بوريس روغيه: السعودية وألمانيا تتحدان في مواجهة التحديات.. بدليل تعاونهما في مكافحة الإرهاب

بمناسبة الذكرى الـ25 لإعادة توحيد بلاده

بوريس روغيه
بوريس روغيه
TT

بوريس روغيه: السعودية وألمانيا تتحدان في مواجهة التحديات.. بدليل تعاونهما في مكافحة الإرهاب

بوريس روغيه
بوريس روغيه

أكد بوريس روغيه السفير الألماني في الرياض أن ألمانيا والسعودية تتقاسمان مصالح مهمة وأهدافا مشتركة حتى ولو لم تتطابق وجهتا النظر في كل القضايا، إلا أنهما قادرتان على العمل معا من أجل تحقيق الأهداف المشتركة، وخير دليل على هذا هو التعاون بين البلدين في مكافحة الإرهاب وأيضًا في كيفية التعامل مع الاضطرابات التي تغطي مناطق واسعة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.
وأوضح السفير الألماني: «إننا ننظر إلى السعودية على أنها كانت وستبقى عنصرا لا يمكن الاستغناء عنه عند التعامل مع مثل هذه التحديات».
وأبان بوريس روغيه أن السعودية وألمانيا، على الصعيد العالمي، تواجهان أيضًا أزمات عدة، من بينها - على سبيل المثال - أزمة كثافة تدفق اللاجئين، أضف إلى هذا أن البلدين يواصلان العمل معا - بوصفهما عضوين في مجموعة العشرين - من أجل التصدي لقضايا التنمية والأمن والطاقة وتغير المناخ.
وقال: «في الوقت الذي أخط فيه كلماتي هذه، يكون قد مضى على وجودي هنا ما يقارب عاما ونصف العام كسفير لألمانيا لدى السعودية، ويمثل الوقت الذي قضيته في المملكة منذ قدومي وحتى اليوم تجربة رائعة لي ولأفراد أسرتي على حد سواء».
وزاد: «قمت خلال فترة عملي هذه بزيارة معظم مناطق السعودية (11 منطقة على وجه الدقة)، كما التقيت بكثير من الأشخاص من مختلف الأوساط، وأسست أنا وزوجتي كثيرا من الصداقات وأحاطتنا مشاعر الود والترحاب خلال فترة وجودنا في السعودية».
وقال روغيه: «شهد العام الماضي على امتداده سلسلة زيارات لشخصيات ألمانية رفيعة المستوى إلى الرياض بهدف تعزيز الحوار والتعاون بين البلدين، ففي أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2014 كانت محادثات وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير أعقبها زيارة نائب المستشار ووزير الاقتصادي الاتحادي سيغمار غابرييل الذي ترأس وفد ألمانيا المشارك في أعمال اللجنة الاقتصادية المشتركة التي عقدت في شهر مارس (آذار) الماضي». وأضاف: «في شهر أبريل (نيسان) كان رئيس وزراء ولاية بايرن (بافاريا) على رأس وفد رفيع المستوى من رجال الأعمال، وفي كل هذه الزيارات وجدت الوفود الألمانية من السعودية حسن الضيافة وعلى أعلى المستويات».
وتابع روغيه: «وفي شهر أغسطس (آب) كانت أول زيارة يقوم بها إلى ألمانيا عادل الجبير الذي تولى منصبه في ذلك الوقت وزيرا جديدا للخارجية السعودية، حيث التقى نظيره الألماني الذي يتوقع أن يقوم بزيارة قريبة إلى السعودية».
وأكد بوريس روغيه أن العلاقات الاقتصادية الألمانية - السعودية شهدت تطورات إيجابية على مدار السنوات الماضية، حيث نمت أعداد الشركات الألمانية التي تستثمر أموالها في السوق السعودية، وفي المقابل تتابع الشركات السعودية نشاطها في استكشاف الفرص في ألمانيا.
وقال السفير الألماني في الرياض: «تظل الطاقة المتجددة أحد الموضوعات والقضايا التي تحظى باهتمام مشترك بما يمثل عند الطرفين مدخلا يتيح نطاقا واسعا من التعاون بينهما». وأضاف روغيه: «وضعت قرارات قمة الدول الصناعية السبع الكبرى التي استضافتها مدينة إلماو الألمانية في شهر يونيو (حزيران) الماضي، تصورات حول اقتصاد يعتمد تقليص معدلات الاحتراق الكربوني، وذلك بهدف إعادة تشكيل قطاع الطاقة العالمي بحلول عام 2050».
وزاد: «إن التعاون الثقافي بين البلدين يعتبر واحدا من أكثر المجالات التي تثير الاهتمام في عملي، إن لم يكن أكثرها على الإطلاق، خصوصا في قطاعات الفنون الجميلة والاستعراضية والسينمائية، ويبدو أن السعودية لديها كثير لتقدمه، بل هو أكثر مما يظن كثيرون في أوروبا في هذه المجالات، بما يمكن أن يوفر الفرصة ليعرف كل منا الآخر ويتعلم كل منا من الآخر».
وأضاف: «أما درة التاج لتعاون البلدين فستكون في عام 2016 حين تكون جمهورية ألمانيا الاتحادية ضيف شرف مهرجان الجنادرية، وعليه فمن المقرر أن ينظم متحف برلين للفنون الإسلامية معرضا في الرياض يضم آثارا من دمشق وبغداد كنماذج للحواضر الإسلامية السالفة».



