وكيل عقاري يقدم نصائحه: كيف تبيع منزلك من دون وسيط؟

تستطيع توفير «العمولة».. لكن الأمر يتطلب جهدًا وحذرًا

بعض الناس يرون أن الوكيل العقاري لا يستحق 6 في المائة من قيمة منازلهم أثناء البيع
بعض الناس يرون أن الوكيل العقاري لا يستحق 6 في المائة من قيمة منازلهم أثناء البيع
TT

وكيل عقاري يقدم نصائحه: كيف تبيع منزلك من دون وسيط؟

بعض الناس يرون أن الوكيل العقاري لا يستحق 6 في المائة من قيمة منازلهم أثناء البيع
بعض الناس يرون أن الوكيل العقاري لا يستحق 6 في المائة من قيمة منازلهم أثناء البيع

أحمل رخصة وكيل عقاري في منطقة فيرجينيا الأميركية، لكنني في المقام الأول مستثمر عقاري أطرح - شأني شأن بقية المستثمرين الآخرين - السؤال الحيوي: هل يستحق الوكيل العقاري حقًا 6 في المائة من قيمة منزلي؟ بعض الناس قرروا أن يجيبوا عن هذا السؤال بالنفي القاطع.
لو قررت أن تبيع منزلك بنفسك فسأخبرك بأنك تستطيع بالقطع، وهنا بعض النصائح لكي تبدأ المهمة.
الأنباء السارة هنا هي أن الكثير من الأدوات تتوافر لمساعدتك في هذا الصدد، فقد ظهرت خلال السنوات العشر الماضية الكثير من مواقع الإنترنت والخدمات التي تمكن الملاك من عرض منازلهم للبيع، وهذا أمر طيب للبائعين بوجه عام.
لكن المشكلة تكمن في وجود الكثير من هذه المواقع، بما يصعب معه الاختيار في ما بينها، كما أن إدراج منزلك على أكثر من موقع واحد قد يكون مكلفًا؛ لذا حاول أن تجد موقعًا يحوي الكثير من القوائم المحلية. وتتقاضى معظم هذه المواقع بضع مئات من الدولارات لإنشاء قائمة واحدة، لكنها تحتوي أيضًا على معلومات جيدة، وتعد مكانًا رائعًا لتبدأ منه رحلتك المعرفية.
وقبل أن تبدأ مراجعة مواقع الإنترنت والموارد الأخرى المتاحة، تأكد من أنك تعي جيدًا ما أنت مقبل عليه. ثق أنك تستطيع بيع منزلك من دون وكيل، وتوفير العمولة، لكن فلتعِ أيضًا أن الأمر يتطلب عملاً دؤوبًا، ويمكن أن يخلف إحباطًا شديدًا.
إذا كنت تريد الحصول على أعلى سعر لمنزلك فعليك أن تبذل الجهد المطلوب. إن الوكيل الجيد للمنزل يصنع فارقًا كبيرًا، ولقد سبق أن طالعت منازل كثيرة، وتساءلت: لماذا لا يباع هذا المنزل؟ إن سعره مناسب ومعروض على نحو طيب، لكنه راكد في السوق بينما يتم التعاقد على شراء المنازل المحيطة.
وعندما أقوم بالاتصال بالوكيل، يصبح السبب واضحًا أمامي. إن الوكيل الكسول يمكن أن يقضي على أي صفقة، فإذا لم يكن الوكيل متاحًا بسهولة، وسريع الاستجابة، وقادرًا على استيعاب العملاء، وملمًا بالمعرفة اللازمة، فإنه قد يتسبب حقًا في كساد الملكية العقارية. إن قليلين هم من يمتلكون منزلاً متفردًا، فإذا لم تتوافر للمشترين المعلومات وإمكانية التواصل كلما رغبوا في ذلك، فسوف ينتقلون إلى المنزل التالي بكل بساطة.. إنك الآن وكيل منزلك، فكن وكيلاً بارعًا.
