مقتل ثلاثة فلسطينيين وعمليتا طعن جديدتان في إسرائيل

توسع المواجهات.. و«المنظمة» تتهم نتنياهو بتغذية التطرف وحماية إرهاب المستوطنين

مقتل ثلاثة فلسطينيين وعمليتا طعن جديدتان في إسرائيل
TT

مقتل ثلاثة فلسطينيين وعمليتا طعن جديدتان في إسرائيل

مقتل ثلاثة فلسطينيين وعمليتا طعن جديدتان في إسرائيل

طعن عربي من فلسطيني 48 وأصاب اربعة يهود بعد ان صدمهم بسيارته بالقرب من مستوطنة جان شمويل شمال اسرائيل امس، وفق الشرطة التي قالت انها اعتقلت المهاجم البالغ من العمر عشرين عاما.
وافاد مسؤولون في مصلحة الأسعاف ان امرأة في التاسعة عشرة من عمرها في حالة خطرة، وان فتاة في الرابعة عشرة اصيبت اصابة متوسطة، في حين اصيب رجلان في العشرين والخامسة والعشرين من العمر اصابات طفيفة.
كما أقدم الجيش الإسرائيلي على قتل أما فلسطينية وابنتها، في ضربة جوية شنتها على قطاع غزة أمس، كما قتل فتى في مواجهات شهدتها مدينة رام الله، فيما قالت الشرطة الإسرائيلية إنها أحبطت محاولة لتفجير سيارة ملغومة في القدس، وذلك في وقت تمددت فيه المواجهات الشعبية في معظم أنحاء الضفة الغربية، مما خلف عشرات الإصابات بينها خطيرة، قبل أن يهاجم فلسطيني مجددا إسرائيليين في عملية طعن جديدة في «الون» قرب الخضيرة في إسرائيل.
وقضت سيدة فلسطينية حامل وطفلتها فجرا، في غارة إسرائيلية استهدفت أرضا خلاء بجوار منزلهما الصغير في حي الزيتون جنوب مدينة غزة، فيما أصيب الزوج وطفله ووالدته وشقيقه بجروح متفاوتة.
وأعلنت وزارة الصحة بغزة عن «استشهاد» السيدة «نور حسان» (30 عاما) وطفلتها «رهف» (عامين) في الغارة التي نفذتها طائرة حربية من طراز «F16» على أرض خلاء مجاورة للمنزل الذي انهار على سكانه نتيجة شدة الانفجار الذي تسبب به القصف.
والتقطت عدسات المصورين بغزة وداعا قاسيا ومؤثرا لرب الأسرة وهو يحتضن طفلته «رهف» ويقبلها بلوعة القلب المكلوم مناديا إياها «حبيبتي يابا.. اصحي يابا»، في مشهد أدمى قلوب مشاهديه.
ولم يستطع الوالد المكلوم أن يتحدث في حضرة وداع طفلته وزوجته، وهو يحاول من بين ثنايا كل ذلك الوجع أن يطمئن على صحة طفله «محمد» (5 أعوام) الذي أصيب هو الآخر بجروح ما بين المتوسطة إلى الخطيرة.
وشيع المئات من الفلسطينيين جثماني الأم وطفلتها، وسط ترديد شعارات تطالب الفصائل بالانتقام لهما، وللآخرين الذين سقطوا في اليومين الأخيرين خلال المواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي على حدود القطاع، ووصل عددهم إلى 11 قتيلا مضافا إليهم «شهداء» الغارة.
وادعى ناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو أغار على مواقع لتصنيع الأسلحة والصواريخ الخاصة بحركة حماس، وذلك ردا على إطلاق صواريخ من غزة تجاه المجلس الإقليمي لساحل عسقلان الليلة الماضية.
ولم تعلن أي جهة فلسطينية مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ تجاه عسقلان. فيما قال ناطق بلسان الجيش الإسرائيلي إن بطارية القبة الحديدية نجحت في التصدي لأحد الصواريخ، فيما سقط آخران داخل حدود القطاع.
وقال الناطق باسم حركة حماس سامي أبو زهري إن الغارات الإسرائيلية بغزة تدلل على رغبة الاحتلال في التصعيد وخلط الأمور.
وشهد قطاع غزة عدة مواجهات على طول الحدود الشرقية، حيث تتمركز قوات الاحتلال التي أطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز تجاه المتظاهرين مما أدى لإصابة 7 شبان شرق مدينة غزة، و9 آخرين قبالة المنطقة الوسطى للقطاع والتي شهدت أمس اقتحام 40 شابا لموقع عسكري إسرائيلي، قبل أن تفرقهم قوات الاحتلال وتعتقل 4 منهم وتصيب اثنين.
