توقعات بنمو سوق التأمين في السعودية العام المقبل لإيجابية السياسات الاقتصادية

ارتفاع المطالبات وانخفاض الأسعار مقارنة بحجم الخطر أهم التحديات

توقعات بنمو سوق التأمين في السعودية العام المقبل لإيجابية السياسات الاقتصادية
TT

توقعات بنمو سوق التأمين في السعودية العام المقبل لإيجابية السياسات الاقتصادية

توقعات بنمو سوق التأمين في السعودية العام المقبل لإيجابية السياسات الاقتصادية

توقع مختصون في حديث لـ«الشرق الأوسط»، زيادة نمو سوق التأمين في السعودية بوتيرة متصاعدة، لعدة أسباب، منها التحسينات التي طرأت على المعاملات التأمينية، والتزام معظمها باللوائح التنظيمية والإجرائية من قبل الجهات المعنية.
ويعتقد المختصون أن السياسات الاقتصادية السعودية، الرامية لجذب الاستثمار الأجنبي وزيادة الإنتاج ورفع مستوى التصدير إلى الخارج، ودعم الصادرات والإنتاج الوطني، وزيادة حركة التجارة وتوطين الصناعات، ساهمت بشكل فعال في تنشيط سوق التأمين بشكل مباشر وغير مباشر.
ولفتوا إلى أن مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية السعودي، وهيئة الاستثمار الوطنية لعبا دورا كبيرا في إحداث نقلة في بيئة الاقتصاد السعودي، ما انعكس إيجابا على زيادة ونمو سوق التأمين على مختلف أنواعها ومجالاتها.
ومع ذلك، هناك عدة تحديات تواجه سوق التأمين في السعودية، منها انخفاض رأسمال الشركات مقارنة مع حجم الأعمال في السوق، في ظل ارتفاع حجم المطالبات، مقابل انخفاض الأسعار مقارنة مع حجم الخطر، بالإضافة إلى التقلبات والتغيرات المناخية التي طرأت في الفترات الأخيرة.
وهناك إشكالات أخرى ترتبط بإعادة التأمين، في وقت تعزف فيه الكثير من شركات إعادة التأمين نتيجة الخسائر في العامين الماضيين، في ظل تقلبات الظروف الجيوسياسية التي انتظمت المنطقة في الفترات الأخيرة، في ظل ندرة الكوادر والخبرات الفنية، مع ضعف الثقافة التأمينية.
وفي هذا السياق، أوضح الدكتور فهد العنزي – خبير تأمين- أنه أصبح هناك ثقافة تأمينية متزايدة مع مرور الوقت، تطورت بشكل سريع، وانعكست إيجابا على تفاعل العملاء مع سوق التأمين بشكل جيّد، مشيرا إلى أن وسائط التواصل الاجتماعي الحديثة ساهمت بشكل كبير في إشاعة هذه الثقافة.
وبيّن العنزي، أن السياسات الاقتصادية السعودية، أصبحت تتطور هي الأخرى، بشكل يواكب المستجدات التي تفرضها الظروف الجيوسياسية، بحيث إنها تغطي حاجة معظم مستحقات تنشيط سوق التأمين، مؤكدا في الوقت نفسه أن الحاجة لا تزال لمزيد من تحسين الإجراءات التنظيمية من قبل الجهات المختصة والجهات ذات العلاقة.
ونوه إلى أن مجمل السياسات الاقتصادية أثمرت عن الكثير من محفزات سوق التأمين في السعودية، من العمل على زيادة الاستثمار الأجنبي وزيادة التجارة بشكل عام والتبادل التجاري مع الكثير من الدول ذات المصالح المشتركة مع السعودية في مختلف المجالات.
من جهته، أكد الدكتور مراد زريقات – خبير تأمين – أن أعمال التأمين في السعودية آخذة في النمو منذ ما يزيد عن عام، منوها أن الأسباب تعود لزيادة الوعي بأهمية التأمين في حياة الناس، فضلا عن النمو السكاني، والمحافظة على متانة الاقتصاد الوطني رغم الظروف التي تتسبب في بطء نموه في بلاد كثيرة في العالم، وزيادة سقف التطلعات إلى بناء وضع معيشي متكامل يتطلب ممارسة تأمينية مأمونة.
ونوه زريقات إلى أن أقساط التأمين تجاوزت الـ30 مليار ريال (8 مليارات دولار)، ونمت بزيادة بلغت 23 في المائة العام الماضي عن سابقه، ومن المتوقع نموها خلال بقي
ة هذا العام والعام المقبل، مشيرا إلى أن حصة التأمين الصحي زادت بنسبة تزيد عن 54 في المائة من إجمالي أقساط التأمين المكتتب بها في العام 2015.



