«الأطلسي» يبدي قلقه من تصعيد روسيا العسكري في سوريا

أكد استعداده الدفاع عن كل دولة من أعضائه ومنها تركيا

«الأطلسي» يبدي قلقه من تصعيد روسيا العسكري في سوريا
TT

«الأطلسي» يبدي قلقه من تصعيد روسيا العسكري في سوريا

«الأطلسي» يبدي قلقه من تصعيد روسيا العسكري في سوريا

يبدي حلف شمال الاطلسي قلقًا من التدخل العسكري الروسي في سوريا، لأنه برأيه يستهدف قوى معارضة وليس تنظيم "داعش"، وأنّ هدفه دعم نظام الرئيس السوري بشار الاسد، مبديا استعداده للدفاع عن كل دولة من أعضائه بما فيها تركيا.
وقال ينس ستولتنبرغ الامين العام للحلف اليوم (الخميس)، في بروكسل مع بدء اجتماع لوزراء دفاع الدول الاعضاء الـ28 في الحلف "لاحظنا في سوريا تصعيدًا مقلقا للنشاطات العسكرية الروسية"، مضيفا "سنعمل على تقييم آخر التطورات وانعكاساتها على أمن الحلف"، واضاف "هذا واضح نظرا للانتهاكات الاخيرة للمجال الجوي للحلف الاطلسي من طائرات روسية"؛ وذلك بعدما نددت تركيا، العضو البارز في الحلف، بانتهاكات روسية لمجالها الجوي على الحدود التركية-السورية. وقال "شهدنا ضربات جوية واطلاق صواريخ وشهدنا عمليات اختراق للمجال الجوي التركي، وكل ذلك يدعو بالطبع إلى القلق. عبرنا عن هذا القلق ونبقى على اتصال وثيق مع السلطات الروسية".
وقال ستولتنبرغ "ما يقلقني هو أنّ الروس لا يستهدفون بشكل أساسي تنظيم داعش بل يستهدفون مجموعات أخرى من المعارضة وانهم يدعمون النظام". وتابع "أدعو روسيا إلى لعب دور بناء في مكافحة تنظيم داعش وعدم الاستمرار في دعم نظام الأسد، لأن مثل هذا الدعم ليس إسهاما بناء في حل سلمي ودائم في سوريا". كما أكّد على وجود "حاجة أكبر من أي وقت مضى إلى مبادرات لايجاد حل سياسي للأزمة في سوريا".
وقد نشر حلف شمال الاطلسي صواريخ باتريوت في تركيا لتجنب امتداد النزاع السوري إلى اراضي هذا الحليف المهم؛ لكن من المرتقب أن تسحب بطارياتها مبدئيا بحلول نهاية السنة.
وردًا على سؤال عما إذا كان الحلف الاطلسي مستعدا لدرس امكانية توسيع مهمته على ضوء القصف الصاروخي الروسي الاخير، قال ستولتنبرغ إنّ "الحلف الاطلسي قادر وجاهز للدفاع عن جميع حلفائه بمن فيهم تركيا".
وتحدث عن تدابير لزيادة جاهزية الحلف الاطلسي اتخذت بالأساس ردا على التدخل الروسي لدعم الانفصاليين الموالين لموسكو في اوكرانيا، مشيرًا إلى انشاء قوة رد سريع تبدأ العمل اعتبارا من العام المقبل.
وأوضح ستولتنبرغ أنّ قوة التدخل هذه التي ستضم حوالى 13 الف عنصر يمكن نشرها شرقا وجنوبا إذا اقتضت الحاجة.
ويهيمن النزاع في سوريا على اجتماع وزراء دفاع الحلف الاطلسي الذي كان مقررا منذ فترة طويلة، كما سيتطرق أيضا إلى الوضع في أفغانستان حيث ينشر الحلف قوات وحيث يشهد الوضع الأمني تدهورا.
وينعقد الاجتماع في وقت يتفاقم التوتر مع موسكو التي تكثف تدخلها العسكري في سوريا، ما اتاح للأسد شن عملية برية واسعة النطاق بغطاء جوي من الطائرات الحربية الروسية.
واكدت واشنطن التي تقود ائتلافا عسكريا ضد تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، مجددًا أمس، أنّها لا تتعاون مع موسكو بشأن ضرباتها الجوية في سوريا باستثناء التنسيق بشأن اجراءات السلامة الاساسية للطيارين، ووصف وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر التدخل الروسي في هذا البلد بانه "خطأ أساسي".



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.