5 كتائب عسكرية تنتظر أوامر القيادة المشتركة لتحرير الجوف

غارات جوية للتحالف تدمر آليات ومخازن سلاح للميليشيات في مكيراس

جندي يمني يقف على متن دبابة متمركزة بالقرب من مدينة مأرب المحررة (رويترز)
جندي يمني يقف على متن دبابة متمركزة بالقرب من مدينة مأرب المحررة (رويترز)
TT

5 كتائب عسكرية تنتظر أوامر القيادة المشتركة لتحرير الجوف

جندي يمني يقف على متن دبابة متمركزة بالقرب من مدينة مأرب المحررة (رويترز)
جندي يمني يقف على متن دبابة متمركزة بالقرب من مدينة مأرب المحررة (رويترز)

أفاد القيادي البارز في المقاومة الشعبية بمحافظة الجوف اليمنية، الشيخ صالح الروسا، بأن 5 كتائب عسكرية من الجيش الوطني والمقاومة الشعبية مزودة بأسلحة ثقيلة ومتوسطة تنتظر أوامر من قيادة القوات المشتركة المعنية بقيادة معركة تحرير الجوف واستعادتها من الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي عبد الله صالح التي حوّلت المحافظة إلى ترسانة كبيرة من الأسلحة المتنوعة طوال الفترة الماضية.
وذكر الروسا في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»، أن تأخر البدء بالهجوم على مواقع الميليشيات يعود إلى ترتيبات عسكرية من القوات المشتركة التي تضم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وقوات التحالف العربي، حيث كلفت قيادة المنطقة السادسة بقيادة معركة استعادة الجوف، في إطار خطة تشمل تحرير محافظات عمران وحجة وصعدة.
وأوضح الزعيم القبلي الذي يقود معسكر الرويك شرق الجوف، أن «هناك ما يقارب خمس كتائب عسكرية من الجيش والمقاومة الشعبية، يتمركزون على مشارف المحافظة من جهة الشرق، وينتظرون أوامر قيادة القوات المشتركة للبدء بالهجوم على مواقع الميليشيات في معسكر اللبنات الواقع على مسافة قريبة من منطقة التماس بين الطرفين».
وأبان أن «تعزيزات من قوات التحالف وصلت الجوف وتشمل أسلحة ثقيلة ومتوسطة، وتنتظر وصول مزيد من الدبابات والمدرعات التي ستصل خلال الأيام المقبلة، مع اكتمال الخطط العسكرية التي ستعتمد على غطاء جوي من الطائرات الحربية ومروحيات الأباتشي».
وقال الروسا إن انطلاق معركة استعادة الجوف يعود إلى ترتيبات للقيادة العسكرية في القوات المشتركة، مؤكدًا أن قوات الجيش والمقاومة جاهزون على الأرض ومستعدون لمعركة التحرير، لافتًا إلى أن قيادة المنطقة السادسة ستقود المعاركة، باعتبار أن الجوف تقع في إطار مهامها إلى جانبها محافظات عمران وصعدة، وهي تعتبر من المحافظات التي استغلتها الميليشيات وصالح لشن حروبه على المحافظات والانقلاب على الشرعية.
وذكر الشيخ الروسا أن الروح المعنوية للمقاتلين في الجيش والمقاومة في أعلى مستوياتها. وقال: «نحن مستعدون للهجوم على مواقع الميليشيات التي لا نبعد عنهم سوى بضعة كيلومترات»، مضيفًا «معركة تحرير الجوف جرى وضعها قبل ثلاثة أشهر، حيث تضمنت ثلاث مراحل؛ الخطوة الأولى شملت جمع المقاتلين بعد أن سيطرت الميليشيات على مديرية الحزم ومركز المحافظة، والمرحلة الثانية تدريب وإعادة ترتيب الصفوف في إطار معسكرات مرتبطة بالقيادات العسكرية للجيش الوطني، والمرحلة الثالثة التقدم إلى خطوط التماس التي نحن حاليًا في إطارها، بانتظار ساعة انطلاق معركة استعادة المحافظة وتطهيرها من الميليشيات».