في تحول عن خطط حملته... ترمب يناقش فرض تعريفات جمركية على الواردات الحيوية فقط

مع البيت الأبيض في الخلفية... الرئيس دونالد ترمب يتحدث خلال تجمع بواشنطن الاثنين (أ.ب)
مع البيت الأبيض في الخلفية... الرئيس دونالد ترمب يتحدث خلال تجمع بواشنطن الاثنين (أ.ب)
TT

في تحول عن خطط حملته... ترمب يناقش فرض تعريفات جمركية على الواردات الحيوية فقط

مع البيت الأبيض في الخلفية... الرئيس دونالد ترمب يتحدث خلال تجمع بواشنطن الاثنين (أ.ب)
مع البيت الأبيض في الخلفية... الرئيس دونالد ترمب يتحدث خلال تجمع بواشنطن الاثنين (أ.ب)

يستكشف مساعدو الرئيس المنتخب دونالد ترمب، خططاً لفرض تعريفات جمركية على جميع البلدان، ولكنها ستغطي فقط الواردات الحيوية، وفقاً لثلاثة أشخاص مطلعين على الموضوع، وهو تحول رئيسي عن خطط ترمب خلال حملته الرئاسية لعام 2024. وإذا تم تنفيذ هذه الخطط الناشئة، فإنها قد تؤدي إلى تقليص بعض العناصر الأكثر شمولاً في خطط حملة ترمب الانتخابية، ولكنها قد تؤدي على الأرجح إلى تقويض التجارة العالمية وتخلِّف عواقب وخيمة على الاقتصاد الأميركي والمستهلكين، وفق صحيفة «واشنطن بوست».

وانخفض مؤشر الدولار الأميركي بنسبة 0.7 في المائة ليصل إلى 108.14، بعد نشر تقرير الصحيفة، وذلك بعد أن كان قد سجل صباحاً 108.44، متراجعاً من أعلى مستوى له في أكثر من عامين، والذي بلغ 109.54 يوم الخميس الماضي.

وفي حملته الانتخابية، كان ترمب قد دعا إلى فرض «تعريفات شاملة» تصل إلى 10 أو 20 في المائة على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة. وحذر الكثير من الاقتصاديين من أن هذه السياسات قد تؤدي إلى صدمات سعرية قد تُزعزع استقرار الأسواق، كما أن الكثير من الجمهوريين في الكونغرس قد ينتقدون هذه الخطط.

وقبل أسبوعين من توليه منصب الرئيس، لا يزال مساعدو ترمب يناقشون فرض رسوم جمركية على السلع المستوردة من جميع الدول، وفقاً للمصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها نظراً للخصوصية التي تحيط بهذه المناقشات. ولكن، بدلاً من فرض التعريفات على جميع الواردات، تركز المناقشات الحالية على تطبيقها فقط على بعض القطاعات الحيوية التي تُعد ضرورية للأمن الوطني أو الاستقرار الاقتصادي. ويُعد هذا التحول تخلياً عن أحد جوانب تعهدات ترمب الانتخابية في الوقت الحالي، حسبما أشارت المصادر التي حذرت من أن القرارات النهائية لم تُتخذ بعد وأن التخطيط لا يزال في مرحلة عدم الاستقرار.

