قضايا الإرهاب تهيمن على اجتماع «مبادرة 5+5 دفاع» في تونس

اللقاء ناقش أيضًا مشاكل الهجرة غير الشرعية.. والجريمة العابرة للحدود

قضايا الإرهاب تهيمن على اجتماع «مبادرة 5+5 دفاع» في تونس
TT

قضايا الإرهاب تهيمن على اجتماع «مبادرة 5+5 دفاع» في تونس

قضايا الإرهاب تهيمن على اجتماع «مبادرة 5+5 دفاع» في تونس

أنهى رؤساء أركان جيوش دول «مبادرة 5 زائد 5 دفاع» أمس اجتماعهم السابع في العاصمة التونسية، وتمحورت المناقشات حول التهديدات والمخاطر الإرهابية الحالية التي تواجهها دول المبادرة والمتعلقة بالإرهاب والهجرة غير الشرعية والجريمة العابرة للحدود.
وأوضح إسماعيل الفطحلي، رئيس أركان جيش البر التونسي، أن الهدف من هذا الاجتماع الدوري يتمثل في سبل رفع القدرات العسكرية والعملياتية لمجابهة التحديات الإرهابية، التي اتخذت أشكالا جديدة، على حد تعبيره، مشيرا إلى أن الأطراف المشاركة في الاجتماع ناقشت كافة الأفكار والرؤى من أجل الخروج بخطة عمل واستراتيجية موحدة سيتم العمل على تطبيقها لدرء هذه المخاطر.
ومثل ملف الأزمة الليبية أحد محاور النقاش الرئيسية نتيجة ارتباط الوضع في ليبيا بعدة قضايا أمنية، من بينها انتشار التنظيمات المتطرفة، وتنامي الهجرة غير الشرعية انطلاقا من السواحل الليبية.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر مشاركة في هذا الاجتماع لـ«الشرق الأوسط» أن ممثلي القطر الليبي المشاركين في الاجتماع طرحوا الملف الليبي للنقاش والتداول في محاولة لإيجاد الحلول المناسبة، وذلك بحضور مشاركين من ضفتي المتوسط.
يشار إلى أن اجتماع «مبادرة 5 زائد 5 دفاع» يعقد بشكل دوري مرتين في السنة، إلى جانب اجتماع سنوي لوزراء دفاع المبادرة الذي سيعقد هذه السنة في تونس. ويشارك في هذا الاجتماع ممثلان عن كل بلد عضو، وتضم المبادرة كلا من تونس والجزائر، وليبيا، والمغرب، وموريتانيا من الضفة الجنوبية للمتوسط، وإيطاليا وإسبانيا والبرتغال ومالطا وفرنسا من الضفة الشمالية.
وانطلقت الدورة الأولى لهذه المبادرة سنة 2003 في تونس، وهي تكتسب صبغة غير رسمية، وتهدف إلى إرساء تعاون ميداني متعدد الأطراف في المسائل الأمنية ذات الاهتمام المشترك، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والمعارف.
وتشمل مجالات التعاون بين الطرفين المراقبة البحرية للحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط، ومساهمة القوات المسلحة في حماية المدنيين عند حدوث كوارث كبرى، إضافة إلى الأمن الجوي في الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط والتكوين والبحث.
ويتزامن احتضان تونس لهذه الدورة العادية مع لقاءات عقدها فرحات الحرشاني، وزير الدفاع التونسي، مع سفير روسيا لدى بلاده ومع نظيره الفرنسي الذي قام بزيارة للبلاد دامت يومين، ووعد بتقديم إعانة قدرها 20 مليون يورو لتعزيز القدرات العسكرية التونسية، إضافة إلى المساعدة في تكوين فيلق ثان من القوات الخاصة التابعة للجيش التونسي.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.