موسم الهجوم على جيرمي كلاركسون

تحول إلى هدف من النكات في أول حلقة من برنامج «هاف آي غوت نيوز فور يو»

جيرمي كلاركسون
جيرمي كلاركسون
TT

موسم الهجوم على جيرمي كلاركسون

جيرمي كلاركسون
جيرمي كلاركسون

يتعرض جيرمي كلاركسون، المقدم السابق لبرنامج «توب غير» لانتقادات شفهية من الضيف ريتشارد أوسمان، بجانب عضوي فريق العمل إيان هيسلوب وبول ميرتون، حسبما أكد شهود.
والواضح أن كلاركسون تحول لهدف للجزء الأكبر من النكات ومشاعر السخرية أثناء تسجيله حلقة من برنامج «هاف آي غوت نيوز فور يو» (هل لدي أخبار لك؟)، في أول حلقة له تعرض عبر محطة «بي بي سي» بعد رحيله عنها في وقت سابق من العام الحالي.
وانضم كلاركسون لعضوي فريق العمل إيان هيسلوب وبول ميرتون لتسجيل الحلقة التي تعتبر الأولى في سلسلة مؤلفة من 50 حلقة ساخرة. وبالفعل، جرت إذاعة الحلقة مساء الجمعة.
يُذكر أن كلاركسون كان قد اضطر للانسحاب من سلسلة الحلقات الأخيرة بعد موجة الغضب التي أعقبت مشاجرته مع منتج «توب غير»، أويسين تيمون، مما أدى لرحيله عن الشركة.
كان كلاركسون قد تعرض لانتقادات شفهية من جانب هيلسوب وميرتون أثناء التصوير، أول من أمس (الخميس)، بجانب الممثل الكوميدي ريتشارد أوسمان والصحافية كاميلا لونغ، حسبما أفاد «ذي راديو تايمز».
وعندما سُئل أوسمان كلاركسون حول ما إذا كان يشعر بالندم تجاه ضرب تيمون، قال هيلسوب إن الأمر «لم يكن سيئًا تمامًا»، مشيرًا إلى أن كلاركسون سبق أن ضرب رئيس تحرير «ديلي ميرور» السابق، بيير مورغان.
كما انطلقت النكات حول علاقة كلاركسون بالجهة الجديدة التي يعمل لديها، «أمازون»، حيث يتولى هو وزميلاه السابقان في «توب غير»، جيمس ماي وريتشارد هاموند، إعداد برنامج جديد حول السيارات لحسابها. وعندما ظهرت مشكلة صوت أثناء التصوير، قال أوسمان لكلاركسون: «من المستحيل أن يحدث ذلك في عرض أول لحساب (أمازون)، وليس (أمازون) بعدما زال بريقها؟».
وقال هيسلوب لكلاركسون: «ظننت أنك العامل المسؤول عن حمل الحقائب إلى الباب».
ومع ذلك، بدا كلاركسون سعيدًا بإطلاق النكات على نفسه، حسبما أوضحت «ذي راديو تايمز»، وشدد على أنه كان ممنوعًا من مناقشة الأمور المتعلقة بمحركات السيارات في برنامجه السابق. وقال: «ليس بمقدوري الحديث عن السيارات عبر (بي بي سي)».
يذكر أن «بي بي سي» أوقفت كلاركسون عن العمل في 10 مارس (آذار) بعد تعديه بالضرب على تيمون خلال حفل عشاء، ثم أعلنت أنه لن يجري تجديد عقده معها.



تساؤلات بشأن دور التلفزيون في «استعادة الثقة» بالأخبار

شعار «غوغل» (رويترز)
شعار «غوغل» (رويترز)
TT

تساؤلات بشأن دور التلفزيون في «استعادة الثقة» بالأخبار

شعار «غوغل» (رويترز)
شعار «غوغل» (رويترز)

أثارت نتائج دراسة حديثة تساؤلات عدة بشأن دور التلفزيون في استعادة الثقة بالأخبار، وبينما أكد خبراء وجود تراجع للثقة في الإعلام بشكل عام، فإنهم اختلفوا حول الأسباب.

الدراسة، التي نشرها معهد «نيمان لاب» المتخصص في دراسات الإعلام مطلع الشهر الحالي، أشارت إلى أن «الثقة في الأخبار انخفضت بشكل أكبر في البلدان التي انخفضت فيها متابعة الأخبار التلفزيونية، وكذلك في البلدان التي يتجه فيها مزيد من الناس إلى وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على الأخبار».

