وكيل وزارة الإسكان المصرية لـ «الشرق الأوسط»: سننفذ مليون وحدة سكنية بتكلفة 790 مليار دولار

محمد درويش قال إن الوزارة ستوقع اتفاقيةمع السعودية لتوحيد معايير تصنيف المقاولين في أبريل

المهندس محمد درويش وكيل أول وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المصرية (تصوير: عبد الله الشيخي)
المهندس محمد درويش وكيل أول وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المصرية (تصوير: عبد الله الشيخي)
TT

وكيل وزارة الإسكان المصرية لـ «الشرق الأوسط»: سننفذ مليون وحدة سكنية بتكلفة 790 مليار دولار

المهندس محمد درويش وكيل أول وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المصرية (تصوير: عبد الله الشيخي)
المهندس محمد درويش وكيل أول وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المصرية (تصوير: عبد الله الشيخي)

أكد وكيل أول وزارة الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية المصرية، أن الوزارة قطعت شوطا كبيرا في مشروع الإسكان الاجتماعي.
وقال المهندس محمد درويش، وكيل وزارة الإسكان المصرية، الذي يقوم بزيارة إلى السعودية، لـ«الشرق الأوسط»: «الخطة الخمسية للوزارة اعتمدت تنفيذ مليون وحدة سكنية على مدى خمسة أعوام تنتهي في 2018»، مشيرا إلى أن مسألة أزمة الإسكان ناتجة عن محدودية الدخل.
ولفت إلى أن الوزارة أجرت تعديلا على قانون 1989، بغية تقديم تسهيلات للمستثمرين في هذا المجال، وقدمت بشأنها لائحة لمجلس الوزراء، التي من المتوقع التصديق عليها قريبا.
وتوقع درويش أن تفتح هذه اللائحة مجالات واسعة للاستثمار في ظل توجه نحو طرح وحدات سكنية ومشروعات استثمارية كثيرة، متفائلا بزيادة نمو حجم الاستثمار في هذا المجال في نهاية العام الحالي أضعاف ما عليه الآن، بمجرد مصادقة مجلس الوزراء على هذه اللائحة.
وعلى الصعيد المصري - السعودي، أوضح درويش، أن الأيام المقبلة ستشهد شراكة حقيقية مع السعودية ونقلة في الاستثمارات عامة وفي قطاع البناء والتشييد خاصة، مبينا أن الطرف المصري بصدد الوصول إلى صيغة توافقية مع وزارة الشؤون البلدية والقروية السعودية، بشأن معايير تصنيف المقاولين في أبريل (نيسان) المقبل بالقاهرة.فإلى تفاصيل الحوار:
* ما الهدف من هذه الزيارة وما حيثيات المباحثات التي أجريتها مع نظيرك السعودي؟
- نحن كنا موجودين في اللجنة المصرية - السعودية المشتركة، في أبريل الماضي، وقد خرجت بعدة توصيات؛ منها تحديد معايير تصنيف المقاولين في البلدين، ولذلك جاءت هذه الزيارة باهتمام من الوزير بهذا الموضوع تحديدا، وبالتالي قدمت تسهيلات للمصريين من المقاولين العاملين في السعودية أو المقاولين السعوديين العاملين في مصر وفق معايير موحدة، وتوجهنا إلى وكالة التصنيف في وزارة الشؤون البلدية والقروية، وكنا قد التقينا بوكيل الوزارة لشؤون تصنيف المقاولين عبد الله المطيري، وبعض المسؤولين في الوكالة، واستعرضنا الشروط الخاصة بتصنيف المقاولين المنضوية في سجلاتهم ومقارنتها بنظيرتها في سجلات الاتحاد المصري للبناء والتشييد، ذلك لأن الاتحاد يعد جهة تابعة لوزارة الإسكان المصرية، واتفقنا على أن يأخذ الجانب السعودي وقته في دراسة مرئياته حول شروطنا، وكذلك الجانب المصري يدرس ما في الشروط السعودية، ويحدد بعدها موعدا آخر لتتويج هذه المباحثات في أبريل المقبل للوصول إلى صيغة اتفاقية نهائية بهذا الخصوص، وسنسعى معا إلى تطوير وتسهيل مهمة إجراءات التصنيف مع الحفاظ على الجودة، وسنعمل بوصفنا شركاء استراتيجيين في التنمية للارتقاء بقطاع التشييد والبناء والاهتمام بالجانب المتعلق بالمقاولين والمكاتب الاستشارية لما لها من أثر في التنمية الوطنية.
