وكيل وزارة الإسكان المصرية لـ «الشرق الأوسط»: سننفذ مليون وحدة سكنية بتكلفة 790 مليار دولار

محمد درويش قال إن الوزارة ستوقع اتفاقيةمع السعودية لتوحيد معايير تصنيف المقاولين في أبريل

المهندس محمد درويش وكيل أول وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المصرية (تصوير: عبد الله الشيخي)
المهندس محمد درويش وكيل أول وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المصرية (تصوير: عبد الله الشيخي)
TT

وكيل وزارة الإسكان المصرية لـ «الشرق الأوسط»: سننفذ مليون وحدة سكنية بتكلفة 790 مليار دولار

المهندس محمد درويش وكيل أول وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المصرية (تصوير: عبد الله الشيخي)
المهندس محمد درويش وكيل أول وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المصرية (تصوير: عبد الله الشيخي)

أكد وكيل أول وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المصرية، أن الوزارة قطعت شوطا كبيرا في مشروع الإسكان الاجتماعي.
وقال المهندس محمد درويش، وكيل وزارة الإسكان المصرية، الذي يقوم بزيارة إلى السعودية، لـ«الشرق الأوسط»: «الخطة الخمسية للوزارة اعتمدت تنفيذ مليون وحدة سكنية على مدى خمسة أعوام تنتهي في 2018»، مشيرا إلى أن مسألة أزمة الإسكان ناتجة عن محدودية الدخل.
ولفت إلى أن الوزارة أجرت تعديلا على قانون 1989، بغية تقديم تسهيلات للمستثمرين في هذا المجال، وقدمت بشأنها لائحة لمجلس الوزراء، التي من المتوقع التصديق عليها قريبا.
وتوقع درويش أن تفتح هذه اللائحة مجالات واسعة للاستثمار في ظل توجه نحو طرح وحدات سكنية ومشروعات استثمارية كثيرة، متفائلا بزيادة نمو حجم الاستثمار في هذا المجال في نهاية العام الحالي أضعاف ما عليه الآن، بمجرد مصادقة مجلس الوزراء على هذه اللائحة.
وعلى الصعيد المصري - السعودي، أوضح درويش، أن الأيام المقبلة ستشهد شراكة حقيقية مع السعودية ونقلة في الاستثمارات عامة وفي قطاع البناء والتشييد خاصة، مبينا أن الطرف المصري بصدد الوصول إلى صيغة توافقية مع وزارة الشؤون البلدية والقروية السعودية، بشأن معايير تصنيف المقاولين في أبريل (نيسان) المقبل بالقاهرة.فإلى تفاصيل الحوار:
* ما الهدف من هذه الزيارة وما حيثيات المباحثات التي أجريتها مع نظيرك السعودي؟
- نحن كنا موجودين في اللجنة المصرية - السعودية المشتركة، في أبريل الماضي، وقد خرجت بعدة توصيات؛ منها تحديد معايير تصنيف المقاولين في البلدين، ولذلك جاءت هذه الزيارة باهتمام من الوزير بهذا الموضوع تحديدا، وبالتالي قدمت تسهيلات للمصريين من المقاولين العاملين في السعودية أو المقاولين السعوديين العاملين في مصر وفق معايير موحدة، وتوجهنا إلى وكالة التصنيف في وزارة الشؤون البلدية والقروية، وكنا قد التقينا بوكيل الوزارة لشؤون تصنيف المقاولين عبد الله المطيري، وبعض المسؤولين في الوكالة، واستعرضنا الشروط الخاصة بتصنيف المقاولين المنضوية في سجلاتهم ومقارنتها بنظيرتها في سجلات الاتحاد المصري للبناء والتشييد، ذلك لأن الاتحاد يعد جهة تابعة لوزارة الإسكان المصرية، واتفقنا على أن يأخذ الجانب السعودي وقته في دراسة مرئياته حول شروطنا، وكذلك الجانب المصري يدرس ما في الشروط السعودية، ويحدد بعدها موعدا آخر لتتويج هذه المباحثات في أبريل المقبل للوصول إلى صيغة اتفاقية نهائية بهذا الخصوص، وسنسعى معا إلى تطوير وتسهيل مهمة إجراءات التصنيف مع الحفاظ على الجودة، وسنعمل بوصفنا شركاء استراتيجيين في التنمية للارتقاء بقطاع التشييد والبناء والاهتمام بالجانب المتعلق بالمقاولين والمكاتب الاستشارية لما لها من أثر في التنمية الوطنية.
