الأمن المغربي يحبط عملية إرهابية.. ويحجز مواد لصناعة المتفجرات

المشتبه به شقيق مغربي التحق بـ«داعش» وقتل في سوريا

الأمن المغربي يحبط عملية إرهابية.. ويحجز مواد لصناعة المتفجرات
TT

الأمن المغربي يحبط عملية إرهابية.. ويحجز مواد لصناعة المتفجرات

الأمن المغربي يحبط عملية إرهابية.. ويحجز مواد لصناعة المتفجرات

أحبط الأمن المغربي أمس عملية إرهابية وشيكة، كان عنصر موال لتنظيم داعش يخطط لتنفيذها قبل اعتقاله في مدينة قصبة تادلة الواقعة وسط البلاد، والتي تبعد عن الدار البيضاء بنحو 200 كيلومتر في اتجاه الشرق.
وكشف بيان لوزارة الداخلية المغربية أن المشتبه به كان يستغل ورشة موجودة في بناية سكنية بحي مولاي بوعزة بالمدينة لإعداد وصناعة المتفجرات، وقال إن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (مخابرات داخلية)، تمكن أمس من توقيف عنصر خطير بمدينة قصبة تادلة موال لتنظيم داعش.
وذكر البيان أن هذه العملية «أسفرت عن مداهمة ورش داخل مبنى سكني بحي مولاي بوعزة بهذه المدينة، أعد من طرف المعني بالأمر لتحضير وصناعة المتفجرات، حيث جرى اكتشاف كميات مهمة من مواد مشبوهة يحتمل استعمالها لهذا الغرض الإجرامي». وأضاف البيان ذاته أنه جرى «العثور بحوزة المشتبه به على راية سوداء ترمز إلى تنظيم داعش، بالإضافة لهاتف جوال يتضمن تسجيل فيديو يتوعد من خلاله بتنفيذ عمليات إرهابية بالمملكة باسم هذا التنظيم الإرهابي».
وذكر البيان أن المعني بالأمر شقيق أحد المقاتلين في صفوف «داعش»، لقي حتفه خلال إحدى المواجهات الدامية بالساحة السورية - العراقية، مشيرًا إلى أنه سيتم تقديم المشتبه به أمام العدالة فور انتهاء البحث الذي يجري معه تحت إشراف النيابة العامة.
ولم يتضح بعد إن كان المشتبه به يعمل منفردا أم ضمن مجموعة. وسبق للمغرب أن عرف عدة عمليات قام بها في الماضي «ذئاب منفردون» تابعون لتنظيم القاعدة، أبشعها عملية مقهى أركانة في مراكش التي نفذت في أبريل (نيسان) عام 2011 عن طريق تفجير عبوات ناسفة باستعمال الهاتف، والتي قتل فيها 15 شخصا من رواد المقهى، ضمنهم أجانب.
وكشفت التحريات حول عملية أركانة أن منفذها قدم من مدينة آسفي، التي تبعد 150 كيلومترا عن مراكش، وأنه تعلم صنع المتفجرات عبر الإنترنت. كما عرف المغرب أيضا في أبريل 2007 تفجيرين انتحاريين، نفذهما شقيقان أمام المركز الثقافي الأميركي والقنصلية العامة الأميركية في الدار البيضاء، وقبل ذلك بنحو شهر فجر ذئب منفرد آخر نفسه في ناد للإنترنت بالدار البيضاء عندما اكتشف أمره من طرف مدير النادي. غير أن الضربات الاستباقية للمكتب المركزي للأبحاث القضائية استطاعت هذه المرة أن تحبط «مشروع الذئب المنفرد» قبل أن يجد طريقه للتنفيذ.
وتأتي هذه العملية بعد أيام قليلة من اعتقال مجموعة تنشط في عدة مدن مغربية في مجال تجنيد وإرسال مقاتلين إلى سوريا والعراق.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.