السودان وجنوب السودان يتفقان على إقامة منطقة منزوعة السلاح

«الجنائية الدولية» تمنح بريتوريا مهلة إضافية لتبرير امتناعها عن توقيف البشير

السودان وجنوب السودان يتفقان على إقامة منطقة منزوعة السلاح
TT

السودان وجنوب السودان يتفقان على إقامة منطقة منزوعة السلاح

السودان وجنوب السودان يتفقان على إقامة منطقة منزوعة السلاح

وافق السودان ودولة جنوب السودان على إقامة منطقة منزوعة السلاح بينهما، وذلك خلال الاجتماع فوق العادة الذي عقدته اللجنة السياسية الأمنية المشتركة بين السودان وجنوب السودان في الفترة الممتدة من 12 إلى 14 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، برئاسة وزيري الدفاع في البلدين، وبدعوة من الآلية الأفريقية رفيعة المستوى، بحسب وكالة الأنباء السودانية (سونا) أمس.
وصرح الفريق هاشم عثمان الحسين، مدير عام الشرطة وعضو وفد السودان، بأن الاجتماع ناقش ما تم إنفاذه من بنود الاتفاقيات الموقعة سابقا، ومدى التقدم الذي أحرز فيها، إلى جانب استعراضه العقبات التي تعترض إقامة المنطقة الأمنية منزوعة السلاح، التي يتوقف عليها تنفيذ بقية الاتفاقيات.
وأوضح المسؤول السوداني أن الاجتماعات سادتها روح أخوية، وخرجت بتوافق بين البلدين على العمل الدؤوب من أجل بناء المنطقة الأمنية منزوعة السلاح، وتجاوز كل العقبات التي تعترض ذلك، من خلال عقد سلسلة من الاجتماعات للآلية المشتركة، التي سينعقد اجتماعها المقبل بالخرطوم في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
يذكر أن السودان وجنوب السودان وقعا في أديس أبابا عام 2012 اتفاقيات تعاون لحل القضايا العالقة بينهما، خصوصا قضيتي الحدود ومنطقة أبيي الغنية بالنفط.
من جهة ثانية، أعلنت المحكمة الجنائية الدولية أمس أنها أعطت جنوب أفريقيا مهلة إضافية لتوضيح سبب امتناعها عن توقيف الرئيس السوداني عمر البشير أثناء زيارته لمدينة جوهانسبورغ في يونيو (حزيران) الماضي لحضور قمة للاتحاد الأفريقي.
وأكدت المحكمة في بيان أن جنوب أفريقيا لا يفترض أن تقدم تبريرات «قبل انتهاء الآليات القضائية الجارية حاليا في محاكم» البلاد، مذكرة بأن المهلة السابقة انتهت في 5 أكتوبر الحالي.
وما زالت عملية قضائية جارية في جنوب أفريقيا بعد تجاهل الحكومة أمرا أصدرته محكمة بريتوريا، حظرت فيه على البشير مغادرة البلاد. وقد أثارت هذه القضية جدلا حادا في السودان وجنوب أفريقيا، بعد أن صدر أمر المنع من المغادرة، في انتظار قرار بخصوص شكوى رفعتها منظمة غير حكومية تطالب فيها بتوقيف الرئيس السوداني، بموجب مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وإبادة في دارفور. ونظرا لعضوية جنوب أفريقيا في المحكمة، فإنها ملزمة قانونا بالتعاون في توقيف المشتبه بهم لدى المحكمة.
وتتهم المحكمة الجنائية الدولية البشير بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب وإبادة، في إطار الحرب الدائرة بإقليم دارفور غرب السودان، التي أدت إلى مقتل أكثر من 300 ألف شخص، ونزوح مليونين، بحسب الأمم المتحدة.



الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)
الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)
TT

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)
الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة، خلال عملية عسكرية خاصة داخل الشريط الحدودي بين موريتانيا ومالي. في حين أعلن الجيش الموريتاني أن المواطنين جرى توقيفهم داخل أراضي مالي، وأكد أنه «لن يسمح» بأي انتهاك لحوزته الترابية.

الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

وقالت مصادر محلية إن المواطنين الموريتانيين أفرج عنهم بعد ساعات من التوقيف، وكانت وحدة «فاغنر» قد سلّمتهم إلى الجيش المالي الذي حقّق معهم ثم أفرج عنهم، ليعودوا إلى الأراضي الموريتانية ليل الأربعاء/الخميس.

اختراق الحدود

بعد توقيف الموريتانيين من طرف وحدة «فاغنر»، المرافقة للجيش المالي، تداول ناشطون موريتانيون على وسائل التواصل الاجتماعي معلومات تُفيد بأن مقاتلي «فاغنر» وقوات الجيش المالي «اخترقوا» الحدود، وأوقفوا مواطنين موريتانيين.