أيضا يدرك الوكلاء العقاريون أن القوائم المدرجة على مواقع عرض الملاك منازلهم للبيع تعد مكانًا مناسبًا للبحث عن عملاء جدد. إن كثيرين يحاولون بيع منازلهم من دون وكيل ولا يدركون النجاح. وبعد شهور من المحاولات الحثيثة، ينتهي بهم المطاف إلى الاستعانة بوكيل عقاري.
وتتطلب كل صفقة عقارية التحلي بالمرونة، لكن الكثيرين يخشون من التعرض لضغوط من أجل إبرام الصفقة، فيلجأون إلى التشبث بمواقفهم ليفتقدوا تمامًا المرونة المطلوبة، أو يعتقدون أن منزلهم مميز جدًا بما يجعل من جولة المشتري فيه امتيازًا يشرفه. إذا كنت تريد أن تبيع منزلك بأقل من قيمته الحقيقية بنسبة 20 في المائة فامض قدمًا واطلب أن تجري الصفقة حسب جدول مواعيدك. لكن لو أردت الحصول على أعلى سعر ممكن فعليك أن تستقبل كل مشترٍ محتمل في بيتك؛ لأنك إذا طلبت من مشترٍ محتمل أن يعود في الغد، فربما لن يعود مطلقًا.
ويتعلق بيع المنازل بالأحاسيس في المقام الأول. فالمشترون يتطلعون إلى المنزل وكل ما يرتبط به، وتباع المنازل وتشترى بناء على المشاعر أكثر من أي عامل آخر سواء كان ماليًا أو إنشائيًا. والأسواق زاخرة بالمنازل المتماثلة في السعر ووسائل الراحة، لذا أنت بحاجة إلى شخص ما «يقع في غرام منزلك»، فإذا كنت فظًا كثير المطالب بصفة عامة، فإن ذلك سيسهم في تشكيل مشاعر المشتري المحتمل إزاء الصفقة برمتها.
لو نجحت في اجتياز هذا التقييم الذاتي فستكون خطوتك التالية هي التعلم. كثيرون يظنون أن بيع منزلهم من دون وكيل أمر بسيط لا يتعدى الإعلان عنه، والانتظار حتى تنهال عليهم العروض. لكن الأمر لا يشبه بيع سيارتك أو أي سلعة أخرى، لأن إبرام صفقة عقارية يتطلب إنجاز أمور شتى.
لذلك، أوصيك بأن تتواصل مع محام عقاري قبل حتى أن تدرج منزلك في إحدى القوائم الإعلانية. ويمكن للمحامي العقاري أن يكون مصدرًا عظيمًا للمعلومات والأسماء ويساعدك على إبرام الصفقة، كما أن أجور هؤلاء المحامين قد تكون «في المتناول» على نحو يدعو للدهشة، لا سيما إذا استعنت بهم في إنهاء الصفقة.
لكن أكبر خطأ يقع فيه الملاك الذين يبيعون منازلهم من دون وكيل هو بخس سعر عقارهم أو المبالغة في تقييمه. وهناك بعض الطرق الجنونية التي تستخدم لتسعير منزل ما. على سبيل المثال يكتفي كثيرون بالنظر إلى السعر الذي باع به الجيران منزلهم. بينما يحسب آخرون سعر الشراء ويضيفون إليه التكاليف التي تحملوها منذ ذلك الوقت ليصلوا إلى رقم محدد، كما يميل الناس أيضًا إلى إضافة احتياجاتهم وارتباطاتهم الشخصية إلى سعر البيع.
بالطبع يصعب عليك أن تنظر إلى منزلك على أنه مجرد بناء فحسب بعدما تكون قد صنعت الكثير من ذكرياتك بين جدرانه، لكن الوسيلة الصحيحة لتسعير منزلك تقوم على أساس صفقات البيع الحديثة الصالحة للمقارنة. لكن التحليل السوقي ينطوي على الكثير من التفاصيل التي يصعب شرحها هنا، لذا احرص على إجراء بحث محدد في هذا الموضوع.
ومن المهم أيضًا أن «تجهز منزلك للسوق»، وعليك فحسب التحلي بالحذر في هذا الأمر، حيث لا تعود معظم التجديدات الكبرى في المنازل إلا بنحو 50 إلى 60 في المائة من تكلفتها. وبالأحرى، عليك أن تفحص منزلك جيدًا وتنجز جميع أعمال الصيانة اللازمة، وشراء سجاد جديد ودهان المنزل ربما يمثلان فكرتين طيبتين.
