سكان المكلا يتظاهرون رفضًا لاستمرار سيطرة «القاعدة» على مدينتهم

منتسبو مرور عدن يتظاهرون وينزعون لوحات معدنية مزيفة

سكان حضرموت يتحدون القاعدة وينفذون اول تظاهرة تطالب برحيل عناصرها ( الشرق الأوسط)
سكان حضرموت يتحدون القاعدة وينفذون اول تظاهرة تطالب برحيل عناصرها ( الشرق الأوسط)
TT

سكان المكلا يتظاهرون رفضًا لاستمرار سيطرة «القاعدة» على مدينتهم

سكان حضرموت يتحدون القاعدة وينفذون اول تظاهرة تطالب برحيل عناصرها ( الشرق الأوسط)
سكان حضرموت يتحدون القاعدة وينفذون اول تظاهرة تطالب برحيل عناصرها ( الشرق الأوسط)

شهدت مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، مساء أمس، مظاهرة كبرى لسكان المدينة، وذلك للمطالبة بمغادرة عناصر تنظيم «القاعدة»، الذين يسيطرون على المحافظة منذ بضعة أشهر، وقالت مصادر محلية في المكلا لـ«الشرق الأوسط» إن المظاهرة الشعبية خرجت للتعبير عن رفض تواجد التنظيم، رغم التحذيرات السابقة التي أطلقتها عناصر التنظيم للأهالي من المشاركة في أي فعاليات احتجاجية، وقد رفع المتظاهرون شعارات ويافطات ترفض الإرهاب وتنظيم القاعدة.
وقال أحد سكان المكلا لـ«الشرق الأوسط» إن التنظيم يحكم سيطرته على المدينة بمساعدة جهات متنفذة في السلطة، مشيرا إلى أن السكان المحليين يرفضون تواجد التنظيم في المدينة، ومنذ الثاني من أبريل (نيسان) الماضي، وتنظيم القاعدة يحكم المكلا، بعد سيطرته عليها بمساعدة القوات العسكرية الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح والتي انسحبت من المدينة ومكنت التنظيم من السيطرة عليها.
وخلال الأشهر الماضية، استولى مسلحو القاعدة في المكلا على أموال باهظة من فرع البنك المركزي وفروع بقية البنوك الحكومية والخاصة، إضافة إلى أسلحة ثقيلة استولى عليها مسلحو التنظيم من المعسكرات، وتعيش قيادات التنظيم في القصر الجمهوري بالمكلا ومقر قيادة المحافظة وبقية المقار والمباني الرسمية وغير الرسمية، وقد فرض التنظيم على المواطنين نظاما يصفه بالإسلامي ويتعلق بتطبيق ما يعتقدونه «الشريعة الإسلامية»، حيث نفذ مسلحو التنظيم المتطرف سلسلة من عمليات الإعدام في الساحات العامة، والتي كان آخرها، إعدام خمسة أشخاص في منطقة ميفعة، بتهمة السحر والشعوذة، إلى جانب تدمير عدد من الأضرحة بالمدينة ونبش قبور المهندسين الصينيين.
وقال أحد النشطاء في المكلا لـ«الشرق الأوسط» إن أهالي مدينة المكلا لم يعودوا قادرين على تحمل وجود هذه الجماعات الظلامية في عاصمة المحافظة وكافة حضرموت، ودعا المواطن الحضرمي كل النخب المثقفة والحكومة اليمنية إلى التدخل للتصدي لهذا الخطر الغازي للمدينة، وأضاف أن «أهل حضرموت وسطيون ويرفضون التطرف والإرهاب»، وأكد أن «الجميع متفقون على طردهم من المدينة وقد بدأت الحملات الشعبية بالتظاهر ضدهم ورفض تواجدهم وهم مستمرون بتحركهم ذلك حتى طردهم وإلى غير رجعة» على حد تعبيره. في سياق متصل، ذكرت مصادر إعلامية يمنية أن منطقة وادي حضرموت (حضرموت الداخل)، شهدت الفترة الماضية، عملية توافد أعداد من المسلحين الحوثيين، الذين وصلوا عبر حافلات النقل الجماعي، وذكرت تلك المصادر أن قائدا عسكريا كبيرا في المنطقة العسكرية الأولى بمدينة سيئون، مركز مديريات الوادي والصحراء بحضرموت، استقبل الحوثيين ووجههم بالتحرك نحو «دار المصطفى»، في مدينة تريم، الذي قالت وسائل إعلام إن إدارته حليفة للمخلوع صالح في حضرموت، حسب قولها.
من ناحية ثانية طالب المئات من عناصر المرور بعدن الحكومة اليمنية والرئيس اليمني بسرعة صرف مرتباتهم وتثبيتهم رسميًا في جهاز مرور المدينة وقال عدد من جنود المرور بعدن في أحاديث متفرقة لـ«الشرق الأوسط» بأنهم يقومون بعملهم في تنظيم حركة السير وحملة منع تركيب لوحات جديدة تحمل اسم الجنوب العربي وضبط المخالفين دون أن يحصلوا على مستحقاتهم، موضحين أن عملهم هو من أجل عدن والوطن وأن ما يطالبون به هو حق لهم عند الدولة ومناشدين بتحرك تجاههم وحل مظلوميتهم، على حد قولهم.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.