يعكس هذا التحول المحتمل اعترافاً بأن الخطط الأولية لترمب، التي كانت ستؤثر بشكل ملحوظ على أسعار واردات الطعام والإلكترونيات الاستهلاكية الرخيصة، قد تكون غير شعبية سياسياً وقد تزعزع الاستقرار. ومع ذلك، لا يزال الفريق الحالي لترمب مصمماً على تنفيذ تدابير صعبة يصعب التلاعب بها من خلال شحن المنتجات عبر دول ثالثة.

وحتى الآن، لم يتضح بعد أي الصناعات أو الواردات التي ستواجه الرسوم الجمركية. ومع ذلك، قالت المصادر إن المناقشات الأولية تركزت بشكل كبير على قطاعات رئيسية يسعى فريق ترمب إلى إعادتها إلى الولايات المتحدة. وتشمل هذه القطاعات سلاسل توريد الصناعات الدفاعية (من خلال فرض رسوم جمركية على الفولاذ والحديد والألمنيوم والنحاس)، والإمدادات الطبية الحرجة (مثل الحقن والإبر والقوارير ومواد الأدوية)، وإنتاج الطاقة (مثل البطاريات والمعادن النادرة وحتى الألواح الشمسية).

من غير الواضح أيضاً كيف تتقاطع هذه الخطط مع نية ترمب المعلنة بفرض رسوم جمركية بنسبة 25 في المائة على المكسيك وكندا، و10 في المائة إضافية على الصين، في حال عدم اتخاذها خطوات للحد من الهجرة والاتجار بالمخدرات. ويرى كثير من قادة الأعمال أن من غير المرجح تنفيذ هذه التدابير، لكنَّ بعض المطلعين على الموضوع قالوا إنه من الممكن أن تُنفَّذ هذه الرسوم إلى جانب فرض تعريفات جمركية شاملة على بعض القطاعات الحيوية.

قد تعكس القائمة القصيرة للتعريفات الجمركية الأولية أيضاً القلق المتزايد بشأن التضخم المستمر في العام المقبل. ففي ديسمبر (كانون الأول)، أشار بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى أن المسؤولين يتوقعون خفض أسعار الفائدة مرتين هذا العام بسبب استمرارية الزيادات في الأسعار التي تجاوزت التوقعات.

ومن بين القادة الرئيسيين الذين يقودون التخطيط المحلي في فريق ترمب، يوجد فينس هيلي، أحد كبار مساعدي الحملة الذي من المتوقع أن يدير مجلس السياسة المحلية في البيت الأبيض؛ سكوت بيسنت، الذي جرى ترشيحه لمنصب وزير الخزانة؛ وهاورد لوتيرنيك، الذي جرى ترشيحه لمنصب وزير التجارة. وقال أحد المطلعين على الأمر: «إن فرض تعريفات جمركية تستهدف قطاعات معينة سيكون أسهل قليلاً على الجميع قبوله في البداية. الفكرة هي أنه إذا كنت ستفرض تعريفات، فلماذا لا تبدأ بتلك التدابير المستهدفة؟ وهذا سيمنح الشركات حافزاً كبيراً للبدء في إنتاج منتجاتها داخل البلاد».

ورغم إعادة صياغة هذه الخطط، تظل الإجراءات عدوانية للغاية. إذا تم تنفيذ هذه السياسات، فقد تشكل واحداً من أكبر التحديات التي تواجه النظام التجاري العالمي في العقود الأخيرة. ويرى مستشارو ترمب أن هذه الجهود ضرورية لإعادة وظائف التصنيع إلى الاقتصاد الأميركي، ولكنها قد تؤدي إلى ردود فعل انتقامية من دول أخرى، مما يرفع الأسعار للمستهلكين والشركات على حد سواء.

وقد حذر الكثير من المطلعين على هذه المناقشات من أن ترمب قد يغير رأيه بسرعة، وأن السياسات الجمركية لم تُحدد بعد. وقال بريان هيوز، المتحدث باسم فريق ترمب الانتقالي في بيان: «لقد وعد الرئيس ترمب بسياسات تعريفية تحمي الشركات الأميركية والعمال الأميركيين من الممارسات غير العادلة من الشركات والأسواق الأجنبية». وأضاف: «كما فعل في ولايته الأولى، سينفذ سياسات اقتصادية وتجارية لجعل حياة الأميركيين أكثر يسراً وازدهاراً».

