وكيل عقاري يقدم نصائحه: كيف تبيع منزلك من دون وسيط؟

تستطيع توفير «العمولة».. لكن الأمر يتطلب جهدًا وحذرًا

بعض الناس يرون أن الوكيل العقاري لا يستحق 6 في المائة من قيمة منازلهم أثناء البيع
بعض الناس يرون أن الوكيل العقاري لا يستحق 6 في المائة من قيمة منازلهم أثناء البيع
TT

وكيل عقاري يقدم نصائحه: كيف تبيع منزلك من دون وسيط؟

بعض الناس يرون أن الوكيل العقاري لا يستحق 6 في المائة من قيمة منازلهم أثناء البيع
بعض الناس يرون أن الوكيل العقاري لا يستحق 6 في المائة من قيمة منازلهم أثناء البيع

أحمل رخصة وكيل عقاري في منطقة فيرجينيا الأميركية، لكنني في المقام الأول مستثمر عقاري أطرح - شأني شأن بقية المستثمرين الآخرين - السؤال الحيوي: هل يستحق الوكيل العقاري حقًا 6 في المائة من قيمة منزلي؟ بعض الناس قرروا أن يجيبوا عن هذا السؤال بالنفي القاطع.
لو قررت أن تبيع منزلك بنفسك فسأخبرك بأنك تستطيع بالقطع، وهنا بعض النصائح لكي تبدأ المهمة.
الأنباء السارة هنا هي أن الكثير من الأدوات تتوافر لمساعدتك في هذا الصدد، فقد ظهرت خلال السنوات العشر الماضية الكثير من مواقع الإنترنت والخدمات التي تمكن الملاك من عرض منازلهم للبيع، وهذا أمر طيب للبائعين بوجه عام.
لكن المشكلة تكمن في وجود الكثير من هذه المواقع، بما يصعب معه الاختيار في ما بينها، كما أن إدراج منزلك على أكثر من موقع واحد قد يكون مكلفًا؛ لذا حاول أن تجد موقعًا يحوي الكثير من القوائم المحلية. وتتقاضى معظم هذه المواقع بضع مئات من الدولارات لإنشاء قائمة واحدة، لكنها تحتوي أيضًا على معلومات جيدة، وتعد مكانًا رائعًا لتبدأ منه رحلتك المعرفية.
وقبل أن تبدأ مراجعة مواقع الإنترنت والموارد الأخرى المتاحة، تأكد من أنك تعي جيدًا ما أنت مقبل عليه. ثق أنك تستطيع بيع منزلك من دون وكيل، وتوفير العمولة، لكن فلتعِ أيضًا أن الأمر يتطلب عملاً دؤوبًا، ويمكن أن يخلف إحباطًا شديدًا.
إذا كنت تريد الحصول على أعلى سعر لمنزلك فعليك أن تبذل الجهد المطلوب. إن الوكيل الجيد للمنزل يصنع فارقًا كبيرًا، ولقد سبق أن طالعت منازل كثيرة، وتساءلت: لماذا لا يباع هذا المنزل؟ إن سعره مناسب ومعروض على نحو طيب، لكنه راكد في السوق بينما يتم التعاقد على شراء المنازل المحيطة.
وعندما أقوم بالاتصال بالوكيل، يصبح السبب واضحًا أمامي. إن الوكيل الكسول يمكن أن يقضي على أي صفقة، فإذا لم يكن الوكيل متاحًا بسهولة، وسريع الاستجابة، وقادرًا على استيعاب العملاء، وملمًا بالمعرفة اللازمة، فإنه قد يتسبب حقًا في كساد الملكية العقارية. إن قليلين هم من يمتلكون منزلاً متفردًا، فإذا لم تتوافر للمشترين المعلومات وإمكانية التواصل كلما رغبوا في ذلك، فسوف ينتقلون إلى المنزل التالي بكل بساطة.. إنك الآن وكيل منزلك، فكن وكيلاً بارعًا.
