مصادر في المقاومة لـ «الشرق الأوسط»: بدء عملية تحرير الجوف وصرواح وبيحان.. خلال أيام

محافظ مأرب يأمر بوقف توريد عائدات النفط إلى صنعاء

مصادر في المقاومة لـ «الشرق الأوسط»: بدء عملية تحرير الجوف وصرواح وبيحان.. خلال أيام
TT

مصادر في المقاومة لـ «الشرق الأوسط»: بدء عملية تحرير الجوف وصرواح وبيحان.. خلال أيام

مصادر في المقاومة لـ «الشرق الأوسط»: بدء عملية تحرير الجوف وصرواح وبيحان.. خلال أيام

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة في المقاومة الشعبية، مساء أمس، أن القوات المشتركة، المكونة من قوات التحالف، بقيادة السعودية، وقوات الجيش الوطني الموالي للشرعية والرئيس عبد ربه منصور هادي والمقاومة الشعبية في شرق اليمن، تعد لعملية عسكرية واسعة النطاق.
وقالت مصادر خاصة إن العملية ستنطلق في غضون الأيام القليلة المقبلة، وإن العملية العسكرية تهدف إلى تحرير محافظة الجوف ومديرية صرواح، في محافظة مأرب، ومديرية بيحان في محافظة شبوة، وهي ثلاث محافظات متجاورة في شرق البلاد.
وذكرت المصادر أن التجهيزات اكتملت لتنفيذ العملية العسكرية، مؤكدة أنه «لا شيء نخفيه، نحن نعمل من أجل اليمن وسنحرره منطقة تلو الأخرى من هيمنة الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع، ولن نتركه يبقى في حضن فارس وإيران»، حسب المصادر التي أشارت إلى أن الأسابيع القليلة الماضية شهدت ترتيبات مكثفة في المناطق الحدودية بين اليمن والسعودية، وإلى أن وضع الميليشيات الحوثية «مهزوز جدًا بعد تحرير معظم مناطق محافظة مأرب».
وذكرت المصادر أن 3 ألوية عسكرية، تلقت كميات كبيرة من الأسلحة للمشاركة في المعركة، وهي ألوية عسكرية تتبع المنطقة العسكرية السادسة في الجيش الوطني اليمني الموالي للشرعية، كما ذكرت المصادر أن اللواء الذي يقوده العميد هاشم عبد الله الأحمر، سوف يشارك في عملية تحرير الجوف، وأن طلائع من قوات هذا اللواء وصلت إلى مأرب، اليومين الماضيين، بقيادة العميد محمد الشليف، أركان حرب اللواء.
وكانت قوات التحالف أرسلت، اليومين الماضيين، المزيد من التعزيزات العسكرية والبشرية إلى محافظة مأرب. وذكرت مصادر «الشرق الأوسط» أن تلك القوات قامت بالانتشار في المناطق التي جرى تحريرها لتأمينها، كما تضمنت التعزيزات، التي وصلت مأرب، أسلحة من مختلف الأنواع.
وتؤكد مصادر «الشرق الأوسط» أنه إلى جانب تلك القوات وغيرها التي ستصل قريبًا، سوف تستخدم في تحرير الجوف وصرواح مأرب وبيحان شبوة، كما ستشارك في تحرير محافظتي صنعاء وعمران، وذلك في الطريق إلى العاصمة صنعاء.
إلى ذلك، تتجه المناطق المنتجة للنفط والمحررة من قبضة الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، إلى الاستقلال المالي والإداري عن صنعاء والارتباط مباشرة بالحكومة اليمنية الشرعية التي مقرها عدن.
وقالت مصادر محلية في محافظة مأرب إن محافظ المحافظة، سلطان العرادة، أصدر توجيهات لشركة النفط في مأرب بعدم توريد أية مبالغ مالية من عائدات النفط والغاز إلى الخزينة المركزية في صنعاء. وتأتي هذه الخطوة، التي جرى اتخاذها في مأرب، والتي من المتوقع أن تتخذ في بقية المحافظات ذات الإيرادات العالية، في ظل سيطرة المتمردين الحوثيين على صنعاء بالتحالف مع القوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، منذ سبتمبر (أيلول) عام 2014. وعلق مصدر مسؤول في السلطة المحلية بمأرب لـ«الشرق الأوسط»، على قرار المحافظ بالقول إن القرار «كان مهمًا لتطبيع الأوضاع في المحافظة وإيقاف الموارد التي تذهب إلى صنعاء وتستخدم من قبل قيادة الحوثيين وصالح في تقوية قدرات وإمكانيات ميليشياتهم وقواتهم المتمردة التي تسفك الدماء وتعيث فسادًا وتدميرًا في مناطق ومحافظات عدة».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.