السعودية تتبنى تقنيات حديثة لاستدامة شبكات الطرق وتمكين الخدمات اللوجيستية

الرئيس التنفيذي المكلف لـ«الهيئة العامة للطرق» متحدثاً للحضور في إحدى الجلسات الحوارية (الشرق الأوسط)
الرئيس التنفيذي المكلف لـ«الهيئة العامة للطرق» متحدثاً للحضور في إحدى الجلسات الحوارية (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تتبنى تقنيات حديثة لاستدامة شبكات الطرق وتمكين الخدمات اللوجيستية

الرئيس التنفيذي المكلف لـ«الهيئة العامة للطرق» متحدثاً للحضور في إحدى الجلسات الحوارية (الشرق الأوسط)
الرئيس التنفيذي المكلف لـ«الهيئة العامة للطرق» متحدثاً للحضور في إحدى الجلسات الحوارية (الشرق الأوسط)

كشف المهندس بدر الدلامي، الرئيس التنفيذي المكلف لـ«الهيئة العامة للطرق»، عن استخدام تقنيات متطورة لإعادة تدوير طبقات الطرق في السعودية، مما ساهم في تسريع عمليات الصيانة بنسبة 40 في المائة، إلى جانب تحسين كفاءة الإنفاق وحماية البيئة.

وأشار الدلامي، خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات اليوم الثاني من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» الذي أقيم في الرياض، إلى أن السعودية «تمتلك شبكة طرق تتجاوز نصف مليون كيلومتر طولي، مما يجعلها في المرتبة الأولى عالمياً في الترابط، والرابعة بين دول (مجموعة العشرين) في جودة الطرق».

كما أوضح أن «كود الطرق السعودي يواكب التحولات المستقبلية، ويشمل تطوير عقود الصيانة المبنية على الأداء».

ومن أبرز ما كشف عنه الدلامي «إنجاز وافتتاح المحول الشرقي بالرياض لتخفيف الازدحام المروري وتحويل حركة الشاحنات، بالإضافة إلى (الدائري الثاني) بجدة الذي ينقل الشاحنات إلى خارج المدينة، مما يدعم تدفق الخدمات اللوجيستية».

«السلامة والجودة والاستدامة» محور استراتيجيات النقل

وأكد الدلامي أن بناء شبكة طرق آمنة وعالية الجودة يشكل حجر الأساس لنظام لوجيستي ناجح.

كما أشار إلى «تطوير استراتيجية النقل والخدمات اللوجيستية لتشمل مرتكزات أساسية؛ منها (السلامة والجودة والاستدامة). ولتسهيل نقل الحمولات الكبرى، أطلقت (الهيئة) نظاماً لاستخراج تصاريح الحمولات الاستثنائية، بما يتماشى مع الطلب المتنامي في القطاع».

جانب من المعرض المصاحب لـ«مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

إنجازات رقمية وتمكين الكفاءات الوطنية

من جهته، أشار المهندس أحمد الحسن، مساعد وزير النقل والخدمات اللوجيستية، إلى أن الوزارة «تركز على تنفيذ استراتيجيات تهدف إلى ربط السعودية عالمياً وتعزيز تنافسيتها، مع اهتمام خاص بتطوير رأس المال البشري عبر تمكين الكفاءات الوطنية لدعم (رؤية 2030)».

وشهد اليوم الثاني من المؤتمر جلسات نقاشية جمعت خبراء عالميين ومختصين لبحث أفضل الممارسات لتحسين كفاءة سلاسل الإمداد.

وفي إحدى الجلسات، استعرض المهندس عبد العزيز آل سنان، الرئيس التنفيذي لشركة «بتروآب»، أهمية الشراكات القوية في تحقيق الإنجازات، مشيراً إلى أن «التحول الرقمي مكّن الشركات من تحسين الأداء وخفض التكاليف عبر استخدام السجلات الدقيقة لكل مركبة».

أما حامد العبيدي، المدير العام لشركة «يماتك»، فقد أكد أن «النجاح في صناعة اللوجيستيات يعتمد على تحديث الأنظمة وتبني التكنولوجيا الذكية».

وفي السياق ذاته، شدد عصام المرهون، رئيس الشؤون الإدارية والامتثال بشركة «ستارلينكس»، على «ضرورة تطوير المهارات العلمية للجيل الجديد المهتم باللوجيستيات، وفتح آفاق جديدة للاستثمار في تقنيات التخزين وإدارة سلسلة الإمداد».

من جانبه، أشار المهندس منصور القحطاني، مدير إدارة المستودعات الوسطى في «الشركة السعودية للكهرباء»، إلى «دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز حماية البيانات، وتمكين الشركات من التعامل بذكاء مع التهديدات المحتملة، مما يسهم في رفع كفاءة القطاع».