرت الميزانية الجديدة حجم الإيرادات الحاصلة من الضرائب الحكومية بنحو 27 مليار دولار، والإيرادات النفطية بـ51 مليار دولار، والنمو الاقتصادي بنحو 3 في المائة، ونسبة التضخم بـ24 إلى 25 في المائة، ونسبة البطالة بنحو 13 في المائة، والأسعار النفطية العالمية بـ100 دولار للبرميل، وحجم تصدير النفط ومنتجاته بنحو أربعة ملايين برميل يوميا للعام القادم.
وتعد صياغة الميزانية الجديدة والمصادقة عليها في الموعد المحدد من أهم الميزات التي تمتعت بها هذه الميزانية، وذلك نظرا إلى أنه لم يمض على انتخاب روحاني رئيسا للبلاد إلا ستة أشهر إثر فوزه في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في 15 يونيو (حزيران) 2013.
وشهدت البلاد ثماني سنوات من التعثر والتخبط في وضع الميزانيات. كان البرلمان الإيراني خلال السنوات الماضية يتسرع أحيانا في المصادقة على الميزانيات من دون أن يبذل العناية الكافية في مراجعتها، ولم تملك الحكومة الإيرانية فعليا قانونا للميزانية حتى بعد مرور ثلاثة أشهر من العام الجديد، وتضطر حينها إلى إدارة شؤونها من خلال المصادقة على ميزانية مؤقتة.
ويظهر التطور الحاصل في الميزانية الجديدة أن روحاني يعتزم اعتماد سياسة مبنية على وضع الخطط وفرض النظم والقانون والأهم من ذلك التنسيق بين السلطات الثلاث في إدارة شؤون البلاد، وذلك بعد أن غابت هذه العناصر عن الحكومتين السابقتين خلال السنوات الثماني الماضية. ويعد هذا التحول في أداء الحكومة الجديدة من أهم العوامل النفسية والسياسية المؤثرة على استقرار أسواق العملة، وقطاع الاستثمار في إيران خلال الأشهر الأخيرة.
وتساهم الحكومة في الإنتاج المحلي الإجمالي بنسبة مباشرة وغير مباشرة تتراوح بين 65 و70 في المائة في الوقت الذي يكتسب تغيير السياسات الحكومية من التقابل إلى التعاطي في العلاقات الحكومية والبرلمانية أهمية سياسية، وتنفيذية، ونفسية بالغة.
وتعتمد الميزانية الجديدة عنصر الواقعية في تقديراتها في حجم الإيرادات والنفقات، على سبيل المثال جرى تخصيص ما لا يتجاوز 20 في المائة فقط للمشاريع الحكومية العمرانية في السنة المالية 2014- 2015.
وتشير التوقعات إلى أن نسبة التذبذب في الإيرادات والنفقات الحكومية في السنة المالية القادمة تتراوح بين 10 و15 في المائة على أبعد تقدير. كما أن التقديرات تشير إلى أن عجز ميزانية الحكومة يصل إلى 10 مليارات دولار على أبعد تقدير في العام القادم، وأن حجم الميزانية المتوقعة للمشاريع العمرانية في العام القادم سيتضاعف بنحو 5-3 مرات مما كان عليه خلال العام الحالي.
ويبدو أن إيران ستكون قادرة على تحقيق ارتفاع نسبة صادراتها النفطية إلى أربعة ملايين برميل يوميا، أو زيادة حجم تصدير منتوجاتها النفطية بمتوسط سعر برميل النفط بـ100 دولار في السنة المالية القادمة في حال اعتمدت سياسة جديدة لإدارة المصادر والأسواق النفطية ومشتريها من الدول الأخرى حتى إذا تعثرت المفاوضات النووية التي تجريها في الوقت الحاضر مع الدول الكبرى.
وتكتسب عملية إعادة إحياء النمو الاقتصادي في العام القادم أهمية مضاعفة وذلك نظرا إلى الهبوط الحاد الذي شهده الاقتصاد الإيراني في العام الحالي. وخلافا للكثير من الآراء فإن إيران دخلت فترة الركود الاقتصادي في مطلع عام 2011، إذ أخذت نسبة النمو الاقتصادي تتراجع منذ تلك الفترة، الأمر الذي يظهر أن العوامل الرئيسة للركود الاقتصادي لم تكن بسبب العقوبات الدولية بل هي محلية بامتياز.
وعانى الاقتصاد الإيراني خلال أقل من 30 شهرا انكماشا بنسبة 10 في المائة وصل إلى مستويات قياسية في تاريخ الاقتصاد الإيراني الذي لم يشهد مثل هذه الحالة إلا في فترة الحرب بين إيران والعراق في الثمانينات.
وأفادت الإحصاءات الرسمية أن مستوى الإنتاج الصناعي في الفترة نفسها سجل هبوطا وصل إلى 17 في المائة. ولا يعد تحويل الهبوط الحاد في الاقتصاد إلى النمو في فترة قصيرة الميزة المهمة للميزانية الجديدة فقط بل هو من أهم المهام الحكومية الجديدة في العام القادم وسيكون أهم مهمة للرئيس الإيراني حسن روحاني في كل سنوات رئاسته.
وتظهر المؤشرات أن مظاهر غير واضحة للانتعاش الاقتصادي بدأت تبصر النور رويدا رويدا منها ارتفاع حجم إنتاج السيارات إلى 50 في المائة حيث يساهم هذا القطاع الاقتصادي بشكل ملحوظ في الناتج المحلي الإجمالي، وزيادة حجم الصادرات النفطية من 800 ألف برميل يوميا إلى مليون برميل حتى شهر يونيو (حزيران) 2014. ورغم عدم تمكن الخبراء من إصدار أحكام مسبقة على الأداء الاقتصادي للحكومة، غير أن السنة المالية الجديدة قد تشهد تحقيق نمو اقتصادي بنسبة تتراوح بين 3 و4 في المائة.
وإذا تحققت التقديرات الواردة في ميزانية السنة القادمة بشكل كامل فإن الاقتصاد الإيراني لا يستعيد نشاطه الذي حققه في صيف 2011 حتى نهاية 2015 أو منتصف 2016. كما أن حجم البطالة لا يشهد انخفاضا ملحوظا في عامي 2014 و2015، الأمر الذي سيبقي على مخاطر ظهور الأزمات الاجتماعية في البلاد عند مستوياتها الكبيرة الحالية.
قد تحقق الميزانية الجديدة إلى جانب الانتعاش الاقتصادي إنجازا عظيما يتمثل في انخفاض نسبة التضخم الذي بلغ 45 في المائة في موسم الصيف 2012 إلى نحو 20 في المائة حتى نهاية 2014، الأمر الذي يساهم بشكل كبير في تخفيف الأعباء الاقتصادية والاجتماعية على الشعب وتخفيف الضغوط السياسية الواردة على حكومة روحاني.
وتعد القرارات الاقتصادية التي تتخذها الحكومة مغامرة اجتماعية – سياسية قد تحمل تداعيات كبيرة وذلك بسبب الأزمات الاقتصادية التي واجهتها إيران خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وتعتزم الحكومة تنفيذ السياسات الاقتصادية بشكل تدريجي من أجل التحكم بتداعياتها الخطيرة، ولكن الأمر لا بد منه.
وستكون السنة المالية 2014-2015 من أكثر السنوات حسما وحساسية في إيران في القطاعات الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية. وسيشهد العام المقبل تخفيفا محدودا للضغوط الشديدة الواردة على الطبقات الدنيا في حال نجحت الحكومة في تنفيذ مشاريعها الاقتصادية.
وإذا تمكن روحاني من تحويل النمو الاقتصادي السلبي الذي بلغ 5-8 في المائة في عام 2013 إلى نمو إيجابي بنسبة 3 في المائة في 2014، وكذلك انخفاض معدل التضخم البالغ 45 في المائة إلى 25 في المائة في هذه الفترة، فإنه سينهي بنجاح أهم مهامه خلال ولايته الرئاسية الأولى.