أيضا يدرك الوكلاء العقاريون أن القوائم المدرجة على مواقع عرض الملاك منازلهم للبيع تعد مكانًا مناسبًا للبحث عن عملاء جدد. إن كثيرين يحاولون بيع منازلهم من دون وكيل ولا يدركون النجاح. وبعد شهور من المحاولات الحثيثة، ينتهي بهم المطاف إلى الاستعانة بوكيل عقاري.
وتتطلب كل صفقة عقارية التحلي بالمرونة، لكن الكثيرين يخشون من التعرض لضغوط من أجل إبرام الصفقة، فيلجأون إلى التشبث بمواقفهم ليفتقدوا تمامًا المرونة المطلوبة، أو يعتقدون أن منزلهم مميز جدًا بما يجعل من جولة المشتري فيه امتيازًا يشرفه. إذا كنت تريد أن تبيع منزلك بأقل من قيمته الحقيقية بنسبة 20 في المائة فامض قدمًا واطلب أن تجري الصفقة حسب جدول مواعيدك. لكن لو أردت الحصول على أعلى سعر ممكن فعليك أن تستقبل كل مشترٍ محتمل في بيتك؛ لأنك إذا طلبت من مشترٍ محتمل أن يعود في الغد، فربما لن يعود مطلقًا.
ويتعلق بيع المنازل بالأحاسيس في المقام الأول. فالمشترون يتطلعون إلى المنزل وكل ما يرتبط به، وتباع المنازل وتشترى بناء على المشاعر أكثر من أي عامل آخر سواء كان ماليًا أو إنشائيًا. والأسواق زاخرة بالمنازل المتماثلة في السعر ووسائل الراحة، لذا أنت بحاجة إلى شخص ما «يقع في غرام منزلك»، فإذا كنت فظًا كثير المطالب بصفة عامة، فإن ذلك سيسهم في تشكيل مشاعر المشتري المحتمل إزاء الصفقة برمتها.
لو نجحت في اجتياز هذا التقييم الذاتي فستكون خطوتك التالية هي التعلم. كثيرون يظنون أن بيع منزلهم من دون وكيل أمر بسيط لا يتعدى الإعلان عنه، والانتظار حتى تنهال عليهم العروض. لكن الأمر لا يشبه بيع سيارتك أو أي سلعة أخرى، لأن إبرام صفقة عقارية يتطلب إنجاز أمور شتى.
لذلك، أوصيك بأن تتواصل مع محام عقاري قبل حتى أن تدرج منزلك في إحدى القوائم الإعلانية. ويمكن للمحامي العقاري أن يكون مصدرًا عظيمًا للمعلومات والأسماء ويساعدك على إبرام الصفقة، كما أن أجور هؤلاء المحامين قد تكون «في المتناول» على نحو يدعو للدهشة، لا سيما إذا استعنت بهم في إنهاء الصفقة.
لكن أكبر خطأ يقع فيه الملاك الذين يبيعون منازلهم من دون وكيل هو بخس سعر عقارهم أو المبالغة في تقييمه. وهناك بعض الطرق الجنونية التي تستخدم لتسعير منزل ما. على سبيل المثال يكتفي كثيرون بالنظر إلى السعر الذي باع به الجيران منزلهم. بينما يحسب آخرون سعر الشراء ويضيفون إليه التكاليف التي تحملوها منذ ذلك الوقت ليصلوا إلى رقم محدد، كما يميل الناس أيضًا إلى إضافة احتياجاتهم وارتباطاتهم الشخصية إلى سعر البيع.
بالطبع يصعب عليك أن تنظر إلى منزلك على أنه مجرد بناء فحسب بعدما تكون قد صنعت الكثير من ذكرياتك بين جدرانه، لكن الوسيلة الصحيحة لتسعير منزلك تقوم على أساس صفقات البيع الحديثة الصالحة للمقارنة. لكن التحليل السوقي ينطوي على الكثير من التفاصيل التي يصعب شرحها هنا، لذا احرص على إجراء بحث محدد في هذا الموضوع.