ولكن الحكومة الموريتانية نفت أن يكون قد حدث أي اختراق للحدود، وقال الوزير الناطق باسم الحكومة، الحسين ولد أمدو: «إن وحدات من الجيش المالي كانت تتحرك في مناطق تابعة لحدودها، وأثناء مرورها اعتقلت هذه المجموعة».

وأضاف ولد أمدو، في مؤتمر صحافي مساء الأربعاء، أن القرية التي دخلها الجيش المالي وقوات «فاغنر»، «تابعة لدولة مالي»، مشيراً إلى أن «اتصالات جرت بين السلطات العسكرية الموريتانية والمالية أسفرت عن إطلاق سراح الموقوفين».

لا تسامح

وأصدر الجيش الموريتاني بياناً صحافياً حول الحادثة، وقال إن ما تداولته الصحف المحلية وبعض الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي حول اختراق الحدود «مجرد معلومات مغلوطة وأخبار زائفة»، وقال: «إنه لن يسمح لأي كان بانتهاك الحدود».

وأوضح الجيش الموريتاني أن «الأمر يتعلق بوصول وحدة من الجيش المالي إلى قرية الأغظف الموجودة داخل التراب المالي»، وشدّد على أنه «لم تصل القوات المالية مطلقاً إلى خط الحدود بين البلدين».

وقال الجيش الموريتاني: «إن الوحدة العسكرية المالية أوقفت 18 شخصاً في المناطق التي مرت بها، قبل أن يجري إطلاق سراح الموقوفين لاحقاً، بعد اتصالات ميدانية بين الجهات المعنية بموريتانيا ومالي».

وخلص الجيش الموريتاني إلى «طمأنة المواطنين بأن الوحدات العسكرية الموريتانية المرابطة على الحدود، لن تسمح لأي كان بانتهاك الحوزة الترابية للبلاد»، وفق نص البيان الصحافي.

احتفاء محلي

كان توقيف المواطنين الموريتانيين قد أثار حالة من الرعب في أوساط السكان المحليين، في ظل مخاوف من تصفيتهم، كما سبق أن حدث مع موريتانيين خلال العامين الماضيين، أوقفتهم «فاغنر» وعثر عليهم في مقابر جماعية، ما كاد يقود إلى أزمة في العلاقات بين مالي وموريتانيا.

وبعد الإفراج عن الموقوفين سادت حالة من الارتياح في أوساط السكان المحليين، وأصدرت مجموعة من السياسيين والمنتخبين المحليين بياناً، قالت فيه إن سكان محافظة باسكنو الحدودية «يثمنون إطلاق سراح المختطفين على الحدود المالية».

وقال النائب البرلماني، محمد محمود ولد سيدي، إن الإفراج عن الموقوفين «لحظة تحمل في طياتها فرحة كبرى، وترسم أفقاً جديداً من الأمل والطمأنينة في قلوب الجميع».

وأضاف عضو البرلمان الموريتاني عن دائرة باسكنو، أن السكان يشكرون الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني «الذي قاد بحكمة وحزم مسار الجهود المبذولة لتحقيق هذا الإنجاز الوطني الكبير».

وأرجع النائب جهود الإفراج عن الموقوفين إلى ما سمّاه «الدبلوماسية العسكرية (الموريتانية) التي أظهرت قدرتها على إدارة الأزمات بفاعلية، وأثبتت بالدوام نجاعة وحنكة عاليتين في التعامل مع هذا التحدي الأمني الكبير».

حرب مالي

وتعيش دولة مالي على وقع حرب، منذ أكثر من 10 سنوات، ضد مجموعات مسلحة موالية لتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، وقبل سنوات قاد ضباط ماليون انقلاباً عسكرياً، وسيطروا على الحكم في البلد، ليعلنوا التحالف مع روسيا، وجلب مئات المقاتلين من «فاغنر» لمساعدتهم في مواجهة المجموعات الإرهابية.

ويثير وجود «فاغنر» داخل الأراضي المالية، خصوصاً في المناطق الحدودية، مخاوف الموريتانيين؛ إذ تسببت عمليات «فاغنر» في مقتل عشرات الموريتانيين داخل الشريط الحدودي بين البلدين.

وتوجد في الشريط الحدودي عشرات القرى المتداخلة، بعضها تتبع موريتانيا ويقطنها مواطنون ماليون، وأخرى تتبع مالي ويقطنها مواطنون موريتانيون، وذلك بسبب عدم ترسيم الحدود بشكل نهائي بين البلدين.