حكومة هادي تقبل حضور جولة مباحثات جديدة مع الحوثيين وحليفهم صالح

مصادر يمنية لـ «الشرق الأوسط»: الحكومة اليمنية تختار جنيف لعقد المشاورات

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لدى اجتماعه أمس مع مستشاريه والمكونات الحزبية وأعضاء الحكومة
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لدى اجتماعه أمس مع مستشاريه والمكونات الحزبية وأعضاء الحكومة
TT

حكومة هادي تقبل حضور جولة مباحثات جديدة مع الحوثيين وحليفهم صالح

الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لدى اجتماعه أمس مع مستشاريه والمكونات الحزبية وأعضاء الحكومة
الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي لدى اجتماعه أمس مع مستشاريه والمكونات الحزبية وأعضاء الحكومة

اجتمع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس، في الرياض مع مستشاريه والمكونات الحزبية وأعضاء الحكومة، وقد أقر الاجتماع على قبول دعوة الأمم المتحدة لحضور جولة جديدة من المشاورات مع الحوثيين وصالح، على أن يكون في إطار آلية تنفيذ القرار الأممي 2216، حيث اختار الطرف الأول من الحكومة والقوى السياسية اليمنية، جنيف مكانًا للمباحثات مع الانقلابيين، التي ستعقد في غضون ثلاثة أسابيع.
وقال عبد العزيز جباري مستشار الرئيس اليمني، لـ«الشرق الأوسط»، إن هناك أسماء جديدة في الحكومة، ستمثل الشرعية في الجولة المقبلة.
وأوضحت مصادر يمنية لـ«الشرق الأوسط»، أن موافقة الحكومة اليمنية على حضور محادثات السلام مع الحوثيين وحليفهم الرئيس اليمني السابق علي صالح، جاءت بعد تأكيدات من المبعوث الدولي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ، بالتزامهم بالقرارات الأممية من بينها القرار 2216.
وكانت الحكومة اليمنية قد تلقت دعوة من الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن طريق مبعوثه الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ، لعقد جولة جديدة من المشاورات مع جماعة الحوثيين وصالح.
وذكرت المصادر، أنه حال موافقة الطرف الآخر، والأمم المتحدة، على المكان الذي تقترحه الحكومة اليمنية، وهو جنيف، فإن المشاورات ستعقد في قاعتين مختلفتين، للموافقة على آلية لتنفيذ القرار الأممي. وفي حال استمرت المشاورات بشكل إيجابي، سيتم الاجتماع بين الطرفين على طاولة نقاش واحدة برعاية أممية. ومن المتوقع أن تعقد المشاورات في غضون ثلاثة أسابيع.
وكانت جولة سابقة من المحادثات جرت في جنيف بين الحكومة الشرعية اليمنية، مع الانقلابين من الحوثيين والموالين للرئيس المخلوع صالح، أخفقت في تحقيق أي تقدم، بسبب عدم قبول الطرف الانقلابي بالقرار الأممي، والدخول إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف، من أجل الاجتماع، لا سيما وأن اللقاء الأول امتد إلى يومين نتيجة عدم التزام الحوثيين وصالح في الوصول إلى جنيف، والحضور إلى مقر المباحثات.
إلى ذلك، أوضح عبد العزيز جباري، مستشار الرئيس اليمني لـ«الشرق الأوسط»، أن رسالة الأمين العام للأمم المتحدة الذي عرضت خلال الاجتماع، تتضمن تأكيدات رسمية، بأن الانقلابيين على التزام بتنفيذ القرار الأممي 2216، دون شروط.
وذكر جباري، أن هناك شبه اتفاق خلال الاجتماع على أن يكون مقر المباحثات مع الانقلابيين في جنيف، وهذا الاتفاق من طرف واحد، ونحن ننتظر تحديد ذلك رسميًا من الأمم المتحدة، عبر مبعوثها إسماعيل ولد الشيخ، مشيرًا إلى أنه جرى الاتفاق على تشكيل لجنة لتحديد جدول الأعمال التي ستطرح خلال المباحثات.
وأضاف: «الجولة الجديدة القصد منها التنفيذ للقرار الأممي، دون أن يكون مراوغة من الانقلابيين، خصوصًا وأن الأمور باتت واضحة جدًا، ولا نريد إفشال الجولة الجديدة، مثل ما عمل الحوثيون وصالح في اجتماع جنيف».
وحول الأسماء التي تمثل الحكومة الشرعية في الجولة الجديد، قال مستشار الرئيس اليمني، إن هناك أسماء جديدة ستمثل وفد الشرعية في المباحثات الجولة الجديدة، وقد تتشهد بعض التغيرات.



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.