* كيف وجدت واقع التصنيف في وزارة الشؤون البلدية والقروية السعودية؟
- أعتقد أن الوزارة السعودية قطعت شوطا كبيرا فيما أطلعتنا عليه من تطورات في مجال معايير التصنيف السعودية؛ إذ إنها أحدثت نقلة كبيرة فيما يتعلق بالتسهيلات والإجراءات المتعلقة بمعايير شؤون تصنيف المقاولين السعوديين، خاصة فيما يتعلق بالتعاملات الإلكترونية، كما أنها قلصت مؤخرا وقت منح المقاول شهادة التصنيف من 44 يوما إلى 33 يوما بعدد من المعايير التي تراعي الجودة في جميع المراحل التي يخضع لها الطلب قبل الحصول على شهادة تقييم وتصنيف المقاول، ولكن عندما قارناها بمعايير التصنيف التي يعتمدها اتحاد المقاولين المصري في وكالة تصنيف المقاولين، لاحظنا أن هناك حاجة لبحث هذه الفروقات بيننا للخروج باتفاقية موائمة في هذا الجانب، ولذلك اتفقنا على مواصلة التعاون المشترك وعقد الاجتماع المقبل بالقاهرة في غضون شهر.
* ما واقع الإسكان في مصر من حيث التحديات والخطط الطموحة، وما آخر الإحصاءات السكانية؟
- وزارة الإسكان تعمل وفق خطط طموحة، وعلى سبيل المثال لا الحصر، لدينا مشروع الإسكان الاجتماعي، وقد خصص له في الميزانية 2.4 مليار جنيه، وجرى دعمه عدة مرات ليصبح الإجمالي 5.5 مليار جنيه، على أساس أن ينفذ به 125 ألف وحدة سكنية، ومن المتوقع الانتهاء من جزء منها ضمن ميزانية العام المالي الحالي والآخر سيكتمل ضمن ميزانية العام المالي المقبل، حيث إننا نعمل عليه منذ 1 يوليو (تموز) الماضي إلى 30 يونيو (حزيران) المقبل، وقطعنا شوطا كبيرا في هذا المشروع، حيث تجاوزنا حتى الآن 60 ألف وحدة سكنية تنفذ حاليا، والباقي في طور تسلم المواقع وإنهاء الإجراءات المعنية بذلك. أما فيما يتعلق بآخر الإحصاءات السكانية، فإنه وفقا للتقارير الرسمية، فإن عدد السكان داخل مصر يبلغ 86 مليون نسمة، وفي الخارج يبلغ نحو ثمانية ملايين نسمة.
* ليتك تعرّفنا على مشروع محدد..
- الخطة الكلية للوزارة في هذا الصدد خمسية، وتستهدف إنشاء مليون وحدة سكنية خلال الأعوام الخمسة المقبلة، تبدأ العام المقبل، يشترك فيها عدد من الجهات ذات العلاقة بالوزارة، منها ديوان عام الإسكان، والجهاز المركزي لهيئة الاجتماعات، لتنفيذ هذا المشروع.
* يعتقد البعض أن هناك أزمة إسكان في مصر.. ما حقيقة ذلك وما رؤية الوزارة للمعالجة؟
- مسألة أزمة الإسكان ناتجة عن محدودية الدخل، ذلك أن عددا من أفراد هذه الفئة لا يستطيع شراء شقة خاصة به من حر ماله، وهذه الشريحة تعتزم الدولة التركيز عليها لمعالجة مشكلات خاصة بها تمكنها من توفير متطلباتها السكنية، حيث إن مشروع الإسكان الاجتماعي عملت عليه الدولة بعد ثورة 25 يناير مستهدفة هذه الفئة، بالإضافة إلى فئة متوسطي الدخل أيضا لأنها هي الأخرى ليس لديها من الإمكانات ما يؤهلها لاستيفاء حاجتها الإسكانية بالشراء من السوق مباشرة، ولذلك فالدولة تعمل على تنفيذ هذا المشروع من ميزانيتها المالية، وهذه تعد الأزمة الأكثر بروزا في الإسكان، وهناك أيضا أزمة الإسكان المتوسط والإسكان فوق المتوسط، والإسكان الفاخر، وبالتالي الوزارة تسعى في خططها إلى إيجاد المعالجة المناسبة لهذا الوضع.
* ما أهم التشريعات الجديدة التي اعتمدتها الوزارة بغية التطوير؟