ومن المهم أيضًا أن «تجهز منزلك للسوق»، وعليك فحسب التحلي بالحذر في هذا الأمر، حيث لا تعود معظم التجديدات الكبرى في المنازل إلا بنحو 50 إلى 60 في المائة من تكلفتها. وبالأحرى، عليك أن تفحص منزلك جيدًا وتنجز جميع أعمال الصيانة اللازمة، وشراء سجاد جديد ودهان المنزل ربما يمثلان فكرتين طيبتين.
يقضي الوكلاء العقاريون أوقاتًا طويلة في التجول داخل المنازل بصحبة المشترين، ويكتسبون حساسية خاصة إزاء السمات التي تساعد على بيع المنازل. لذا سيتعين عليك أن تقوم بواجبك؛ التخلص من الأغراض الزائدة عن اللزوم والترتيب الجيد والبسيط للمنزل يمثلان عادة خطة ناجحة في هذا الصدد. كما أنني أحب أيضًا استخدام معطرات الجو لبث تلك الأجواء الطيبة في المنزل. ويحتاج منزلك إلى أن يكون في أجمل صورة ممكنة مع إشاعة إحساس بالترحاب، لكن المبالغة في التحسين والتحديث سوف تضر بالسعر النهائي الذي تنتهي إليه صفقتك.
والآن أصبحت جاهزًا للبدء في الإعلان عن منزلك. نأمل أنك قد طالعت الكثير من مواقع عرض المنازل للبيع خلال فترة التعلم، فقد حان الوقت لكي تختار واحدًا أو اثنين منها وتستخدمهما. اشتر حزمة وأعلن عن منزلك في أكبر عدد ممكن من الأماكن. بوسعك الآن أن تحافظ بسهولة ويسر على ميزانيتك الإعلانية دون 1000 دولار.. وتأكد من اتساق إعلاناتك، لكن ذلك يتطلب بعض الحنكة.
والآن بعدما أصبح منزلك جاهزًا ومدرجًا على قوائم الإعلانات، فينبغي أن تضع خطة لاستقبال المشترين المحتملين. إذا كنت لا تستطيع عرض منزلك إلا في عطلات نهاية الأسبوع وبين السادسة والتاسعة مساء فقط، فسوف يفوتك الكثير من المشترين المحتملين وربما ينخفض سعر البيع.
كما يتعين عليك أن تراجع خلفيات المشترين، على الأقل تأكد أن لديهم موافقة مسبقة للحصول على قرض من بنك، أو وسيط رهون عقارية محترما، قبل أن تشرع في الدخول في مفاوضات جادة. كن مستعدًا للتعامل مع المشترين غير الجادين أو مضيعي الوقت؛ ولسوف يدهشك عدد الأشخاص الذين سيحددون موعدًا ثم لا يحضرون قط.
من المهم أن تعد خطة للتفاوض والتعاطي مع العروض، فبعض المتعاملين مع مواقع بيع المنازل لا يبلغون في تحضيراتهم هذه المرحلة. ولو جاءك مشترٍ راغب في إتمام الصفقة وقادر عليها، فعليك أن تنجز الأمر في أسرع وقت ممكن. وكما قلت سلفًا، أوصي بأن تحدد محاميًا عقاريًا بشكل مسبق، لأنه لا وقت لمطالعة الصفحات الإعلانية بحثًا عن أحدهم كي يكتب أو يراجع العرض المقدم إليك.. وتحتاج أيضًا إلى أن تتأكد من أن عقد البيع مستوف للصيغ والبنود القانونية اللازمة.
حسنًا، الآن أصبح لديك عقد. لكن لا ينبغي أن تكتفي بالجلوس والاسترخاء انتظارًا للشيك الموعود، فالآن هو وقت إدارة ذلك العقد. كثيرون يعتقدون أن العقد هو بمثابة قيد سحري شديد لا يمكن كسره ويجبر الإنسان على الإذعان، وإلا صعقته قوى جبارة، لكن في واقع الأمر فإن العقد ملزم للطرفين، وكلاهما منوط به تنفيذ بعض المهام؛ ويكون البائع عادة هو «الخاسر الأكبر» في حال الفشل في إتمامها، كما يكون البائع في الغالب ملزمًا بأداء قائمة من المهام خلال فترة زمنية محددة، ومن شأن الجهل بتلك المهام والعجز عن إنجازها أن يفشل الصفقة برمتها.
