مدير أمن الضالع لـ«الشرق الأوسط»: ضبطنا عبوات ناسفة مغلفة بخضراوات

قال إنهم حققوا الكثير من النجاحات في الجوانب الأمنية وإن الوضع مستقر جدًا

إحدى السيارات المضبوطة بحمولة متفجرات عند نقطة تفتيش بمفرق الوعرة على بعد 4 كلم شمال مدينة الضالع («الشرق الأوسط»)
إحدى السيارات المضبوطة بحمولة متفجرات عند نقطة تفتيش بمفرق الوعرة على بعد 4 كلم شمال مدينة الضالع («الشرق الأوسط»)
TT

مدير أمن الضالع لـ«الشرق الأوسط»: ضبطنا عبوات ناسفة مغلفة بخضراوات

إحدى السيارات المضبوطة بحمولة متفجرات عند نقطة تفتيش بمفرق الوعرة على بعد 4 كلم شمال مدينة الضالع («الشرق الأوسط»)
إحدى السيارات المضبوطة بحمولة متفجرات عند نقطة تفتيش بمفرق الوعرة على بعد 4 كلم شمال مدينة الضالع («الشرق الأوسط»)

كشف العقيد عبيد محمد قاسم مدير أمن الضالع في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» بأن المضبوطات من المواد المتفجرة التي قبض عليها أفراد المقاومة الجنوبية الأسبوع الماضي بمدينة الضالع شمال عدن، جميعها عبوات ناسفه كبيرة الحجم مع الأجهزة التابعة لها وعند فحصها من قبل الخبراء في الإدارة تبين لهم بأنها كانت عبارة عن عبوات مغلفة بنوع من الخضراوات تسمى القاش وتشبه البطيخ، تم إخراج ما في داخلها بإحكام وتم شحنها بكميات كبيرة من المواد المتفجرة وعليها أجهزة وشرائح تتفجر عبر اتصال أو عبر جهاز «ريموت كنترول»، وهذا ما وجدناه في كتالوج كان مرفقًا بجوار كل عبوة وكان موضحًا فيه إرشادات استخدام تلك العبوات.
وأفاد مدير أمن محافظة الضالع «بأن أفراد النقطة قاموا بتفتيش السيارة حسب العادة وعند الاشتباه بالأشخاص وارتباك السائق قام أفراد النقطة بإنزال كل ما في داخل السيارة من حقائب فوجدوا عبوات ناسفة جاهزة مرتبطة بشبكة من الأسلاك والبطاريات والأجهزة وتم إبلاغنا، وتزامن البلاغ بحسب مدير أمن الضالع، مع وجوده في مكان قريب من النقطة بعد عودته من منطقة الوبح في مهمة ملاحقة مرتكب جريمة قتل وقمنا باستدعاء أحد أفراد كتائب الشهيد إياد الخطيب المتخصصين بتفكيك العبوات والذي قام بتفكيكها بنجاح».
وحول سؤال «الشرق الأوسط» عن التحقق مع المقبوض عليهم في التهريب أوضح العقيد عبيد محمد قاسم مدير أمن محافظة الضالع بأن هناك تحقيقات مكثفة تجري مع المشتبه فيهم وبدأت تظهر، على حد قوله بعض الأدلة والحقائق، مشيرًا بأن التحقيق ما زال جاريًا حتى يتم الكشف الكامل عن الشبكة التابعة لهم والجهة التي ينتمون إليها والمكان التي كانت تقصده هذه المجموعة لتنفيذ جريمتها لكونها كانت قادمة من صنعاء ومتجهة إلى عدن.
وعن دور إدارة أمن الضالع في حماية المحافظة وحفظ الاستقرار رد عبيد بالقول: «هناك الكثير من الأعمال والمهام التي يقوم بها رجال الأمن والتي نسعى قبل كل شيء جاهدين إلى تثبيت الأمن والاستقرار في الضالع والكثير من القضايا مثل حل قضايا الناس وتنظيم حركة السير وتنظيم الناس في محطات الوقود وتوزيع الغاز على المواطنين وتثبيت الأسعار وتأمين المسافرين ونواجه بعض العراقيلن وخصوصًا في ظل غياب الدولة في الضالع»، مضيفًا: «لكوننا الإدارة الوحيدة التي تعمل في محافظة الضالع ولذلك أصبح العمل كله موجهًا إلينا ونحن نعمل بعون الله وبجهود رجال الأمن وكتائب الشهيد إياد الخطيب».
وبشان الأوضاع الأمنية في الضالع قال العقيد عبيد محمد قاسم بأنه ورغم ما لاقته محافظة الضالع من انفلات أمني متعمد من قبل نظام المخلوع صالح طيلة عقدين من الزمن حتى تغيرت ثقافة الناس وطبيعة وثقافة المجتمع وشعورهم بأن الأمن لا يقوم إطلاقا وأصبح في ذهنهم حد قوله إن الأمن مجرد مصطلح كتابي فقط.
ومضى بالقول: «بحمد الله استطعنا خلال الفترة القصيرة أن نوجد شيئا اسمه أمن في الضالع وحققنا الكثير من النجاحات في الجوانب الأمنية، وهناك جهود كبيرة نبذلها ليلا ونهارا بإمكانياتنا الخاصة رغم شحتها، وخصوصًا في مثل هذه الظروف التي تمر بها البلاد لكوننا لم نتسلم أي دعم من أي جهة تذكر».
وعن علاقة إدارة الأمن مع المقاومة الجنوبية قال العقيد عبيد محمد قاسم بأنهم في إدارة الأمن العام بالمحافظة جزء من المقاومة كونهم أتوا من جميع جبهات القتال، وهذا أهم أسباب نجاحهم لتثبيت الأمن بالمحافظة لكون القائمين على إدارة أمن الضالع جزءًا مهمًا من المقاومة الجنوبية التي تبنت تحرير المدينة في 25 مايو (أيار) الماضي بإسناد من قوات التحالف العربي.
وكانت «الشرق الأوسط» قد تناولت خبر قيام أفراد نقطة أمنية للمقاومة الجنوبية واقعة في مفرق الوعرة (4 كلم شمال مدينة الضالع) استوقفوا 3 سيارات كانت في طريقها من العاصمة صنعاء إلى مدينة عدن وعلى متنها متفجرات وعبوات ناسفة يقدر وزنها بـ160 كغم إلى جانب ضبط شاحنة نقل تحمل على متنها 42 طنا من مادة الهيدروجين.
وتعد محافظة الضالع حدودية بين شطري البلاد الشمالي والجنوبي، سابقًا، وكغيرها من مناطق التماس تزداد فيها المخاوف الأمنية، خاصة في الظروف الراهنة، غير أن الحوثيين وقوات المخلوع صالح لم يتمكنوا من احتلال المحافظة والعبور من خلالها إلى محافظة عدن، بسبب الصمود التاريخي لأبناء الضالع بإمكانياتهم الذاتية في مواجهة الهجمة الحوثية، وتمكن مقاتلو الضالع من دحر الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع وتحرير المناطق التي استولوا عليها في منتصف مايو الماضي، قبل أي محافظة جنوبية، إضافة إلى انتشار مقاتلين من أبناء الضالع في معظم المحافظات اليمنية والجنوبية على وجه الخصوص وتقديمها لقوافل من «الشهداء» في الحرب الأخيرة.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.