الأمم المتحدة تدعو أحزاب كردستان إلى العودة للحوار

أكدت أنها تتابع عن كثب التطورات السياسية الأخيرة في الإقليم

جانب من مواجهة بين الشرطة ومتظاهرين في السليمانية بإقليم كردستان الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
جانب من مواجهة بين الشرطة ومتظاهرين في السليمانية بإقليم كردستان الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة تدعو أحزاب كردستان إلى العودة للحوار

جانب من مواجهة بين الشرطة ومتظاهرين في السليمانية بإقليم كردستان الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
جانب من مواجهة بين الشرطة ومتظاهرين في السليمانية بإقليم كردستان الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

دعا المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الأحزاب السياسية في إقليم كردستان العراق إلى العودة لطاولة الحوار لوضع حل للأزمة السياسية التي يمر بها الإقليم.
وقال دوجاريك لشبكة «رووداو» الإعلامية الكردية أمس إن المنظمة الدولية تتابع التطورات السياسية في إقليم كردستان عن كثب وعن طريق ممثلية الأمم المتحدة في أربيل. وأعرب دوجاريك عن قلقه من التطورات السياسية، داعيًا الجميع إلى العودة لطاولة الحوار قائلا: «يساورنا القلق من تواصل الخلافات السياسية، لذا ندعو جميع الأطراف إلى التهدئة والعودة لطاولة الحوار».
ويشهد إقليم كردستان نوعًا من التوتر على خلفية تظاهرات مطالبة بتحسين الوضع الاقتصادي، تحولت بعدها إلى أعمال عنف.
وفي السياق ذاته، أكد مسؤول آخر في الأمم المتحدة على أن الوضع في إقليم كردستان لم يصل بعد إلى درجة تطالب بتدخل الأمم المتحدة لحل الأزمة. وقال مسؤول مكتب الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق لنفس الشبكة إنه «ليس واضحا بعد إذا ما كان الوضع يستدعي لوساطة الأمم المتحدة، ممثلنا في أربيل عقد سلسة من الاجتماعات مع مختلف الأحزاب، إضافة إلى هذا فإن ممثل الأمم المتحدة هو الآخر يسعى لتحقيق الوفاق بين الأطراف السياسية وأرى من الضروري أن يعلم شعب كردستان بأن المسؤولين والجهات الأمنية تضع اعتبارا لمطالبهم».
من جهته، أكد فيتالي تشوركين، ممثل روسيا الدائم في الأمم المتحدة، أنه «يتعين على مجلس الأمن الدولي والجهات ذات الصلة الاهتمام بتثبت الأمن والاستقرار في هذه الفترة التي تشهد فيها مناطق متعددة من العالم حروبا شرسة».
إلى ذلك، أعرب الحزب الإسلامي العراقي عن قلقه حيال الأحداث التي وقعت في إقليم كردستان مؤخرًا، داعيًا الجميع إلى ضرورة معالجتها بما يحقق طموحات الشعب الكردي ويحافظ على مكتسبات الإقليم التي تحققت خلال السنوات الماضية. وقال الحزب في بيان إن «بغداد والكثير من المحافظات عانت وما زالت من سياسة الفوضى، التي أصابت الحياة بالجمود وأبقت العراقيين يعيشون وضعًا مأساويًا ليل نهار، مما يستلزم الحذر والعمل لإبقاء إقليم كردستان بعيدًا عن تلك الأجواء والحفاظ على حالة الهدوء والاستقرار التي تمتع بها بجهد أبنائه». وأضاف: «لقد غدت كردستان أنموذجًا للنجاح واحتضان جميع العراقيين وحققت نجاحات واسعة مما يستدعي وحدة الصف وتفاهم القيادات والتعاون لتجاوز الأزمات»، مقدمًا «تعازيه المخلصة لعوائل الضحايا الذين سقطوا نتيجة هذه الأحداث». ومضى الحزب قائلا إنه «في خضم الفوضى والاضطراب والفساد الذي شهده العراق خلال الأعوام الثلاثة عشر الماضية كان الإقليم على عكس ذلك من تقدم وعمران وانتظام الأوضاع»، موضحًا أن «تلبية طموح الشعب يجب أن يكون متوازيًا مع الحفاظ على نجاح التجربة الكردية وعدم السماح بتهديمها برمتها».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.