القوات العراقية تتقدم في بيجي وتسيطر على المدن بعد طرد «داعش»

تأكد مقتل الإرهابي «أبو ماهر» بعد التنصت على مكالمة للتنظيم المتطرف

سحابة دخان أسود كثيفة تنطلق من مصفاة نفط بيجي بعد استهدافها من طيران الجيش العراقي أول من أمس (رويترز)
سحابة دخان أسود كثيفة تنطلق من مصفاة نفط بيجي بعد استهدافها من طيران الجيش العراقي أول من أمس (رويترز)
TT

القوات العراقية تتقدم في بيجي وتسيطر على المدن بعد طرد «داعش»

سحابة دخان أسود كثيفة تنطلق من مصفاة نفط بيجي بعد استهدافها من طيران الجيش العراقي أول من أمس (رويترز)
سحابة دخان أسود كثيفة تنطلق من مصفاة نفط بيجي بعد استهدافها من طيران الجيش العراقي أول من أمس (رويترز)

واصلت القوات الأمنية العراقية المشتركة تقدمها على جبهتي «بيجي» في صلاح الدين شمال العراق، والرمادي بالأنبار غرب العراق، واستعادة السيطرة على مدنها التي وقعت تحت سيطرة تنظيم داعش، حيث تمكنت القوات المشتركة من استعادة السيطرة على مناطق واسعة في قضاء بيجي وتحرير مصفى بيجي أكبر مصافي النفط في العراق بالكامل من سطوة المسلحين، بينما تمكنت القطعات العسكرية العراقية من استعادة السيطرة على حي التأميم والمناطق التابعة له داخل مدينة الرمادي.
وقصف طيران الجيش العراقي مواقع تنظيم (داعش) الإرهابي ودمر مقرًا للقيادة، مما أدى إلى مقتل عدد من مسلحي التنظيم بالأنبار، وقال نائب رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين، خالد الخزرجي، إن «القوات الأمنية التابعة لقيادة عمليات صلاح الدين وبمساندة من مقاتلي العشائر، تمكنوا بعد توفير غطاء جوي من قبل سلاح الجو العراقي وطائرات التحالف من استعادة السيطرة على قضاء بيجي بالكامل وتحرير كل المناطق التابعة له بما فيها مصفى بيجي النفطي، بعد خوضهم معارك شرسة ضد تنظيم داعش أوقعوا خلالها خسائر فادحة في صفوف المسلحين».
وأضاف الخزرجي أن القوات العراقية لم تكتفِ بتحرير مدينة بيجي، بل واصلت تقدمها إلى نحو 30 كلم بعد قضاء بيجي، وصولاً إلى منطقة الصينية التي تشهد الآن معارك واسعة من أجل استعادة السيطرة عليها من قبل قواتنا الأمنية، وذلك بهدف عزل محافظة صلاح الدين عن محافظة الأنبار بالكامل، وبعد ذاك ستكون الفرصة مواتية للانقضاض على وجود مسلحي التنظيم الإرهابي في المحافظتين.
وأشار الخزرجي إلى أن «أغلب قيادات تنظيم داعش الإرهابية هربت إلى الموصل، بعد أن تكبدت خسائر كبيرة في معارك تحرير بيجي التي نفذت من ثلاثة محاور، وأن المعلومات التي بحوزتهم تؤكد أن العصابات الإرهابية لن تصمد في معركة تحرير منطقة الشرقاط أمام القطعات الأمنية التي أصبحت تتقدم بشكل سريع بمساندة قوات العشائر في المنطقة».
وفي سياق متصل، أعلنت خلية الإعلام الحربي، عن مقتل أحد أكبر قياديي تنظيم داعش المدعو أبو ماهر بعد إصابته بجروح خطيرة خلال معركة جرت في شمال بيجي.
وأضافت الخلية أنه، ومن خلال التنصت على مكالمة عبر الأجهزة اللاسلكية التي يستخدمها مسلحو تنظيم داعش الإرهابي بواسطة قيادة عمليات صلاح الدين، تم التأكد من إصابته، بينما تم استهداف مجموعة من مسلحي «داعش» وقتلهم جميعًا بعد أن تصدت لهم كتيبة المدفعية بصواريخ «كورنيت» الحرارية غرب قضاء بيجي، التي تحاصرها القوات العراقية.
وفي محافظة الأنبار انطلقت عمليات عسكرية في مناطق مختلفة في مدينتي الرمادي مركز محافظة الأنبار ومدينة البغدادي إلى الغرب منها، لتحرير منطقة التأميم داخل مدينة الرمادي من سيطرة مسلحي تنظيم داعش، وتطهير مناطق في أطراف مدينة البغدادي غرب الرمادي يسيطر عليها المسلحون.
