نواب مغاربة يعتزمون إطلاق حوار وطني لدعم إلغاء عقوبة الإعدام

الحكومة متشبثة بها.. وحصرتها في 11 جريمة

نواب مغاربة يعتزمون إطلاق حوار وطني لدعم إلغاء عقوبة الإعدام
TT

نواب مغاربة يعتزمون إطلاق حوار وطني لدعم إلغاء عقوبة الإعدام

نواب مغاربة يعتزمون إطلاق حوار وطني لدعم إلغاء عقوبة الإعدام

يعتزم نواب مغاربة ينتسبون لجمعية تطالب بإلغاء عقوبة الإعدام، إطلاق حوار وطني من داخل البرلمان من أجل دعم إلغاء هذه العقوبة من القانون الجنائي.
وقالت خديجة الرويسي، منسقة شبكة «برلمانيين وبرلمانيات ضد عقوبة الإعدام»، في لقاء صحافي عقدته الشبكة أمس في الرباط بمشاركة الائتلاف المغربي لإلغاء عقوبة الإعدام، وشبكة «محامين ومحاميات ضد عقوبة الإعدام»، إن الإبقاء على هذه العقوبة يمثل «استمرارًا في ممارسة العهد البدائي للعقاب»، داعية إلى «أنسنة العدالة»، وإلغاء هذه العقوبة من القانون الجنائي والمسطرة الجنائية، وأيضًا القانون العسكري، مشيرة إلى أن المغرب يعد متأخرًا في هذا المجال مقارنة مع دولتين مغاربيتين، هما تونس والجزائر.
وكشف المحامي عبد الرحيم الجامعي، منسق الائتلاف المغربي ضد عقوبة الإعدام، خلال اللقاء الصحافي الذي نظم بمناسبة تخليد اليوم العالمي الثالث عشر ضد عقوبة الإعدام، عن أن 122 شخصًا محكوم عليهم بالإعدام في سجون المغرب بينهم امرأتان، وأن غالبيتهم يعانون من أوضاع نفسية صعبة، مضيفًا أن المندوب العام لإدارة السجون وافق على طلب تقدم به الائتلاف لزيارة المحكومين بالإعدام للاطلاع على وضعهم.
وكانت دراسة أنجزتها المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، بالتعاون مع الجمعية الفرنسية «معًا ضد عقوبة الإعدام»، والائتلاف المغربي من أجل إلغاء عقوبة الإعدام، قد كشفت عن أن 35 في المائة من المحكومين بالإعدام في السجون المغربية يفكّرون في الانتحار، أو تنتابهم الرغبة في تنفيذ العقوبة ضدهم. كما أشارت الدراسة أيضًا إلى أن 67 في المائة من المحكومين بالإعدام يعانون من أمراض عقلية مزمنة.
وتؤكد الحكومة المغربية التي يرأسها حزب العدالة والتنمية، ذو المرجعية الإسلامية، أنها لا تعتزم إلغاء عقوبة الإعدام، حيث دافع مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات المغربي، عن مشروعية الاحتفاظ بعقوبة الإعدام في مشروع القانون الجنائي الذي جرى تعديله ولم يصادق عليه بعد، والذي قلص عدد الجرائم التي كان يعاقب عليها القانون بالإعدام من 31 جريمة إلى ثماني جرائم، وإضافة ثلاث جرائم جديدة ذات الصلة بالاتفاقيات الدولية ليصبح العدد 11 جريمة، حيث جرى حصرها في الجرائم «الخطيرة والبشعة». بيد أن الرميد عبر عن استعداد وزارته لدراسة المقترحات التي تطالب بإيقاع عقوبة الإعدام في جرائم أخرى.
ويرد الرميد على انتقادات الجمعيات المغربية والدولية، التي ترى أن الإعدام يتعارض مع «الحق في الحياة» المنصوص عليه في الدستور الجديد وفي المواثيق الدولية، بالقول إنه لا وجود لما يبرر الخوف من الإبقاء على هذه العقوبة، طالما أن المغرب لم يطبق الإعدام منذ نحو 20 سنة، حيث نفذ آخر حكم إعدام في البلاد عام 1993، وطال ضابط مباحث أدين في قضية أخلاقية.
وكان تقرير حديث أصدرته منظمة العفو الدولية أظهر تزايد عدد الدول، التي أصدرت أحكامًا بالإعدام خلال 2014، بنسبة 28 في المائة مقارنة مع 2013، بذريعة «التصدي لتهديدات حقيقية أو متصورة لأمن الدولة ترتبط بالإرهاب والجريمة»، إلا أنه في المقابل انخفضت حالات تنفيذ الإعدام خلال العام ذاته بنسبة 22 في المائة.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.