وأشار الروسا إلى أن المقاومة الشعبية قطعت مسافة أكثر من 95 كيلومترًا للوصول إلى الحدود الشرقية لمحافظة الجوف، حيث لا يبعد أقرب موقع للميليشيات عن معسكرات الجيش والمقاومة سوى 8 كيلومترات من جهة الشرق، التي تحاذي مناطق «اللبنات، والهضبة السفلى والفرايد» التي كنا بعيدين عنها بأكثر من مائة كيلومتر خلال الفترة الماضية».
وعن موقف مشايخ وأبناء قبائل الجوف، أوضح الشيخ صالح الورسا الذي يعد من أكبر مشايخ قبيلة دهم المشهورة، أنهم تلقوا رسائل من زعماء قبليين مغرر بهم أعلنوا فيها استعدادهم للتفاهم والتباحث والوقوف مع الشرعية.
وأشار إلى أن الجيش الوطني ومشايخ قبيلة دهم رحبوا بموقفهم وطالبوهم بالابتعاد عن ميليشيات الحوثي وصالح في أقرب وقت، وأنه في حال إعلانهم الولاء للوطن والشرعية فإنهم سيكونون مرحبًا بهم «لهم ما لنا وعليهم ما علينا»، وقال: «أغلبية أبناء قبيلة دهم مع الوطن والشرعية، لكن هناك قليلاً من ضعفاء النفوس غرر بهم المخلوع والحوثي وتمكن من خلالهم من السيطرة على محافظة الجوف التي لا تعد بيئة حاضنة للميليشيات».
ولفت إلى أن الميليشيات تمكنت من إخضاع سكان الجوف بقوة السلاح والحديد، وسيطرت على المنطقة الغربية التي تضم مديريتي الحزم واليتمية، إضافة إلى الشريط الحدودي مع السعودية.
وتابع: «الميليشيات امتلكت أسلحة حديثة كانت لدى قوات الحرس الجمهوري وهي أسلحة نوعية وثقيلة، أبرزها الدبابات والمدرعات والمدافع الثقيلة، وكلما جرى تدميرها من قبل الطيران أرسلوا المزيد، لأنهم يعلمون أن الجوف مفتاح استعادة المحافظات الأخرى في الشمال، لذا يرسلون مئات المسلحين، إضافة إلى وحدات عسكرية مدربة من الحرس الجمهوري مع تعزيزات بالعتاد الثقيل إلى الجوف».
وعن خطة تحرير المحافظة قال الروسا إن «معركة الاستعادة محاطة بالسرية، والمخول لهم بالحديث حولها هم القيادات العسكرية المكلفة بقيادة المعركة، حيث أجرت هيئة أركان الجيش لقاءات مع قيادات المقاومة والجيش لوضع الترتيبات النهائية بذلك».
وكانت طائرات التحالف العربي التي تقودها السعودية، قد شنت خلال الأيام الماضية سلسلة غارات على مواقع الميليشيات في الجوف، استهدفت تعزيزات عسكرية ومواقعهم في مديرية الحزم، حيث تعد عاصمة المحافظة وتضم المجمع الحكومي الذي يدير من خلاله الحوثيون قواتهم.
إلى ذلك، أفادت مصادر محلية في محافظة البيضاء وسط البلاد بأن غارات جوية عنيفة لطائرات التحالف العربي استهدفت معسكرات مواقع للميليشيات الحوثية وقوات صالح، سقط خلالها قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات بينما تصاعد الدخان من المواقع المستهدفة بعد تدمير آليات عسكرية ومخازن سلاح.
وبحسب مصادر محلية، فإن صالح يحتفظ بعتاد عسكري ضخم ومخازن سلاح في اللواء «26» مشاة ميكا، في مديرية مكيراس، واستغل موقعه الجغرافي الذي يقع في وسط المحافظات لتعزيز قواته بالعتاد والمسلحين، حيث استخدمه كمعسكر تدريب وتجميع للمسلحين الذين يجري إرسالهم من مختلف المحافظات إلى هناك ومن ثم توزيعهم إلى مختلف الجبهات.
وفي السياق ذاته، أكدت مصادر محلية سيطرة الميليشيات مناطق جديدة في مكيراس تفصل محافظة أبين الجنوبية والبيضاء، وذكرت المصادر أن الميليشيات تمكنت من السيطرة على معسكر «حضه» بكريش التابع لمديرية مكيراس، واستولت على عتاد عسكري ومدرعات، خلال هجوم شنته على مدى ثلاثة أيام.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.