حسين الجسمي شارك في أوبريت «عناقيد الضياء» ضمن احتفالات مصر بـ«يوم الكرامة»

الفنان الإماراتي يقدم عملاً غنائيًا لـ«اليمن» من كلمات الشاعر الراحل حسين أبو بكر المحضار

حسين الجسمي
حسين الجسمي
TT

حسين الجسمي شارك في أوبريت «عناقيد الضياء» ضمن احتفالات مصر بـ«يوم الكرامة»

حسين الجسمي
حسين الجسمي

ضمن احتفالات نصر أكتوبر (تشرين الأول) «يوم الكرامة» في جمهورية مصر العربية، شارك الفنان الإماراتي حسين الجسمي في الأوبريت المسرحي «عناقيد الضياء»، أمام الجمهور المصري، في استاد الدفاع الجوي (30 يونيو) بالقاهرة، من خلال خمسة عروض متتالية بدأت يوم 5 أكتوبر 2015، وتنتهي في 9 أكتوبر 2015، وهو العمل الملحمي الذي يحمل عناوين كثيرة أهمها تقديم صورة حقيقية عن الإسلام، بقيمته الإنسانية، ورسالته السامية في التشجيع على السلام والمحبة، بمشاركة الفنانين لطفي بشناق من تونس، وعلي الحجار من مصر، ومحمد عساف من فلسطين. والمعروف أن الإماراتي حسين الجسمي يمتلك جماهيرية كبيرة في مصر خاصة بعد نجاح أغنية «بشرة خير» التي طرحها بعد رئاسة عبد الفتاح السيسي، وحقق ذلك العمل نجاحا جماهيريا كبيرا ليس في مصر فقط بل عربيا، فيما قدم الجسمي سابقا عدة أغان شهيرة مصرية منها «أهل كايرو» ووصلت إشادة المهتمين بالشأن الفني في مصر بضرورة تقديم حسين الجسمي لألبوم كامل يضم جميعه أعمالا مصرية فيما وصفه الكثير من النقاد بأنه فنان خليجي «بروح مصرية» معتبرين أنه أصبح الآن يتفوق كثيرا جماهيريا على عمرو دياب وتامر حسني.
وبمحبة خالصة وإحساس صادق لأرض اليمن الطاهر، أطلق «السفير فوق العادة للنوايا الحسنة» أغنية «محبوبتي» التي سجلها خصيصًا بصوته من كلمات الشاعر الراحل الكبير حسين أبو بكر المحضار، وألحان علي سعيد بن علي، مؤكدًا سعادته باختيار هذه الكلمات المعبرة عن صدق المشاعر نحو أرض اليمن، متشرفًا بالغناء من كلمات شاعر حضرموت الذي قدم أهم القصائد العربية مع نخبة من عمالقة الخليج والوطن العربي، وقال الجسمي: «وجدت أصداء كبيرة من متذوقي الفن اليمني في الخليج والحمد لله الأغنية نالت استحسان الجميع.
وأوضح الجسمي أن الأغنية «محبوبتي» قد تم تسجيلها وتنفيذها وعمل المكس والماسترنغ في استوديوهات فنون الإمارات في دبي، بفكرة ورؤية موسيقية شقيقه الفنان فهد الجسمي، وتوزيع المايسترو زيد عادل، الذي سجل الوتريات في القاهرة مع هاني فرحات، والعود مع عارف جمن والإيقاعات مع وحيد مبارك، وبرفقة مهندس الصوت جاسم محمد.
هذا وتم إطلاق وبث الأغنية عبر الإذاعات الخليجية والعربية كافة، إلى جانب الصفحة الخاصة للفنان حسين الجسمي في «يوتيوب»، برؤية إخراجية من فهد الجسمي أيضًا.
وحسين الجسمي رغم مشواره الفني البسيط استطاع أن يحقق شهرة عربية بذكائه وحسه الفني العالي وهو من مواليد عام 1979 ودخل عالم الأغنية من خلال برنامج المواهب وقبلها كان يشارك في فرقة غنائية إماراتية وله مشاركات «كورال» مع نجوم الأغنية آنذاك في بعض الأغاني الشهيرة. فيما كان الظهور الرسمي من خلال ألبوم رسمي في عام 2002 مع شركة «روتانا»، بعدها انهالت عليه العروض والمشاركات في المحافل الخليجية والعربية والمناسبات الخاصة، وكون ثروة مادية استطاع من خلالها أن يفسخ عقده مع «روتانا» قبل سنوات، لينتج بنفسه أعماله.



ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
TT

ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)

قبل أسابيع قليلة، شارك المغني ميشال رميح في المهرجان الفني اللبناني في ولاية أريزونا في أميركا. تردد رميح قبل الموافقة على هذه المشاركة. وجد نفسه محرجاً في الغناء على مسرح عالمي فيما لبنان كان يتألّم، ولكنه حزم أمره وقرر المضي بالأمر كونه سيمثّل وجه لبنان المضيء. كما أن جزءاً من ريع الحفل يعود إلى مساعدة النازحين. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «كانت الحفلة الأولى لي التي أقيمها خلال هذه الحرب. وترددي جاء على خلفية مشاعري بالحزن على وطني».

خلال الحرب أصدر ميشال رميح أغنيته الوطنية «عم يوجعني بلدي». وقدّمها بصورة بسيطة مع عزف على البيانو، فلامست قلوب سامعيها بدفء كلماتها ولحنها النابع من حبّ الوطن. فهو كما ذكر لـ«الشرق الأوسط» كتبها ولحنها وسجّلها وصوّرها في ظرف يوم واحد. ويروي قصة ولادتها: «كنا نتناول طعام الغداء مع عائلتي وأهلي، ولم أتنبه لانفصالي التام عن الواقع. شردت في ألم لبنان ومعاناة شعبه. كنت أشعر بالتعب من الحرب كما كثيرين غيري في بلادي. والأسوأ هو أننا نتفرّج ولا قدرة لنا على فعل شيء».

ألّف رميح أغنيته "عم يوجعني بلدي" ولحّنها بلحظات قليلة (ميشال رميح)

وجعه هذا حضّه على الإمساك بقلمه، فكتب أحاسيسه في تلك اللحظة. «كل ما كتبته كان حقيقياً، وينبع من صميم قلبي. عشت هذا الوجع بحذافيره فخرجت الكلمات تحمل الحزن والأمل معاً».

يقول إنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل، ولذلك آثر تمرير ومضات رجاء تلونها. وجعه الحقيقي الذي كان يعيشه لم يمنعه من التحلي بالصبر والأمل. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «في النهاية سنقوم من جديد؛ كوننا شعباً صلباً لا تشّلنا الأزمات. والفنان صاحب الأحاسيس المرهفة لا يمكنه أن يفرّق بين وجهة سياسية وأخرى، ولا بين طائفة وأخرى ينتمي إليها هذا الشخص أو ذاك. فما أعرفه جيداً هو أننا جميعنا لبنانيون، ولذلك علينا التوحّد ومساعدة بعضنا البعض. رؤية أبناء بلدي يهجرون منازلهم وقراهم المدمّرة، لامستني عن قرب، فولدت أغنيتي (عم يوجعني بلدي)؛ لأني بالفعل عشت ألماً حقيقياً مع نفسي».

حفرت في ذاكرة ميشال رميح مشاهد عدة مؤثّرة عن لبنان المهجّر والمدمّر، كما يقول. «لن أنسى ذلك المسنّ الذي بكى خسارته لزوجته وبيته معاً. اليوم لا يجد مكاناً يؤويه، كما يفتقد شريكة حياته. وكذلك تعاطفت مع الأطفال والأولاد الذين لا ذنب لهم بحروب الكبار. فهؤلاء جميعاً أعتبرهم أهلي وإخوتي وأبنائي. كان لا بد أن تخرج مني كلمات أغنية، أصف فيها حالتي الحقيقية».

ميشال ابن زحلة، يقيم اليوم في أميركا. يقول: «هاجرت إلى هناك منذ زمن طويل. وفي كل مرة أعود بها إلى لبنان أشعر بعدم قدرتي على مغادرته. ولكن بسبب أطفالي اضطررت للسفر. وعندما أغادر مطار بيروت تمتلكني مشاعر الأسى والحزن. لم أرغب في ترك بلدي وهو يمرّ في محنة صعبة جداً. ولكن الظروف مرات تدفعنا للقيام بعكس رغباتنا، وهو ما حصل معي أخيراً».