لم تتمكَّن الدراسة، التي حلَّلت بيانات في 46 دولة، من تحديد السبب الرئيس في «تراجع الثقة»... وهل كان العزوف عن التلفزيون تحديداً أم الاتجاه إلى منصات التواصل الاجتماعي؟ إلا أنها ذكرت أن «الرابط بين استخدام وسائل الإعلام والثقة واضح، لكن من الصعب استخدام البيانات لتحديد التغييرات التي تحدث أولاً، وهل يؤدي انخفاض الثقة إلى دفع الناس إلى تغيير طريقة استخدامهم لوسائل الإعلام، أم أن تغيير عادات استخدام ومتابعة وسائل الإعلام يؤدي إلى انخفاض الثقة».

ومن ثم، رجّحت الدراسة أن يكون سبب تراجع الثقة «مزيجاً من الاثنين معاً: العزوف عن التلفزيون، والاعتماد على منصات التواصل الاجتماعي».

مهران كيالي، الخبير في إدارة وتحليل بيانات «السوشيال ميديا» في دولة الإمارات العربية المتحدة، يتفق جزئياً مع نتائج الدراسة، إذ أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «التلفزيون أصبح في ذيل مصادر الأخبار؛ بسبب طول عملية إنتاج الأخبار وتدقيقها، مقارنة بسرعة مواقع التواصل الاجتماعي وقدرتها على الوصول إلى شرائح متعددة من المتابعين».

وأضاف أن «عدد المحطات التلفزيونية، مهما ازداد، لا يستطيع منافسة الأعداد الهائلة التي تقوم بصناعة ونشر الأخبار في الفضاء الرقمي، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي». إلا أنه شدَّد في الوقت نفسه على أن «الصدقية هي العامل الأساسي الذي يبقي القنوات التلفزيونية على قيد الحياة».

كيالي أعرب عن اعتقاده بأن السبب الرئيس في تراجع الثقة يرجع إلى «زيادة الاعتماد على السوشيال ميديا بشكل أكبر من تراجع متابعة التلفزيون». وقال إن ذلك يرجع لأسباب عدة من بينها «غياب الموثوقية والصدقية عن غالبية الناشرين على السوشيال ميديا الذين يسعون إلى زيادة المتابعين والتفاعل من دون التركيز على التدقيق». وأردف: «كثير من المحطات التلفزيونية أصبحت تأتي بأخبارها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، فتقع بدورها في فخ الصدقية والموثوقية، ناهيك عن صعوبة الوصول إلى التلفزيون وإيجاد الوقت لمشاهدته في الوقت الحالي مقارنة بمواقع التواصل التي باتت في متناول كل إنسان».

وحمَّل كيالي، الهيئات التنظيمية للإعلام مسؤولية استعادة الثقة، قائلاً إن «دور الهيئات هو متابعة ورصد كل الجهات الإعلامية وتنظيمها ضمن قوانين وأطر محددة... وثمة ضرورة لأن تُغيِّر وسائل الإعلام من طريقة عملها وخططها بما يتناسب مع الواقع الحالي».

بالتوازي، أشارت دراسات عدة إلى تراجع الثقة بالإعلام، وقال معهد «رويترز لدراسات الصحافة»، التابع لجامعة أكسفورد البريطانية في أحد تقاريره، إن «معدلات الثقة في الأخبار تراجعت خلال العقود الأخيرة في أجزاء متعددة من العالم». وعلّق خالد البرماوي، الصحافي المصري المتخصص في شؤون الإعلام الرقمي، من جهته بأن نتائج الدراسة «غير مفاجئة»، لكنه في الوقت نفسه أشار إلى السؤال «الشائك»، وهو: هل كان عزوف الجمهور عن التلفزيون، السبب في تراجع الصدقية، أم أن تراجع صدقية الإعلام التلفزيوني دفع الجمهور إلى منصات التواصل الاجتماعي؟

البرماوي رأى في لقاء مع «الشرق الأوسط» أن «تخلّي التلفزيون عن كثير من المعايير المهنية ومعاناته من أزمات اقتصادية، دفعا الجمهور للابتعاد عنه؛ بحثاً عن مصادر بديلة، ووجد الجمهور ضالته في منصات التواصل الاجتماعي». وتابع أن «تراجع الثقة في الإعلام أصبح إشكاليةً واضحةً منذ مدة، وإحدى الأزمات التي تواجه الإعلام... لا سيما مع انتشار الأخبار الزائفة والمضلّلة على منصات التواصل الاجتماعي».