يقضي الوكلاء العقاريون أوقاتًا طويلة في التجول داخل المنازل بصحبة المشترين، ويكتسبون حساسية خاصة إزاء السمات التي تساعد على بيع المنازل. لذا سيتعين عليك أن تقوم بواجبك؛ التخلص من الأغراض الزائدة عن اللزوم والترتيب الجيد والبسيط للمنزل يمثلان عادة خطة ناجحة في هذا الصدد. كما أنني أحب أيضًا استخدام معطرات الجو لبث تلك الأجواء الطيبة في المنزل. ويحتاج منزلك إلى أن يكون في أجمل صورة ممكنة مع إشاعة إحساس بالترحاب، لكن المبالغة في التحسين والتحديث سوف تضر بالسعر النهائي الذي تنتهي إليه صفقتك.
والآن أصبحت جاهزًا للبدء في الإعلان عن منزلك. نأمل أنك قد طالعت الكثير من مواقع عرض المنازل للبيع خلال فترة التعلم، فقد حان الوقت لكي تختار واحدًا أو اثنين منها وتستخدمهما. اشتر حزمة وأعلن عن منزلك في أكبر عدد ممكن من الأماكن. بوسعك الآن أن تحافظ بسهولة ويسر على ميزانيتك الإعلانية دون 1000 دولار.. وتأكد من اتساق إعلاناتك، لكن ذلك يتطلب بعض الحنكة.
والآن بعدما أصبح منزلك جاهزًا ومدرجًا على قوائم الإعلانات، فينبغي أن تضع خطة لاستقبال المشترين المحتملين. إذا كنت لا تستطيع عرض منزلك إلا في عطلات نهاية الأسبوع وبين السادسة والتاسعة مساء فقط، فسوف يفوتك الكثير من المشترين المحتملين وربما ينخفض سعر البيع.
كما يتعين عليك أن تراجع خلفيات المشترين، على الأقل تأكد أن لديهم موافقة مسبقة للحصول على قرض من بنك، أو وسيط رهون عقارية محترما، قبل أن تشرع في الدخول في مفاوضات جادة. كن مستعدًا للتعامل مع المشترين غير الجادين أو مضيعي الوقت؛ ولسوف يدهشك عدد الأشخاص الذين سيحددون موعدًا ثم لا يحضرون قط.
من المهم أن تعد خطة للتفاوض والتعاطي مع العروض، فبعض المتعاملين مع مواقع بيع المنازل لا يبلغون في تحضيراتهم هذه المرحلة. ولو جاءك مشترٍ راغب في إتمام الصفقة وقادر عليها، فعليك أن تنجز الأمر في أسرع وقت ممكن. وكما قلت سلفًا، أوصي بأن تحدد محاميًا عقاريًا بشكل مسبق، لأنه لا وقت لمطالعة الصفحات الإعلانية بحثًا عن أحدهم كي يكتب أو يراجع العرض المقدم إليك.. وتحتاج أيضًا إلى أن تتأكد من أن عقد البيع مستوف للصيغ والبنود القانونية اللازمة.
حسنًا، الآن أصبح لديك عقد. لكن لا ينبغي أن تكتفي بالجلوس والاسترخاء انتظارًا للشيك الموعود، فالآن هو وقت إدارة ذلك العقد. كثيرون يعتقدون أن العقد هو بمثابة قيد سحري شديد لا يمكن كسره ويجبر الإنسان على الإذعان، وإلا صعقته قوى جبارة، لكن في واقع الأمر فإن العقد ملزم للطرفين، وكلاهما منوط به تنفيذ بعض المهام؛ ويكون البائع عادة هو «الخاسر الأكبر» في حال الفشل في إتمامها، كما يكون البائع في الغالب ملزمًا بأداء قائمة من المهام خلال فترة زمنية محددة، ومن شأن الجهل بتلك المهام والعجز عن إنجازها أن يفشل الصفقة برمتها.