وقال عضو مجلس محافظة الأنبار ورئيس لجنة الإعمار، المهندس أركان خلف الطرموز، إن القوات الأمنية بدأت عملية تحرير منطقة التأميم وسط مدينة الرمادي بعد وصول تعزيزات عسكرية كان من بينها قوة من أفواج الطوارئ التابعة لقيادة شرطة الأنبار إلى مبنى جامعة الأنبار، ثم التقدم باتجاه منطقة حي التأميم داخل مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار، وتمكنت القوات الأمنية خلال الساعات القليلة الماضية من تحرير المجمع السكني في منطقة التأميم، ثم تحرير الحي بالكامل، بعد أن تمكنت القوات الأمنية من تحرير الكثير من مناطق الأنبار، لا سيما في المحور الشمالي للرمادي، من أجل قطع الإمدادات عن التنظيم الإجرامي من عمق الصحراء، التي يتوقع القادة الأمنيون حسم معركة تحرير المدينة خلال الأيام القليلة المقبلة.
وأضاف الطرموز أن «القوات المشتركة تتقدم بخطوات ثابتة في المحور الشمالي بالأنبار وتمكنت من الوصول إلى مشارف مجسر البو فراج القريب من ساحات الاعتصام شمال المدينة، ثم الانطلاق إلى وسط المدينة عبر السيطرة على منطقة الثيلة التي لا تبعد سوى كيلومتر واحد عن المبنى الحكومي وسط مدينة الرمادي».
وأشار الطرموز إلى إن «مجلس المحافظة والحكومة المحلية بدأت تفكر بشكل جدي لانطلاق حملة إعمار مدينة الرمادي فور تحريرها من سيطرة تنظيم داعش، وكذلك بقية مدن الأنبار، وأن تلك الحملة بدأت بشكل فعلي في مناطق تم استعادة السيطرة عليها في قضاء الكرمة؛ حيث تباشر الدوائر الخدمية التابعة لمحافظة الأنبار بتأهيل المراكز الخدمية في تلك المناطق».
وأكد الطرموز أن «الأنبار تحتاج إلى ما يقارب 18 مليار دولار من أجل حملة إعادة إعمار بناها التحتية التي دمرها (داعش) أثناء العمليات العسكرية، وتلك التي استهدفها بعمليات النسف والتفجير، حيث تشير التقديرات الأولية لحجم الدمار الذي لحق بالبنى التحتية والمناطق السكنية في مدن المحافظة تتجاوز 40 في المائة، بعد أن تأكد تدمير أكثر من 60 جسرًا وأكثر من 40 حيًا سكنيًا والعشرات من المباني الحكومية، وتم تفكيك الكثير من المعامل الحكومية الكبيرة في مدن كبيسة والقائم، ونقلت إلى سوريا من قبل تنظيم داعش». ويتابع الطرموز أن مدينة الرمادي وحدها شهدت تدمير أكثر من 38 ألف دار سكنية.



مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
TT

مصر لتعزيز الشراكة مع أوروبا في مجال المياه

وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)
وزير الري المصري خلال استقباله سفيرة الاتحاد الأوروبي بالقاهرة (الري المصرية)

تسعى الحكومة المصرية، لتعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، في مجال إدارة الموارد المائية، في ظل تحديات كبيرة تواجهها تتعلق بـ«محدودية مواردها». وخلال لقائه سفيرة الاتحاد الأوروبي في القاهرة أنجلينا إيخورست، الاثنين، ناقش وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم، التعاون بين الجانبين، في «إعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجتها».

وتعاني مصر عجزاً مائياً، حيث يبلغ إجمالي الموارد المائية، نحو 60 مليار متر مكعب سنوياً، في مقابل احتياجات تصل إلى 114 مليار متر مكعب سنوياً، وبنسبة عجز تقدر 54 مليار متر مكعب، وفق «الري المصرية».

