الرباعي التونسي الفائز.. سنوات طويلة من النضال

صورة التقطت في 13 أكتوبر 2014 لأعضاء اللجنة الرباعية للحوار الوطني التونسي. وهم من اليسار: وداد بوشمعاني رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة، وحسين  العباسي رئيس الاتحاد العام التونسي للشغل، ومحمد فاضل محفوظ رئيس هيئة المحامين التونسيين، وعبد الستار بن موسى رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان (أ.ب)
صورة التقطت في 13 أكتوبر 2014 لأعضاء اللجنة الرباعية للحوار الوطني التونسي. وهم من اليسار: وداد بوشمعاني رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة، وحسين العباسي رئيس الاتحاد العام التونسي للشغل، ومحمد فاضل محفوظ رئيس هيئة المحامين التونسيين، وعبد الستار بن موسى رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان (أ.ب)
TT

الرباعي التونسي الفائز.. سنوات طويلة من النضال

صورة التقطت في 13 أكتوبر 2014 لأعضاء اللجنة الرباعية للحوار الوطني التونسي. وهم من اليسار: وداد بوشمعاني رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة، وحسين  العباسي رئيس الاتحاد العام التونسي للشغل، ومحمد فاضل محفوظ رئيس هيئة المحامين التونسيين، وعبد الستار بن موسى رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان (أ.ب)
صورة التقطت في 13 أكتوبر 2014 لأعضاء اللجنة الرباعية للحوار الوطني التونسي. وهم من اليسار: وداد بوشمعاني رئيسة الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة، وحسين العباسي رئيس الاتحاد العام التونسي للشغل، ومحمد فاضل محفوظ رئيس هيئة المحامين التونسيين، وعبد الستار بن موسى رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان (أ.ب)

للمنظمات الأربع التي تشكل لجنة الحوار الوطني التونسي الفائز بجائزة نوبل للسلام نحو 70 عامًا من العمل النقابي فيما بينها الذي أقحمها في الميدان السياسي ما أقحم قيادات بعضها في السجون خاصة في عهد الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة. وفيما يلي نبذة عن كل واحدة منها:

الاتحاد العام التونسي للشغل
منظمة نقابية تونسية مستقلة تأسست في 20 يناير (كانون الثاني) 1946. شغل الزعيم النقابي المعروف فرحات حشاد منصب أمينها العام، والشيخ الزيتوني محمد الفاضل بن عاشور أصبح رئيسا لها.
خاض الاتحاد العام التونسي للشغل نضالات التحرير الوطني ضد الاستعمار الفرنسي وشغلت عدة شخصيات سياسية هذه المنظمة التي انغمست في السياسة في عهد الحبيب بورقيبة مما أدى في بعض الحالات إلى التصادم بينها وبين السلطة على غرار ما حدث سنة 1978 وكذلك 1984 وهو ما أدى إلى إدخال زعمائها السجن من بينهم الحبيب عاشور الذي أظهر صلابة كبرى في مقاومة نظام بورقيبة.
وبعد 1987 ترأس إسماعيل السحباني المنظمة النقابية وهادن نظام زين العابدين بن علي فأعيد انتخابه في أكثر من مناسبة إلى أن زج به في السجن سنة 2000 بتهمة الفساد. وجاءت فترة عبد السلام جراد الذي أيد نظام بن علي إلى أن جاءت الثورة فاستعاد الاتحاد دوره السياسي في ظل غياب معارضة سياسية قوية وشارك بفعالية في قيادة الحوار الوطني.
الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية

تأسس سنة 1947 وهو كذلك من أقدم المنظمات التونسية شارك بدوره في النضال ضد المستعمر وحمل تسمية الاتحاد لنقابات الصنايعية وصغار التجار بالقطر التونسي، كانت البدايات الأولى لتأسيس الاتحاد بمبادرة من الشيوعيين التونسيين، ولكن سرعان ما وقع استيعابه من قبل الحزب الحر الدستوري الجديد سلف التجمع الدستوري الديمقراطي.
يدافع الاتحاد عن رجال الأعمال التونسيين ويقيم توازنا هاما مع الاتحاد العام التونسي للشغل ويلعب دورا هاما في المفاوضات الاجتماعية وفي المحافظة على السلم الاجتماعي وتفادي التصادم بين مصالح رجال الأعمال ومصالح الطبقة العاملة. استفاد كثير من أعضائه من نظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي وتحصلوا على قروض مالية هامة من عدة بنوك تونسية وما زال البعض منها معلقًا فيما يعرف حاليا بمشروع المصالحة الاقتصادية في المجال المالي والاقتصادي.
لعب دورا مهما في إيصال الفرقاء السياسيين خلال سنة 2013 إلى بر الأمان.

الرابطة التونسية لحقوق الإنسان
تأسست الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان في 7 مايو (أيار) 1977، وهي أول جمعية من نوعها تظهر في أفريقيا والوطن العربي، وذلك إثر مخاض سياسي عسير عرفته تونس خلال عقد السبعينات من القرن الماضي نتيجة تخرج كثير من النخب في الجامعة التونسية ومطالبتها نظام بورقيبة بالانفتاح السياسي والتعددية الحزبية واحترام حقوق الإنسان.
تولى المنصف المرزوقي، الرئيس التونسي السابق، قيادتها بين 1989 و2000 كما ترأسها محمد الشرفي والمختار الطريفي وعبد الستار موسى وكلهم وجوه يسارية معروفة في تونس. تعد المنظمة هيكلا حقوقيا هاما ساهم في إرساء دعائم حرية التعبير ودافعت عن الحقوق والحريات وعاشت معظم قياداتها مضايقات سياسية خلال عهدي بورقيبة وبن علي. حاول نظام بن علي، خاصة، إرباك عملها في أواخر سنواته بسبب تشهيرها المتواصل بانتهاكات حقوق الإنسان في تونس.

الهيئة الوطنية
للمحامين في تونس
تعرف في تونس باسم عمادة المحامين، وهي تضم المحامين التونسيين الذين يزاولون النشاط على التراب التونسي والانخراط في العمادة إجباري لممارسة المهنة. ويعرف عن هيئة المحامين التونسيين المشاركة الفاعلة في الدفاع عن حقوق الإنسان خاصة في محاكمات الرأي الكبرى التي شهدتها تونس نتيجة الانغلاق السياسي في عهدي بورقيبة وبن علي. تأسست عمادة المحامين سنة 1958، أي بعد استقلال تونس بنحو سنتين، والرئيس الحبيب بورقيبة نفسه كان من سلك المحامين. وعلى الرغم من أن أهدافها الدفاع عن المحامين فقد انخرطت في العمل السياسي ودافع بعض المحامين عن قيادات حركة الاتجاه الإسلامي قبل أن تتحول تسميتها إلى حركة النهضة، وهي غير بعيدة طوال مراحل وجودها عن عالم السياسة، لذلك كانت جاهزة لإدارة الحوار بين الفرقاء السياسيين خلال أزمة سنة 2013 وضغطت من أجل تجاوز الأزمة السياسية في تونس.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.