* كيف وجدت واقع التصنيف في وزارة الشؤون البلدية والقروية السعودية؟
- أعتقد أن الوزارة السعودية قطعت شوطا كبيرا فيما أطلعتنا عليه من تطورات في مجال معايير التصنيف السعودية؛ إذ إنها أحدثت نقلة كبيرة فيما يتعلق بالتسهيلات والإجراءات المتعلقة بمعايير شؤون تصنيف المقاولين السعوديين، خاصة فيما يتعلق بالتعاملات الإلكترونية، كما أنها قلصت مؤخرا وقت منح المقاول شهادة التصنيف من 44 يوما إلى 33 يوما بعدد من المعايير التي تراعي الجودة في جميع المراحل التي يخضع لها الطلب قبل الحصول على شهادة تقييم وتصنيف المقاول، ولكن عندما قارناها بمعايير التصنيف التي يعتمدها اتحاد المقاولين المصري في وكالة تصنيف المقاولين، لاحظنا أن هناك حاجة لبحث هذه الفروقات بيننا للخروج باتفاقية موائمة في هذا الجانب، ولذلك اتفقنا على مواصلة التعاون المشترك وعقد الاجتماع المقبل بالقاهرة في غضون شهر.
* ما واقع الإسكان في مصر من حيث التحديات والخطط الطموحة، وما آخر الإحصاءات السكانية؟
- وزارة الإسكان تعمل وفق خطط طموحة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، لدينا مشروع الإسكان الاجتماعي، وقد خصص له في الميزانية 2.4 مليار جنيه، وجرى دعمه عدة مرات ليصبح الإجمالي 5.5 مليار جنيه، على أساس أن ينفذ به 125 ألف وحدة سكنية، ومن المتوقع الانتهاء من جزء منها ضمن ميزانية العام المالي الحالي والآخر سيكتمل ضمن ميزانية العام المالي المقبل، حيث إننا نعمل عليه منذ 1 يوليو (تموز) الماضي إلى 30 يونيو (حزيران) المقبل، وقطعنا شوطا كبيرا في هذا المشروع، حيث تجاوزنا حتى الآن 60 ألف وحدة سكنية تنفذ حاليا، والباقي في طور تسلم المواقع وإنهاء الإجراءات المعنية بذلك. أما فيما يتعلق بآخر الإحصاءات السكانية، فإنه وفقا للتقارير الرسمية، فإن عدد السكان داخل مصر يبلغ 86 مليون نسمة، وفي الخارج يبلغ نحو ثمانية ملايين نسمة.
* ليتك تعرّفنا على مشروع محدد..
- الخطة الكلية للوزارة في هذا الصدد خمسية، وتستهدف إنشاء مليون وحدة سكنية خلال الأعوام الخمسة المقبلة، تبدأ العام المقبل، يشترك فيها عدد من الجهات ذات العلاقة بالوزارة، منها ديوان عام الإسكان، والجهاز المركزي لهيئة الاجتماعات، لتنفيذ هذا المشروع.
* يعتقد البعض أن هناك أزمة إسكان في مصر.. ما حقيقة ذلك وما رؤية الوزارة للمعالجة؟
- مسألة أزمة الإسكان ناتجة عن محدودية الدخل، ذلك أن عددا من أفراد هذه الفئة لا يستطيع شراء شقة خاصة به من حر ماله، وهذه الشريحة تعتزم الدولة التركيز عليها لمعالجة مشكلات خاصة بها تمكنها من توفير متطلباتها السكنية، حيث إن مشروع الإسكان الاجتماعي عملت عليه الدولة بعد ثورة 25 يناير مستهدفة هذه الفئة، بالإضافة إلى فئة متوسطي الدخل أيضا لأنها هي الأخرى ليس لديها من الإمكانات ما يؤهلها لاستيفاء حاجتها الإسكانية بالشراء من السوق مباشرة، ولذلك فالدولة تعمل على تنفيذ هذا المشروع من ميزانيتها المالية، وهذه تعد الأزمة الأكثر بروزا في الإسكان، وهناك أيضا أزمة الإسكان المتوسط والإسكان فوق المتوسط، والإسكان الفاخر، وبالتالي الوزارة تسعى في خططها إلى إيجاد المعالجة المناسبة لهذا الوضع.
* ما أهم التشريعات الجديدة التي اعتمدتها الوزارة بغية التطوير؟