- أجرينا في الوزارة تعديلات على قانوني 89 و1999 المنظمين للمناقصات والمزايدات، وفي عام 2005 حيث أجري تعديل وخرجنا بقانون لذلك العام، وذلك بوضع تسهيلات محددة معنية بمنح الشركات والمقاولين الحق في أن تتبع نظام السوق الحر لكي تحفظ لها أرباحها الهامشية دون أن تتأثر بارتفاع الأسعار، لأن الدولة وجدت أن الأسعار تتغير وبنسب كبيرة جدا، تخرج عن سيطرة وتوقعات المقاول، حيث في غالبية الأحيان تصعد الأسعار فجأة، وذلك مثلا إذا كانت مدة عقد المقاول أكثر من عام، ففي هذه الحال يمنح حقا بأن توضع هوامش لمعالجة الفروقات في الأسعار في مواد البناء والتشييد وغيرها من المنتجات ذات الصلة، وبعد مرور العام يمكن للمقاول دراسة وضعه الجديد ومعالجة فروقات الأسعار.
* ولكن ما التشريع الذي يضبط مثل هذه المعالجة؟
- نحن في وزارة الإسكان عندما وجدنا الأسعار متذبذبة تصاعديا، بدأنا بالتفكير في محاولة تخفيض مدة تنفيذ المشروعات، وتعاونا في ذلك مع وزارة المالية، وأجرينا تعديلا في مجلس الشعب في عام 2008، حيث جعلنا مدة العقود ستة أشهر فقط، كما أجرينا تعديلا آخر في عام 2013 لوجود تزايد مستمر في الأسعار في مختلف المواد.
* ما أهم المشروعات الاستثمارية التي تضع الوزارة يدها عليها حاليا؟
- في شهر سبتمبر (أيلول) 2013 حصل تغيير تشريعي في قانون 1989، حيث كانت هيئات المجتمعات تعاني من صعوبات وتحديات بفعل هذا القانون فيما يتعلق بطرح المشروعات والفرص الاستثمارية وغيرها، ولذلك جاء هذا التغيير ليواكب القانون ويلبي حاجة الاستثمار للتسهيلات والابتعاد عن الإجراءات البيروقراطية، وبالتالي، فإن هذه الهيئات وجدت فرصة في استخدام حقها في التعاطي مع قطاع المقاولات وقطاع الاستثمارات من خلال لائحة تخصها، وهذه اللائحة تعتمد من مجلس الوزراء، ومن المتوقع أن تفتح مجالات واسعة للاستثمار في ظل توجه نحو طرح وحدات سكنية ومشروعات استثمارية كثيرة، وأتوقع أن ينمو حجم الاستثمار في هذا المجال في نهاية العام الحالي أضعاف ما هو عليه الآن، بمجرد مصادقة مجلس الوزراء على هذه اللائحة.
* هناك شكاوى من البعض عن فساد إداري ومالي.. ما حقيقة ذلك؟
- لا أنكر أن هناك نسبة من الفساد الإداري والمالي وغيره، مثلنا مثل غيرنا من البلاد العربية، ولكن نحن في وزارة الإسكان نعمل على بتر الفساد أولا بأول سواء كان إداريا أم ماليا أم من أي نوع آخر، ومن أهم الميزات التي عملت في هذا الإطار منذ ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، أن هناك خطوات تتبع بتجديد القيادات ذات الفئات العمرية فوق الستين عاما بشكل مستمر، وبقي هذا توجها عاما للتقاعد، حيث بلغ تطبيق هذا التوجه نسبة 99 في المائة بخلاف ما كان عليه في الماضي، حيث كان يضاف عدد من السنوات الإضافية لذوي الأعمار التي تجاوزت الستين عاما، والهدف من ذلك منح الفرصة للقيادات الشابة لتبرز وتمسك دفة الأعمال على مستوى الوظائف السياسية والاقتصادية وغيرها.
* ألم يكن هناك توجه نحو الخصخصة في الشركات التابعة لهذه الوزارة، وهذا من مفاتيح الفساد؟
- حقيقة توجد هناك 13 شركة من الشركات التابعة للوزارة، ولكن بحكم أنها لا تتبع إدارتي، فلا أستطيع الإفتاء فيها ولا أعرف شيئا عن تفاصيلها.
* هل من رسالة أخيرة؟
- أتمنى أن تحقق هذه الزيارة أهدافها، بأن تكون هناك شراكة سعودية - مصرية حقيقية على عدة أصعدة لما في ذلك من نهوض بالمجتمعات في البلدين، وأعتقد أن العلاقة بين البلدين جديرة بتحقيق ذلك، حيث إنهما يمثلان العمود الفقري للدول العربية، وفي اتحادهما اتحاد للبلاد العربية.



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.