وتعتمد مصر على حصتها من مياه نهر النيل بنسبة 98 في المائة، والبالغة 55.5 مليار متر مكعب سنوياً.

وحسب بيان لـ«الري المصرية»، ناقش سويلم، مع سفيرة الاتحاد الأوروبي، مقترحات تطوير خطة العمل الاستراتيجية (2024-2027)، طبقاً للأولويات المصرية، مشيراً إلى الدعم الأوروبي لبلاده في مجالات «رفع كفاءة الري، وإعادة استخدام المياه، وتقنيات معالجة المياه، والتكيف مع تغير المناخ».

ووقَّعت الحكومة المصرية، والاتحاد الأوروبي، إعلاناً للشراكة المائية، خلال فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ، COP28، الذي عُقد في دبي عام 2023، بهدف تحقيق الإدارة المستدامة للموارد المائية، وتعزيز الحوار، وتبادل الخبرات.

وأوضح وزير الري المصري أن «الإجراءات التي تتبعها بلاده لرفع كفاءة استخدام المياه، تندرج تحت مظلة الجيل الثاني لمنظومة الري»، منوهاً بقيام الوزارة حالياً «بتأهيل المنشآت المائية، ودراسة التحكم الآلي في تشغيلها لتحسين إدارة وتوزيع المياه، والتوسع في مشروعات الري الحديث»، إلى جانب «مشروعات معالجة وإعادة استخدام المياه، ودراسة تقنيات تحلية المياه من أجل الإنتاج الكثيف للغذاء».

ومن بين المشروعات المائية التي تنفذها الحكومة المصرية، بالتعاون مع عدد من دول الاتحاد الأوروبي، «البرنامج القومي الثالث للصرف، وتحسين نوعية المياه في مصرف (كيتشنر)، وتحديث تقنيات الري لتحسين سبل عيش صغار المزارعين في صعيد مصر، ومراقبة إنتاجية الأراضي والمياه عن طريق الاستشعار عن بعد».

وتعوِّل الحكومة المصرية على الخبرات الأوروبية في مواجهة ندرة المياه، وفق أستاذ الموارد المائية، في جامعة القاهرة، نادر نور الدين، الذي أشار إلى أن «القاهرة سبق أن استعانت بخبراء أوروبيين لصياغة حلول للتحديات المائية التي تواجهها مصر»، وقال إن «كثيراً من المقترحات التي قدمها الخبراء تنفذها الحكومة المصرية في سياستها المائية، ومن بينها التوسع في مشروعات معالجة المياه، وتحلية مياه البحر، واعتماد نظم الري الحديث».

وللتغلب على العجز المائي شرعت الحكومة المصرية في تطبيق استراتيجية لإدارة وتلبية الطلب على المياه حتى عام 2037 باستثمارات تقارب 50 مليون دولار، تشمل بناء محطات لتحلية مياه البحر، ومحطات لإعادة تدوير مياه الصرف بمعالجة ثلاثية، إضافة إلى تطبيق مشروع تحول للري الزراعي الحديث.

ويعتقد نور الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الخبرة الأوروبية في مجال تطوير إدارة المياه والتغيرات المناخية هي الأفضل في هذا المجال»، مشيراً إلى أن «القاهرة تسعى إلى الاستفادة من المنح الأوروبية المقدَّمة في تلك المجالات، وخصوصاً، التكيف مع التغيرات المناخية»، معتبراً أن «التعامل مع العجز المائي في مصر من أولويات السياسة المائية المصرية».

ويُعد الاتحاد الأوروبي من أهم الشركاء في المجال التنموي بالنسبة لمصر، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، الذي أشار إلى أن «التعاون المائي بين الجانبين يأتي ضمن الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي جرى توقيعها بين الحكومة المصرية والاتحاد الأوروبي، لتطوير التعاون بمختلف المجالات».

ويرى شراقي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن «الاتحاد الأوروبي يمتلك التكنولوجيا والخبرات الحديثة بشأن تطوير استخدام المياه، خصوصاً في الدول التي تعاني من شح مائي».