وفي الضفة الغربية، قتلت إسرائيل الطفل أحمد شراكة (13 عاما) من مخيم الجلزون في رام الله، في مواجهات ببيت ايل في رام الله، وأصابت العشرات بجراح.
ولاحقا، أعلن نادي الأسير أن الأسير فادي الدربي قضى في مستشفى سوروكا في إسرائيل.
وتفجرت مواجهات قرب منطقة بيت ايل القريبة من رام الله، وفي نابلس وطولكرم والخليل. وشارك مئات من المتظاهرين الفلسطينيين في رشق الجيش الإسرائيلي بالحجارة، وأطلق الإسرائيليون الرصاص على المتظاهرين إضافة إلى قنابل الغاز.
وفي نابلس، أصيب 35 فلسطينيا بجروح مختلفة بعد أن أطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي باتجاه المتظاهرين خلال مواجهات اندلعت على حاجز حوارة. وقرب جامعة القدس عند أبو ديس في القدس، أصيب 30 آخرون في مواجهات عنيفة. وفي طولكرم، أصيب 20 على الأقل في المواجهات التي استمرت لساعات.
وفي ساعات المساء، هاجم فلسطيني إسرائيليين في منطقة «أولون» في الخضيرة في إسرائيل وطعنهما بالسكين. وقالت الشرطة الإسرائيلية التي أطلقت النار على المهاجم إن حالة أحد المطعونين خطيرة للغاية بعد إصابته في الرقبة، أما الثاني ففي حالة متوسطة. واعتقلت إسرائيل منفذ العملية بعد إصابته.
وهاجمت منظمة التحرير الفلسطينية إسرائيل، واتهمتها بتغذية التطرف. وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، إن «رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وائتلافه الحكومي المتطرف، يحول إسرائيل إلى مجموعة عصابات وإرهابيين، ويغذي التطرف والعنف والعنصرية، من خلال دعمه وحمايته للعمليات الإجرامية المنظمة، التي يشنها المستوطنون المتطرفون على أبناء شعبنا الأعزل».
وأضافت عشراوي في بيان صحافي أمس أن «سياسة الإفلات من العقاب التي تتمتع بها إسرائيل أصبح يتمتع بها كل مواطن إسرائيلي يهودي، فدعوة مسؤولين إسرائيليين مواطنيهم لحمل السلاح لمواجهة الفلسطينيين هي تصريح بالقتل والإعدام، وهي نتاج طبيعي لثقافة الكراهية والعنف التي كرستها السياسة الإسرائيلية وحولتها إلى جزء من السلوك والفكر والنهج الإسرائيلي، كما برهنت هذه الدعوة مرةً أخرى على أن إسرائيل دولة احتلال خارجة عن القانون وليست ديمقراطية كما تدعي».
وتابعت أن «تصاعد عمليات الإعدامات والقتل الميدانية ومحاولات الاختطاف المتكررة وحوادث مهاجمة الجيش الإسرائيلي والمستوطنين للفلسطينيين بشكل وحشي، هي ممارسات جاءت نتيجة قرار رسمي إسرائيلي يستهدف الشعب الفلسطيني الأعزل، من أجل تقويض ركائز الأمن والاستقرار في فلسطين والمنطقة، ولخلق أجواء من الرعب والإمعان في العنف دون أي مساءلة أو ملاحقة قانونية، وهي في مجملها تشكل امتدادا لنكبة عام 1948 واستكمالا للآيديولوجية الصهيونية».
وأكدت عشراوي أن «هذه الهجمة المسعورة والتصعيد الإسرائيلي المتعمد على أبناء شعبنا، الذي أسفر حتى اللحظة عن (استشهاد) 23 فلسطينيا وإصابة أكثر من ألف آخرين، يشكلان غطاءً للمخططات والخطوات الإسرائيلية الأحادية خاصة في السيطرة على المسجد الأقصى ومحيطه وتهويد القدس والاستفراد بسكانها، والاستمرار في التوسع الاستيطاني، وسرقة الأراضي والموارد، وتدمير أسس ومقومات الدولة الفلسطينية».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.