شرطي إسرائيلي يقتل مواطنًا يهوديًا اعتقد أنه عربي

القتيل التقط سكينًا من مطبخه وهرع نحو فلسطيني «متخيّل يريد طعن مستوطن»

شرطي إسرائيلي يقتل مواطنًا يهوديًا اعتقد أنه عربي
TT

شرطي إسرائيلي يقتل مواطنًا يهوديًا اعتقد أنه عربي

شرطي إسرائيلي يقتل مواطنًا يهوديًا اعتقد أنه عربي

تسبب الهلع الإسرائيلي من ظاهرة الطعن بالسكاكين، في إحداث فوضى عارمة في الشوارع، بات فيها كل مواطن عربي (فلسطينيي 48) أو حتى المواطن اليهودي ذو السحنة الشرقية، هدفًا سهلاً للقتل. وفي هذا الإطار أقدم شرطي إسرائيلي على قتل مواطن يهودي لاعتقاده بأنه عربي. وقع الحادث بعد ظهر السبت، في مدينة بات يام جنوب يافا. وكان بمثابة «طوشة» عادية بين مواطنين. وعندما سمع شاحر ممان (34 عامًا) الضجيج، ظن أن هناك شابا عربيا ينفذ عملية طعن. فاستل من مطبخه سكينا وخرج مندفعا نحو تجمع الشبان بنية طعن الفلسطيني. وفي الجهة المقابلة حضرت قوة من الشرطة جرى استدعاؤها، فحسبوا هم أيضًا أن الحديث يدور عن عملية طعن، حين شاهدوا شاحر ممان مندفعا نحو الجمع. أطلق أحد رجال الشرطة صرخة يطالبه برمي السكين أرضًا. لكن ممان لم يسمعه، فأطلق عليه الشرطي الرصاص، وأرداه قتيلا.
والقتيل هو أب لثلاثة أطفال، واتهم ذووه الشرطة بالتسرع وراحوا يصيحون، ويولولون: «لماذا لم تحاولوا السيطرة عليه من دون الرصاص؟ لماذا لا تستخدمون فن القتال بالسلاح الأبيض؟ لماذا لم تطلقوا الرصاص التحذيري عليه؟». المعروف أن الحكومة الإسرائيلية كانت قد دعت المواطنين إلى حمل أسلحتهم المرخصة عند مغادرتهم بيوتهم إلى العمل، وعدم التردد في إطلاق الرصاص على «مخربين يحملون السكاكين». وقد تسبب هذا في إطلاق الرصاص نحو عشر مرات، أصيب خلالها أناس غير مقصودين. لكن هذا لم يردع وزراء ونواب اليمين عن مواصلة الدعوة، لدرجة أن وزير التعليم، نفتالي بنيت، عمم صورة له وهو يتجول في الشوارع وقد علق مسدسه الشخصي على خاصرته.
لكن هذا لم يهدئ من روع الإسرائيليين. ففي استطلاع جديد، هو الثاني خلال أسبوع، قال غالبية الإسرائيليين (71 في المائة)، إنهم لا يشعرون بالأمان في ظل حكم نتنياهو. وردا على سؤال حول الرجل الذي يوفر لهم الأمن أكثر، حظي رئيس حزب «يسرائيل بيتنا» المعارض ووزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان بأعلى نسبة أمان.
وقد أجرى الاستطلاع برنامج «واجه الصحافة» في القناة الثانية، (السبت). ويتبين من الاستطلاع أن 29 في المائة من الجمهور اختاروا ليبرمان كأكثر شخص ملائم لمعالجة الإرهاب، مما يعني ارتفاعًا ملموسًا بنسبة تأييده، مقارنة باستطلاع الأسبوع الماضي، حيث فاز ليبرمان أيضًا بالمرتبة الأولى ولكن بنسبة 22 في المائة. أما نتنياهو فاحتل المكان الثاني في استطلاع هذا الأسبوع مع نسبة 17 في المائة، مقابل 15 في المائة قبل أسبوع. وقد أجرى هذا الاستطلاع معهد «مدغام» برئاسة د. مانو جيباع ومينا تسيماح، وشارك فيه 807 أشخاص يشكلون عينة تمثيلية للبالغين اليهود. ويتبين من الاستطلاع أيضًا أن 71 في المائة من اليهود لا يشعرون بالرضا عن أداء نتنياهو في معالجة الإرهاب، علما بأن النسبة قلت بدرجتين عن الأسبوع الماضي، حيث كانت 73 في المائة.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.