أنا أعرف ما يدور في ذهنك الآن - إذا خرق المشتري العقد، فسوف أقاضيه فحسب. حسنا، أتمنى لك حظًا سعيدًا في ذلك. إنني أؤكد لكم أن نظامنا القضائي لا يعمل في مصلحة الأميركيين من أبناء الطبقة الوسطى. إن لدينا وظائف بدوام كامل ومشاغل حياتية كثيرة، ونفتقر لعشرات الألوف من الدولارات التي ينبغي أن ندفعها لمحام كي يمضي في رفع الدعوى القضائية. كما أن فرص انتصارك لا تتجاوز في أفضل تقدير 50 في المائة، وحتى لو جاء الحكم في صالحك، فإن الحصول على ذلك المال ربما يماثل احتياجات وظيفة أخرى بدوام كامل.
لذا عليك أن تحصل على مقدم جدية لا يقل عن 1 في المائة من السعر الوارد في العقد، وتودع المبلغ في حساب محاميك أو حساب شركة ضمان عقاري. فإذا خالف المشتري العقد من دون وجه حق يكون بوسعك على الأقل الاحتفاظ بمبلغ الضمان كتعويض عن الوقت الذي أهدرته في السوق. كما يضمن لك هذا المقدم جدية والتزام المشتري بالصفقة.
بعد ذلك، سوف يجد مراجع المنزل بعض المشاكل، فكيف عساك أن تتعامل مع هذا الموقف؟ إنها مرحلة دقيقة في الصفقة المبرمة، إذ تكونان قد انتهيتما توًا من الشجار حول السعر، والآن يريد المشتري أن يصلح بعض الأمور الصغيرة والكبيرة.. كثيرون يأخذون ذلك على محمل شخصي؛ لكن لا تفعل ذلك.
وعند هذه المرحلة، انتبه جيدًا لصياغة بنود مراجعة المنزل في عقدك، إذ تكون أمام البائع مدة محددة للرد على تقرير المراجعة والتفتيش، وإلا أمكن للمشتري أن يفلت دون تحمل أي عقوبات. وربما ينص العقد أيضًا على أن يدفع البائع مبلغًا محددًا مقابل الإصلاحات. كن مستعدًا سلفًا لتقديم بعض التنازلات، وضع نفسك مكان المشتري. وتذكر أن الرفض والبدء من جديد سوف يكلفانك الوقت والمال، والمشتري الجديد سوف يقدم على الأرجح قائمة إصلاحات مشابهة.
وهكذا إذا نجحت في معالجة كل هذه الأمور، فإنك أخيرًا ستجلس إلى مائدة إنهاء الصفقة، التي لن تكون في حكم المنتهية إلا إذا دخل المال حسابك البنكي. قائمة الأمور التي تطرأ في هذه المرحلة طويلة ومتعددة ولا يسعني ذكرها بالكامل هنا، لذا مرة أخرى استعن بمحام عقاري ماهر من البداية.
وتذكر أن معظم الناس الذين يطالعون مواقع بيع الملاك لمنازلهم يتوقعون الحصول على خصم في سعر المنزل. إنهم يعرفون أنك لن تدفع عمولة لوكيل عقاري، وهو الأمر الذي يتطلب منهم بذل مزيد من الجهد وتحمل بعض المخاطرة. وسوف يفصح كثيرون منهم عن ذلك صراحة؛ وتمثل هذه عقبة لا يسهل تجاوزها.
في العادة يقل سعر المنازل التي تباع من دون وكيل عقاري عن مثيلاتها، ويصعب على أي طرف أن ينكر أن خصمًا ما يقدم. لكن إلمامك بالأمور المتعلقة ببيع المنازل وجاهزيتك ودأبك سوف تساعدك على جسر هذه الفجوة.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»



السعودية: توقع «طفرة سكنية» يصحبها تراجع جديد في أسعار العقارات

تمكنت وزارة الإسكان من تلبية مطالب مختلف الفئات بإنتاج وحدات سكنية جاهزة
تمكنت وزارة الإسكان من تلبية مطالب مختلف الفئات بإنتاج وحدات سكنية جاهزة
TT

السعودية: توقع «طفرة سكنية» يصحبها تراجع جديد في أسعار العقارات

تمكنت وزارة الإسكان من تلبية مطالب مختلف الفئات بإنتاج وحدات سكنية جاهزة
تمكنت وزارة الإسكان من تلبية مطالب مختلف الفئات بإنتاج وحدات سكنية جاهزة

بعد سلسلة من المتغيرات التي شهدها قطاع الإسكان السعودي، يتجه القطاع إلى التوازن مع انخفاض التضخم الحاصل في الأسعار بمختلف فروع القطاع العقاري، وسط مبادرات سعت إليها وزارة الإسكان السعودية؛ الأمر الذي قلص الفجوة بين العرض والطلب خلال السنوات الماضية، حيث حققت الوزارة القيمة المضافة من خلال تلك المبادرات في رفع نسب التملك بالبلاد.