يقول بأنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل (ميشال رميح)

صوّر ميشال أغنيته، وسجلها في الاستوديو، في الوقت نفسه. لم يرغب في أن تكون مصطنعة بمشهديتها بل أن تمثّل واقعاً يعيشه. «الأغنية ليست تجارية، كتبت كلماتها على قصاصة ورق صغيرة. وأنا أتوجّه إلى استوديو التسجيل قمت بتلحينها».

سبق وتعاون رميح في عدة أغنيات مع مجموعة شعراء وملحنين، ومن بينهم هيثم زيات وسليم عساف. ولكن في أغنية «عم يوجعني بلدي» ترك العنان لأحاسيسه، فلحّن وكتب وغنّى من هذا المنطلق. صديقه ريكاردو عازار تسلّم مهمة عزف اللحن على آلة البيانو. «لم أشأ أن ترافقها آلات وإيقاعات كثيرة لأنها أغنية دافئة ووطنية».

يعدّ رميح الأغنية الوطنية وجهة يجب أن يتحوّل إليها كل فنان تتملّكه أحاسيس حقيقية تجاه وطنه. ويستطرد: «هكذا أنا مغنٍ أستطيع أن أقاوم عندما بلدي يشهد مرحلة صعبة. لا أستطيع أن ألتزم الصمت تجاه ما يجري من اعتداءات على أرضه. ولأن كلمات الأغنية تنبع من رحم الواقع والمشاعر، لاقت انتشاراً كبيراً».

حتى أثناء مرور لبنان بأزمات سابقة لم يوفّر ميشال رميح الفرصة ليغني له. «أثناء ثورة أكتوبر (تشرين الأول) وانفجار المرفأ غنيّت لبنان بأسلوبي وعلى طريقتي. وتركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي. غنيت (شعب لبنان) يومها من ألحان هيثم زيات».

تركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي (ميشال رميح)

ينقل ميشال رميح حقيقة أحاسيس كل لبناني اضطر إلى هجرة وطنه. «قد يعتقد البعض أن من يعيش خارج لبنان وهو في أزمة، يتمتع بالراحة. هذا أمر خاطئ تماماً. فقد عصرني الألم وأنا أغادر وطني، وكلما حلّقت الطائرة وصغرت صورة لبنان من الأعلى، شعرت بحزن أكبر. جميع أبناء لبنان ممن أعرفهم هنا في أميركا يحزّ في قلبهم ابتعادهم عن وطنهم المجروح. ولكنهم جميعهم يأملون مثلي بالعودة القريبة إليه. وهو ما يزيد من صبرهم، لا سيما وأن أعمالهم وعائلاتهم تعيش في أميركا».

أغانٍ وطنية عديدة لفتت ميشال رميح أخيراً: «أرفع القبعة لكل فنان يغني لبنان المتألم. استمعت إلى أغانٍ عدة بينها لجوزف عطية (صلّوا لبيروت)، ولماجد موصللي (بيروت ست الدنيا)، وأخرى لهشام الحاج بعنوان (بيروت ما بتموت)، وكذلك واحدة أداها الوليد الحلاني (بعين السما محروس يا لبنان)». ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «أعتبر هذه الأغاني بمثابة غذاء الروح لوطني لبنان. لا شك أن ما أعنيه يأتي مجازياً؛ لأن لا شيء يعوّض خسارات بلدي. ولكن من ناحيتي أجد صوتي وأغنيتي هما سلاحي الذي أدافع فيه عن بلدي».

عندما غادر رميح لبنان منذ نحو الشهر كان في زيارته الثانية له بعد غياب. فحب الوطن زرعه في قلبه، ونما بداخله لا شعورياً. «لن أستسلم أبداً، وسأثابر على زيارة لبنان باستمرار، على أمل الإقامة فيه نهائياً وقريباً. فوالداي علّماني حب الوطن، وكانا دائماً يرويان لي أجمل الذكريات عنه. وأتمنى أن أشهد مثل هذه الذكريات كي أرويها بدوري لأولادي».