- أجرينا في الوزارة تعديلات على قانوني 89 و1999 المنظمين للمناقصات والمزايدات، وفي عام 2005 حيث أجري تعديل وخرجنا بقانون لذلك العام، وذلك بوضع تسهيلات محددة معنية بمنح الشركات والمقاولين الحق في أن تتبع نظام السوق الحر لكي تحفظ لها أرباحها الهامشية دون أن تتأثر بارتفاع الأسعار، لأن الدولة وجدت أن الأسعار تتغير وبنسب كبيرة جدا، تخرج عن سيطرة وتوقعات المقاول، حيث في غالبية الأحيان تصعد الأسعار فجأة، وذلك مثلا إذا كانت مدة عقد المقاول أكثر من عام، ففي هذه الحال يمنح حقا بأن توضع هوامش لمعالجة الفروقات في الأسعار في مواد البناء والتشييد وغيرها من المنتجات ذات الصلة، وبعد مرور العام يمكن للمقاول دراسة وضعه الجديد ومعالجة فروقات الأسعار.
* ولكن ما التشريع الذي يضبط مثل هذه المعالجة؟
- نحن في وزارة الإسكان عندما وجدنا الأسعار متذبذبة تصاعديا، بدأنا بالتفكير في محاولة تخفيض مدة تنفيذ المشروعات، وتعاونا في ذلك مع وزارة المالية، وأجرينا تعديلا في مجلس الشعب في عام 2008، حيث جعلنا مدة العقود ستة أشهر فقط، كما أجرينا تعديلا آخر في عام 2013 لوجود تزايد مستمر في الأسعار في مختلف المواد.
* ما أهم المشروعات الاستثمارية التي تضع الوزارة يدها عليها حاليا؟
- في شهر سبتمبر (أيلول) 2013 حصل تغيير تشريعي في قانون 1989، حيث كانت هيئات المجتمعات تعاني من صعوبات وتحديات بفعل هذا القانون فيما يتعلق بطرح المشروعات والفرص الاستثمارية وغيرها، ولذلك جاء هذا التغيير ليواكب القانون ويلبي حاجة الاستثمار للتسهيلات والابتعاد عن الإجراءات البيروقراطية، وبالتالي، فإن هذه الهيئات وجدت فرصة في استخدام حقها في التعاطي مع قطاع المقاولات وقطاع الاستثمارات من خلال لائحة تخصها، وهذه اللائحة تعتمد من مجلس الوزراء، ومن المتوقع أن تفتح مجالات واسعة للاستثمار في ظل توجه نحو طرح وحدات سكنية ومشروعات استثمارية كثيرة، وأتوقع أن ينمو حجم الاستثمار في هذا المجال في نهاية العام الحالي أضعاف ما هو عليه الآن، بمجرد مصادقة مجلس الوزراء على هذه اللائحة.
* هناك شكاوى من البعض عن فساد إداري ومالي.. ما حقيقة ذلك؟
- لا أنكر أن هناك نسبة من الفساد الإداري والمالي وغيره، مثلنا مثل غيرنا من البلاد العربية، ولكن نحن في وزارة الإسكان نعمل على بتر الفساد أولا بأول سواء كان إداريا أم ماليا أم من أي نوع آخر، ومن أهم الميزات التي عملت في هذا الإطار منذ ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، أن هناك خطوات تتبع بتجديد القيادات ذات الفئات العمرية فوق الستين عاما بشكل مستمر، وبقي هذا توجها عاما للتقاعد، حيث بلغ تطبيق هذا التوجه نسبة 99 في المائة بخلاف ما كان عليه في الماضي، حيث كان يضاف عدد من السنوات الإضافية لذوي الأعمار التي تجاوزت الستين عاما، والهدف من ذلك منح الفرصة للقيادات الشابة لتبرز وتمسك دفة الأعمال على مستوى الوظائف السياسية والاقتصادية وغيرها.
* ألم يكن هناك توجه نحو الخصخصة في الشركات التابعة لهذه الوزارة، وهذا من مفاتيح الفساد؟
- حقيقة توجد هناك 13 شركة من الشركات التابعة للوزارة، ولكن بحكم أنها لا تتبع إدارتي، فلا أستطيع الإفتاء فيها ولا أعرف شيئا عن تفاصيلها.
* هل من رسالة أخيرة؟
- أتمنى أن تحقق هذه الزيارة أهدافها، بأن تكون هناك شراكة سعودية - مصرية حقيقية على عدة أصعدة لما في ذلك من نهوض بالمجتمعات في البلدين، وأعتقد أن العلاقة بين البلدين جديرة بتحقيق ذلك، حيث إنهما يمثلان العمود الفقري للدول العربية، وفي اتحادهما اتحاد للبلاد العربية.



هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»