وتوقع مختصان أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من النجاح الحكومي في مجال الإسكان، مشيرين إلى أن المواطن سيجني ثمار ذلك على مستوى الأسعار وتوافر المنتجات، التي تلبي مطالب جميع الفئات. ويمثل هذا النجاح امتداداً لإنجازات الحكومة، في طريق حل مشكلة الإسكان، عبر تنويع المنتجات العقارية وإتاحتها في جميع المناطق، مع توفير الحلول التمويلية الميسرة، والاستفادة بالشراكة مع القطاع الخاص.
وأشار المختصان إلى أن أداء الحكومة، ممثلة في وزارة الإسكان، كان وراء خفض أسعار المساكن بشكل كبير، وذلك بعد أن وفرت للمواطنين منتجات عقارية متنوعة تلبي أذواق جميع المستفيدين من برامج الدعم السكني. وقال الخبير العقاري خالد المبيض إن «وزارة الإسكان تمكنت من إيجاد حلول عقارية ناجعة ومتنوعة، أدت إلى تراجع الأسعار بنسب تشجع جميع المواطنين بمختلف مستوياتهم المادية، على تملك العقارات»، مضيفاً أن «الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من النجاح في هذا الجانب».
وتابع: «أتذكر أن أول مشروع تسلمته وزارة الإسكان، كان يتعلق ببناء 500 ألف وحدة سكنية، بقيمة 250 مليار ريال (133.3 مليار دولار)، ما يعني أن قيمة الوحدة السكنية 500 ألف ريال (133.3 ألف دولار). أما اليوم، فقد تمكنت الوزارة من إيجاد وحدات جاهزة بقيمة تصل إلى نصف هذا المبلغ وهو 250 ألف ريال (66.6 ألف دولار)»، لافتاً إلى أن «الفرد يستطيع الحصول على هذه الوحدات بالتقسيط، مما يؤكد حرص البلاد على إيجاد مساكن لجميع فئات المجتمع السعودي».
وأضاف المبيض: «تفاوت أسعار المنتجات العقارية يمثل استراتيجية اتبعتها الوزارة في السنوات الأخيرة، ونجحت فيها بشكل كبير جداً». وقال: «أثمرت هذه السياسة زيادة إقبال محدودي الدخل على تملك المساكن، بجانب متوسطي وميسوري الدخل الذين يقبلون على تملك مساكن ومنازل وفيلات تناسب قدراتهم المادية، وهذا يُحسب لوزارة الإسكان ويمهد لإنهاء مشكلة السكن التي لطالما أرقت المجتمع في سنوات ماضية».
وتوقع الخبير العقاري أن تشهد المرحلة المقبلة طفرة في قطاع الإسكان. وقال: «يجب أن نضع في الاعتبار أن منتجات الوزارة التي تعلن عنها تباعاً، تحظى بإقبال الأفراد كافة، لا سيما أنها تراعي خصوصية الأسرة السعودية، كما أنها تلبي احتياجاتها في الشكل والمساحات».
وأضاف: «تمكنت الوزارة من تلبية مطالب مختلف الفئات بإنتاج وحدات سكنية جاهزة، ومنازل مستقلة، وفيلات، ومنح أراضٍ وقروض لمن يرغبون في البناء بأنفسهم». وتابع «كل هذه الخيارات وفرتها الوزارة في صورة مبادرات متعددة، موجودة في برنامج (سكني)، وروجت لها بشكل جيد، ووصلت بها إلى المواطنين».
