العاهل المغربي يفتتح غدًا آخر سنة تشريعية في ولاية الحكومة الحالية

أحزاب الغالبية تفشل في الاتفاق على مرشحها المشترك لرئاسة مجلس المستشارين

العاهل المغربي يفتتح غدًا آخر سنة تشريعية في ولاية الحكومة الحالية
TT

العاهل المغربي يفتتح غدًا آخر سنة تشريعية في ولاية الحكومة الحالية

العاهل المغربي يفتتح غدًا آخر سنة تشريعية في ولاية الحكومة الحالية

يفتتح العاهل المغربي الملك محمد السادس غدًا (الجمعة) السنة التشريعية الأخيرة في عهد الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية. ويبقى أكبر تحدٍ دستوري يواجه الحكومة وهي على أبواب نهاية ولايتها السياسية هو تطبيق الالتزام الدستوري بالانتهاء من تنزيل جميع القوانين التنظيمية الواردة في الدستور، حيث ينص الفصل 86 منه على ضرورة إحالة الحكومة لجميع القوانين التنظيمية خلال الولاية الحالية. وما زالت خمسة قوانين تنظيمية تنتظر الإفراج عنها، ويتعلق الأمر بالقوانين التنظيمية المتعلقة بالأمازيغية، والمجلس الوطني للغات، والإضراب، ومجلس الوصاية، والقانون التنظيمي للدفع بعدم الدستورية.
من جهة أخرى، فشلت أحزاب الغالبية الحكومية المكونة من أحزاب: العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية والتقدم والاشتراكية خلال اجتماعها مساء أول من أمس في تسمية مرشحيها لانتخابات رئاسة مجلس المستشارين (الغرفة الثانية بالبرلمان). واعترف أمين عام حزب مشارك في التحالف فضل عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط» بصعوبة التوافق على شخصية محددة باستطاعتها مواجهة مرشحي المعارضة التي نالت أغلبية مقاعد الغرفة الثانية خلال الانتخابات التي جرت في 2 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
وكشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» أن قادة التحالف الحكومي تدارسوا خلال الاجتماع الذي جرى عقده في منزل رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران كل الاحتمالات بما فيها تقديم مرشح للأغلبية، على أن الاتفاق لم يحصل بينهم بخصوص «تسمية مرشح ما لمنصب رئاسة مجلس المستشارين». وذكرت المصادر أن حسابات قادة الغالبية تمنحهم 38 مقعدًا بالغرفة الثانية التي تتشكل وفق القانون الجديد من 120 عضوا، فيما تتوفر المعارضة التي تضم حزب الأصالة والمعاصرة والاستقلال والاتحاد الاشتراكي والاتحاد الدستوري على ما يعادل 62 مقعدًا.
وأضافت المصادر أن حظوظ الغالبية تبقى قائمة بقوة لضمان رئاسة الغرفة الثانية بالإضافة للغرفة الأولى في حالة تقديم المعارضة لمرشحين متنافسين.
وكشفت المصادر ذاتها أن قادة التحالف الحكومي وإن أجلوا الحسم في مرشحهم إلى اجتماع ثان سيعقد مباشرة بعد افتتاح الملك محمد السادس للسنة التشريعية، إلا أنهم تداولوا في بعض الأسماء من بينها عبد اللطيف أوعمو عن حزب التقدم والاشتراكية (شيوعي سابقًا)، فيما أبدى التحالف إمكانية أن يكون المرشح المشترك من حزب التجمع الوطني للأحرار.
وأبرزت المصادر أن رئيس الحكومة شدد على ضرورة التنسيق في التصويت، في حالة فشل الغالبية في تقديم مرشحيها أو انهزامه خلال الدور الأول لتجنب ما وقع خلال تشكيل مكاتب المدن والجهات والتي تسبب في توتر كبير بين حزبي العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار. ونجح ابن كيران، تقول المصادر، في ضمان تعهد قادة الغالبية بالتصويت لصالح المرشح الذي سيتم الاتفاق عليه.



مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».