وزير السياحة السعودي: الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً للمعارض والمؤتمرات

وزير السياحة متحدثاً للحضور مع انطلاق النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بالرياض (الشرق الأوسط)
وزير السياحة متحدثاً للحضور مع انطلاق النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بالرياض (الشرق الأوسط)
TT

وزير السياحة السعودي: الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً للمعارض والمؤتمرات

وزير السياحة متحدثاً للحضور مع انطلاق النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بالرياض (الشرق الأوسط)
وزير السياحة متحدثاً للحضور مع انطلاق النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بالرياض (الشرق الأوسط)

أكد وزير السياحة أحمد الخطيب، أنَّ الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً لقطاع المعارض والمؤتمرات، مع مشروعات تشمل مطارات جديدة، ومنتجعات، وبنية تحتية متطورة لدعم «رؤية 2030»، التي تركز على تنويع مصادر الاقتصاد، موضحاً في الوقت ذاته أن السياحة والثقافة والرياضة تُشكِّل محركات رئيسية للنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل.

جاء ذلك في أعمال النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات (IMS24)، التي تنظمها الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات في الرياض خلال الفترة من 15 إلى 17 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، بمشاركة أكثر من 1000 من قادة قطاع المعارض والمؤتمرات في العالم من 73 دولة.

وأبان الخطيب في كلمته الرئيسية، أن السياحة تسهم بدور محوري في دعم الاقتصاد السعودي، بهدف الوصول إلى 150 مليون سائح بحلول 2030، ما يعزز مكانة البلاد بوصفها وجهةً عالميةً.

وافتتح رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات، فهد الرشيد، أعمال النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات، موضحاً في كلمته أن هذا القطاع بات محركاً رئيسياً للتقدم في ظل ما يشهده العالم من تحولات عميقة، وهو ما يبرز أهمية القمة بوصفها منصةً عالميةً جاءت في توقيت بالغ الأهمية لقيادة هذه المنظومة.

رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد يتحدث للحضور في القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات (الشرق الأوسط)

وأشار الرشيد إلى أنَّ تطوير القطاع يأتي لتوسيع آفاق ما يمكن لصناعة الفعاليات تحقيقه، من خلال تغيير مفهوم اجتماع الناس وتواصلهم وتبادلهم للأفكار، مشيراً إلى أنَّ القمة ستمثل بداية فصل جديد في عالم الفعاليات.

وتعدّ القمة، التي تستمر على مدار 3 أيام، بمنزلة الحدث الأبرز في قطاع المعارض والمؤتمرات لهذا العام، وتضم عدداً من الشركاء المتحالفين، هم الاتحاد الدولي للمعارض (UFI)، والجمعية الدولية للاجتماعات والمؤتمرات (ICCA)، والجمعية السعودية لتجربة العميل، وهيئة الصحة العامة (وقاية)، ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية.

ويتضمَّن برنامج القمة عدداً من الفعاليات المكثفة، وتشمل تلك الفعاليات جلسات عامة ولقاءات حوارية، ومجموعات للابتكار، كما تشهد إعلان عدد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم التي تهدف إلى تحويل صناعة الفعاليات العالمية.

وتشمل الفعاليات أيضاً اتفاقات استثمارية جديدة وشراكات تجارية، وإطلاق عدد من المشروعات التوسعية داخل السعودية؛ بهدف تعزيز دور السعودية في إعادة تشكيل مستقبل قطاع المعارض والمؤتمرات العالمي.