أنا أعرف ما يدور في ذهنك الآن - إذا خرق المشتري العقد، فسوف أقاضيه فحسب. حسنا، أتمنى لك حظًا سعيدًا في ذلك. إنني أؤكد لكم أن نظامنا القضائي لا يعمل في مصلحة الأميركيين من أبناء الطبقة الوسطى. إن لدينا وظائف بدوام كامل ومشاغل حياتية كثيرة، ونفتقر لعشرات الألوف من الدولارات التي ينبغي أن ندفعها لمحام كي يمضي في رفع الدعوى القضائية. كما أن فرص انتصارك لا تتجاوز في أفضل تقدير 50 في المائة، وحتى لو جاء الحكم في صالحك، فإن الحصول على ذلك المال ربما يماثل احتياجات وظيفة أخرى بدوام كامل.
لذا عليك أن تحصل على مقدم جدية لا يقل عن 1 في المائة من السعر الوارد في العقد، وتودع المبلغ في حساب محاميك أو حساب شركة ضمان عقاري. فإذا خالف المشتري العقد من دون وجه حق يكون بوسعك على الأقل الاحتفاظ بمبلغ الضمان كتعويض عن الوقت الذي أهدرته في السوق. كما يضمن لك هذا المقدم جدية والتزام المشتري بالصفقة.
بعد ذلك، سوف يجد مراجع المنزل بعض المشاكل، فكيف عساك أن تتعامل مع هذا الموقف؟ إنها مرحلة دقيقة في الصفقة المبرمة، إذ تكونان قد انتهيتما توًا من الشجار حول السعر، والآن يريد المشتري أن يصلح بعض الأمور الصغيرة والكبيرة.. كثيرون يأخذون ذلك على محمل شخصي؛ لكن لا تفعل ذلك.
وعند هذه المرحلة، انتبه جيدًا لصياغة بنود مراجعة المنزل في عقدك، إذ تكون أمام البائع مدة محددة للرد على تقرير المراجعة والتفتيش، وإلا أمكن للمشتري أن يفلت دون تحمل أي عقوبات. وربما ينص العقد أيضًا على أن يدفع البائع مبلغًا محددًا مقابل الإصلاحات. كن مستعدًا سلفًا لتقديم بعض التنازلات، وضع نفسك مكان المشتري. وتذكر أن الرفض والبدء من جديد سوف يكلفانك الوقت والمال، والمشتري الجديد سوف يقدم على الأرجح قائمة إصلاحات مشابهة.
وهكذا إذا نجحت في معالجة كل هذه الأمور، فإنك أخيرًا ستجلس إلى مائدة إنهاء الصفقة، التي لن تكون في حكم المنتهية إلا إذا دخل المال حسابك البنكي. قائمة الأمور التي تطرأ في هذه المرحلة طويلة ومتعددة ولا يسعني ذكرها بالكامل هنا، لذا مرة أخرى استعن بمحام عقاري ماهر من البداية.
وتذكر أن معظم الناس الذين يطالعون مواقع بيع الملاك لمنازلهم يتوقعون الحصول على خصم في سعر المنزل. إنهم يعرفون أنك لن تدفع عمولة لوكيل عقاري، وهو الأمر الذي يتطلب منهم بذل مزيد من الجهد وتحمل بعض المخاطرة. وسوف يفصح كثيرون منهم عن ذلك صراحة؛ وتمثل هذه عقبة لا يسهل تجاوزها.
في العادة يقل سعر المنازل التي تباع من دون وكيل عقاري عن مثيلاتها، ويصعب على أي طرف أن ينكر أن خصمًا ما يقدم. لكن إلمامك بالأمور المتعلقة ببيع المنازل وجاهزيتك ودأبك سوف تساعدك على جسر هذه الفجوة.

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.