ويقول المنتقدون من مختلف الأطياف السياسية إن النسخ الأكثر اعتدالاً من خطط ترمب التجارية لا تزال متطرفة، معتبرين أن التعريفات الجمركية الشاملة سترتفع بأسعار المنتجات للمستهلكين والمصنعين الأميركيين. بينما يقول ترمب وحلفاؤه الحمائيون إن هذه الرسوم تدعم التصنيع المحلي من خلال تقديم حوافز مالية للشركات للاستثمار داخل البلاد. ويشير خبراء اقتصاديون من كلا الحزبين إلى أن هذه الخطط قد تؤدي إلى زيادة تكاليف المدخلات.

وقالت كيمبرلي كلاوسينغ، الخبيرة الاقتصادية في وزارة الخزانة في عهد الرئيس جو بايدن، التي تعمل الآن في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس ومعهد بيترسون للاقتصاد الدولي في واشنطن: «إذا فرضنا رسوماً جمركية على جميع دول العالم، فلن يكون لدينا مكان نستورد منه سوى المريخ». وأضافت أن الغالبية العظمى من الواردات الأميركية هي سلع وسيطة تُستخدم في سلاسل الإمداد الخاصة بالشركات، وليست سلعاً نهائية. وأضافت: «وبذلك سنجعل من الصعب جداً على الشركات الأميركية التنافس مع أي شركات أخرى في العالم، لأن شركاتنا ستكون مضطرة إلى دفع أسعار أعلى للواردات».

وتسلط خطط التعريفات الجمركية الناشئة الضوء على ما من المرجح أن يكون أولوية رئيسية للإدارة المقبلة. خلال فترة ولايته الأولى، فرض ترمب رسوماً جمركية على سلع تقدَّر قيمتها بأكثر من 360 مليار دولار من الصين، خصوصاً الصلب والألمنيوم. وقد ركزت تهديداته التجارية في البداية على بكين، لكنَّ هذه السياسات أدت إلى زعزعة استقرار التجارة العالمية وتسببت في توترات مع حلفاء أميركا الجيوسياسيين.

وقد أدى فرض ترمب الرسوم الجمركية على الصين إلى زيادة كبيرة في واردات الولايات المتحدة من دول مثل فيتنام، حيث حوّل المصنعون البضائع لتجنب الرسوم الجمركية. وأعرب مستشارو ترمب وبايدن عن قلقهم من إمكانية استخدام الصين للمكسيك بوابةً للأسواق الأميركية. وفي الوقت الحالي، تمثل المكسيك أكثر من 87 في المائة من واردات الولايات المتحدة من الصلب، وهي زيادة تقترب من 500 في المائة عن المعدل التاريخي، وفق البيانات التي جمعها «التحالف من أجل أميركا المزدهرة»، وهي مجموعة تدعم القيود التجارية.

وقال تشارلز بونو، المحامي التجاري في التحالف، إن الحكومة الأميركية تجمع بالفعل معلومات مفصلة حول القطاعات الخاصة بالواردات، مما يجعل إضافة الرسوم الجمركية أمراً سهلاً نسبياً. وأضاف بونو: «إن فرض تعريفة جمركية بنسبة 20 في المائة على جميع البلدان يعد أمراً ممتازاً بالنسبة للإيرادات، ولكن إذا أرادوا تخصيصها قليلاً، فإن ذلك سيكون سهلاً في جدول التعريفات الجمركية، ولا توجد تكاليف إضافية في الامتثال أو الحاجة لإعداد قواعد جديدة».

وفي الأيام الأخيرة، كرر ترمب تفضيله الرسوم الجمركية، التي وصفها خلال حملته الانتخابية بأنها «أجمل كلمة في القاموس». ويوم الأربعاء، نشر على منصته «تروث سوشيال»: «الرسوم الجمركية، والرسوم الجمركية فقط، خلقت هذه الثروة الهائلة لبلدنا... الرسوم الجمركية ستسدد ديوننا وتجعل أميركا غنية مرة أخرى!».