من جانبه، رأى المحلل الاقتصادي علي الجعفري أن شراكة الوزارة مع شركات العقار السعودية تمثل خطوة استراتيجية تُحسب للحكومة في السنوات الأخيرة. وقال: «إحقاقاً للحق؛ أضاعت الوزارة عقب تأسيسها، بعض الوقت والجهد للبحث عن آليات تمكنها من بناء 500 ألف وحدة سكنية، لكنها عوضت ذلك بالشراكة مع القطاع الخاص».
وأضاف الجعفري: «الوزارة في بداية عهدها لم تتعاون مع شركات التطوير العقاري السعودية لتنفيذ مشاريع السكن، ولو أنها سارعت بهذا التعاون، لكان لدينا اليوم عدد كبير من المنتجات العقارية التي تساهم في حل مشكلة السكن».
واستطرد: «الوزارة تداركت في السنوات الأخيرة هذا الأمر، واعتمدت على شركات التطوير السعودية، التي أصبحت بمثابة الذراع التنفيذية لتصورات الحكومة وتوجهاتها لحل مشكلة السكن»، مضيفاً: «اليوم الوزارة ترتكن إلى حزمة من المبادرات النوعية، التي وفرت كثيراً من التنوع في المنتجات العقارية، وهو ما أشاع جواً من التفاؤل بإمكانية حل مشكلة السكن في المملكة في وقت وجيز».
وأكد الجعفري ثقته باستمرار نجاح البلاد في إدارة ملف الإسكان. وقال: «أنا واثق بأن مؤشرات السكن اليوم أفضل بكثير منها قبل 8 سنوات مضت، بعد طرح الوزارة آلاف المنتجات العقارية وتسليمها إلى مستحقيها، بل ودخول عدد كبير منها إلى حيز الاستخدام».
وختم الجعفري: «نجاحات وزارة الإسكان تحقق مستهدفات (رؤية المملكة 2030)، خصوصاً فيما يتعلق بالوصول إلى نسبة تمليك بين المواطنين تصل إلى 70 في المائة» على حد وصفه.
وكانت «مؤسسة النقد السعودي (ساما)» أشارت إلى أن عقود التمويل العقاري السكني الجديدة للأفراد واصلت صعودها لشهر يناير (كانون الثاني) الماضي، مسجلة أعلى معدلات إقراض في تاريخ البنوك السعودية من حيث عدد العقود ومبالغ التمويل بنحو 23 ألفاً و668 عقداً مقارنة بنحو 9 آلاف و578 عقداً في يناير 2019، من إجمالي القروض العقارية السكنية المُقدمة من جميع الممولين العقاريين من بنوك وشركات التمويل.
وأوضح التقرير الخاص بـ«ساما» أن النمو في عدد عقود التمويل العقاري السكني وصل لنحو 147 في المائة مقارنة مع يناير 2019، فيما سجل حجم التمويل العقاري السكني الجديد في يناير 2020، نمواً بمقدار 112 في المائة مقارنة بالشهر نفسه من عام 2019، والذي سجل نحو 4.766 مليار ريال (1.270 مليار دولار)، كما سجلت قروض يناير السكنية ارتفاعاً بنسبة اثنين في المائة عن الشهر السابق ديسمبر (كانون الأول) 2019، والذي وصل حجم التمويل خلاله إلى نحو 9.86 مليار ريال (2.6 مليار دولار)، فيما ارتفع عدد العقود بنسبة 1.5 في المائة عن شهر ديسمبر 2019، والذي شهد توقيع نحو 23 ألفاً و324 عقداً.
وأشار التقرير إلى أنه تم إبرام 94 في المائة من قيمة هذه العقود عن طريق البنوك التجارية، بينما أبرمت 6 في المائة منها عن طريق شركات التمويل العقاري، فيما بلغ عدد عقود المنتجات المدعومة من خلال برامج الإسكان في شهر يناير 2020 عن طريق الممولين العقاريين 22 ألفاً و432 عقداً وبقيمة إجمالية بلغت 9.4 مليار ريال (2.5 مليار دولار).