4 هجمات طعن في القدس.. ونتنياهو يطلب تأجيل زيارة «الرباعية» خشية الضغوط

«حماس» تنأى عن المواجهة في غزة وتمنع إطلاق صواريخ

فلسطينيون يشتبكون مع قوات أمن إسرائيلية في بيت لحم أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يشتبكون مع قوات أمن إسرائيلية في بيت لحم أمس (أ.ف.ب)
TT

4 هجمات طعن في القدس.. ونتنياهو يطلب تأجيل زيارة «الرباعية» خشية الضغوط

فلسطينيون يشتبكون مع قوات أمن إسرائيلية في بيت لحم أمس (أ.ف.ب)
فلسطينيون يشتبكون مع قوات أمن إسرائيلية في بيت لحم أمس (أ.ف.ب)

وقعت 4 عمليات طعن في القدس أمس، حيث أقدم فلسطينيان اثنان على مهاجمة يهود في مستوطنة بسغات زئيف في القدس الشرقية، مما أدى إلى إصابة يهوديين أحدهما جروحه خطرة، ومقتل أحد المنفذين وجرح الشابة المهاجمة. وفي وقت لاحق هاجم فلسطيني جنديا اسرائيليا قبل أن يصاب المهاجم برصاص الشرطة.
في وقت، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله، الاتحاد الأوروبي، بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لإلزامها بوقف تصعيدها العسكري، وردع عصابات المستوطنين الذين أدت جرائمهم وانتهاكاتهم، خاصة بحق المواطنين في القدس والمساس بالمقدسات، إلى تفجير الأوضاع الأمنية في الضفة الغربية وغزة.
من جانبه، اتهم وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمحاولة «التسبب» في انتفاضة ثالثة. فيما أكد الأخير أن «إرهاب السكاكين» لن يهزم إسرائيل، وأنها تجاوزت موجات من هجمات «الأسلحة والتفجير» في إشارة إلى الانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى والثانية.
في غضون ذلك، قالت مصادر إسرائيلية إن وفد الرباعية الدولية الذي كان مقررًا أن يزور رام الله وإسرائيل هذا الأسبوع، أجل زيارته لوقت لاحق. وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن نتنياهو طلب من وزير الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تأجيل زيارة الوفد إلى إسرائيل بسبب الأحداث الأمنية لمدة أسبوعين.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي غربي قوله إن الوفد سيزور دولاً عدة لبحث الأوضاع في المنطقة وأنه قرر تأجيل زيارته بناء على طلب نتنياهو. معربًا عن اعتقاده أن إسرائيل تخشى من زيادة الضغط الدولي عليها.
وكان من المفترض أن يصل الوفد غدا للقاء مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين لبحث تهدئة الوضع واتخاذ تدابير بناء ثقة بين الجانبيين لتجديد العملية السياسية.
وفي فيينا، قال وزير الخارجية الفلسطيني على هامش مؤتمر صحافي إن «نتنياهو يريد التسبب بانتفاضة ثالثة، ويريد تحويل الأنظار بعيدًا من المشكلات التي يواجهها في الساحتين السياسية والدبلوماسية، حيث فشل فشلا ذريعا».
وأضاف أن نتنياهو ارتكب «خطأ فادحًا» عبر اختراق الوضع القائم في الحرم القدسي الذي يؤكد الفلسطينيون أن أعدادا متزايدة من اليهود يدخلونه.
وتابع المالكي في مؤتمره أن «نتنياهو وسع نطاق النزاع لينقله من خلاف سياسي محدود مع الفلسطينيين يمكن التوصل إلى حل سياسي له، إلى حرب بلا نهاية مع المسلمين حول العالم».
وتدارك أنه في هذه المرحلة لا يزال «سابقا لأوانه التحدث عن أجواء انتفاضة ثالثة»، مضيفا «اعتقد انه ما زال ممكنا ضبط الوضع، إذا تعاون نتنياهو» في هذا السياق.
وأكد أن على رئيس الوزراء الإسرائيلي «وقف انتهاكات الوضع الراهن في باحة المسجد الأقصى بموجب القانون الدولي».
ميدانيًا، أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن قتل فتى مقدسي من سكان مخيم شعفاط يبلغ من العمر 17 عاما، مدعيةً أنه شارك إلى جانب فتى آخر يبلغ من العمر 13 عاما في عملية طعن إسرائيليين في منطقة بسغات زئيف شمال القدس. وأشارت إلى أن الفتى الآخر أصيب بجروح خطيرة، في حين أن المستوطنين اللذين أصيبا في الهجوم ما زالا يتلقيان العلاج وأن حالتهما خطيرة.
وأصاب جنود «حرس الحدود» المنتشرون في كل أنحاء مدينة القدس، فتاة تُدعى «مرح بكري» (15 عاما) من سكان جبل المكبر لدى خروجها من مدرستها في حي الشيخ جراح المجاور لمنطقة التلة الفرنسية.
وادعى الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية أن الفتاة حاولت طعن جندي لدى اقترابه منها بعدما أثارت شكوكا حول نياتها. زاعمًا أنها أخرجت سكينًا وحاولت تنفيذ عملية الطعن إلا أن جنديًا آخر استطاع أن يصيبها في قدمها. وقال شهود عيان مقدسيون، إن الفتاة لم تكن تحمل أي سلاح وإنها تعرضت لإطلاق نار متعمد وتركت تنزف وقتا طويلا حتى نقلت إلى مستشفى هداسا بجروح خطيرة. كما قتل شاب فلسطيني برصاص الشرطة بعد أن طعن أحد عناصرها بسكين.
وأعلنت الشرطة أن فلسطينيًا طعن شرطيًا بسكين صباحًا قرب المدينة القديمة في القدس لكنه قتل برصاص شرطيين آخرين في المكان.
وتابعت الشرطة أن الهجوم وقع عند نقطة تفتيش قرب باب الأسباط في القدس، مشيرة إلى أن الشرطي لم يصب بأذى لأنه كان يرتدي سترة واقية.
وذكرت وسائل الإعلام الفلسطينية أن الشاب يدعى مصطفى الخطيب (18 عاما) من سكان جبل المكبر بالقدس الشرقية. وعملية الطعن هذه هي السادسة عشرة ضد يهود وإسرائيليين منذ 3 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وشاهدت مراسلة وكالة الصحافة الفرنسية جثة الشاب الفلسطيني مغطاة بالدماء في الموقع.
ويرتفع بذلك عدد القتلى الفلسطينيين الذين سقطوا في القدس والضفة منذ بداية الأحداث في الأراضي الفلسطينية منذ بداية أكتوبر إلى 26 شهيدا، فيما قتل 4 إسرائيليين وأصيب نحو 17 آخرين في سلسلة هجمات.
وفي قطاع غزة تفجرت مواجهات محدودة على الحدود الشرقية للمنطقة الوسطى، مما أدى إلى إصابة فتى بجروح متوسطة. حيث خلفت المواجهات التي استمرت على مدى الأيام الثلاثة الماضية 11 شهيدا وعشرات الإصابات.
وقال ضابط إسرائيلي كبير أمس إنه تم إصدار تعليمات جديدة بشأن الأحداث على حدود غزة بمنع إطلاق النار إلا في حالات الخطر. مشيرًا إلى أن إسرائيل ترغب باستمرار في الحفاظ على الهدوء وعدم جر القطاع لمعركة جديدة تطلق من خلالها الفصائل الفلسطينية الصواريخ تجاه جنوب إسرائيل. وجاء ذلك في وقت أعلنت فيه حركة «حماس» إنها لا تنوي فتح جبهة من غزة.
ورفض عضو المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق، الدعوات التي أطلقها نشطاء فلسطينيون على شبكات التواصل الاجتماعي بإطلاق الصواريخ من غزة تجاه المواقع والبلدات الإسرائيلية المجاورة.
وعد أبو مرزوق أن هذه الدعوة هدفها حرف التوجه لانتفاضة شعبية يمكن أن يخسر فيها الفلسطينيون معركتهم السياسية ويظهرهم بالمعتدين أمام العالم. داعيًا إلى إسناد الهبة الجماهيرية المتواصلة وبث روح المحبة والتوحد.
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة لـ«الشرق الأوسط» إن قوات أمنية تابعة لـ«حماس» ضبطت 3 صواريخ لحركة الجهاد الإسلامي كانت ستطلق على تل أبيب منذ 4 أيام مما أحدث خلافات بين الحركتين. مبينةً أن «حماس» أعادت الصواريخ لـ«الجهاد» بعد يومين من ضبطها، واتفقا على تشكيل لجنة تحقيق مشتركة لمعرفة من كان يقف خلف العملية، خاصة وأنه لا يوجد قرار لدى «الجهاد الإسلامي» بإطلاق أي صواريخ أو إحداث تصعيد عسكري، حيث يعتقد أن أفرادا من الحركة حاولوا إطلاقها من دون علم قياداتهم.
وتواصلت الاشتباكات في أحياء القدس وبعض مناطق التماس في الضفة الغربية، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن إصابة 6 شبان في مواجهات محافظة البيرة من بينهم 3 بالرصاص الحي والآخرين بالمطاطي، وإصابة 11 آخرين في مواجهات شهدتها حوارة قرب نابلس إحداها خطيرة جدا.
ونفذ مستوطن إسرائيل أثناء هذه الاشتباكات عملية انتقام، وأطلق النار بشكل مباشر تجاه مواطن فلسطيني قرب إحدى القرى المجاورة لمستوطنة إسرائيلية في محافظة طولكرم، حيث وصفت جروحه بأنه متوسطة ومستقرة.
أوروبيا، وقبل ساعات من إعلان تأجيل زيارة وفد «الرباعية» إلى المنطقة، حثت منسقة شؤون الخارجية والأمن لدى الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني، في اتصالين هاتفيين منفصلين، كلا من الرئيس عباس ونتنياهو على ضبط النفس وتجنب الأعمال التي من شأنها تأجيج التوتر.
وأدانت موغريني في البيان، أعمال الإرهاب ضد المدنيين، مؤكدة للطرفين أن «السبيل الوحيد لمعالجة العنف والاضطرابات، استئناف عملية سياسية ذات مصداقية وشروع الطرفين في الاتفاق على الخطوات الكبرى التي من شأنها تحسين الأوضاع على الأرض وبناء طريق للعودة إلى مفاوضات الوضع النهائي».
كما أوضحت موغريني للطرفين تمسك الاتحاد الأوروبي بـ«حل الدولتين كسبيل وحيد لتحقيق السلام والأمن الدائمين الذي يتطلع إليهما الإسرائيليون والفلسطينيون».
ومن جهته، أكد الرئيس الفلسطيني، أنه «عازم على إبقاء الوضع تحت السيطرة»، فيما جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي» التزامه بالحفاظ على الوضع الراهن في المواقع المقدسة، بحسب بيان المسؤولة الأوروبية.
وأضاف البيان أن «عباس ونتنياهو أعربا عن استعدادهما للعمل على تنفيذ الأحكام المتفق عليها في اجتماع اللجنة الرباعية في نيويورك في نهاية سبتمبر (أيلول) الماضي».
وشددت موغريني على «ضرورة ألا تمنع الاضطرابات الأخيرة الطرفين من استئناف الحوار السياسي والعمل معًا، من أجل مصلحة شعبيهما».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.