البرلمان الأوكراني يدعو بريطانيا وأميركا إلى ضمان سيادة أوكرانيا

وزير الداخلية يتهم روسيا باحتلال مطارين.. وروسيا تنفي

البرلمان الأوكراني يدعو بريطانيا وأميركا إلى ضمان سيادة أوكرانيا
TT

البرلمان الأوكراني يدعو بريطانيا وأميركا إلى ضمان سيادة أوكرانيا

البرلمان الأوكراني يدعو بريطانيا وأميركا إلى ضمان سيادة أوكرانيا

صوت البرلمان الأوكراني اليوم (الجمعة) على قرار يدعو الولايات المتحدة وبريطانيا إلى ضمان سيادة أوكرانيا، بعدما سيطر مسلحون ليل الخميس الجمعة على مطارين في القرم.
واتهم وزير الداخلية في الحكومة الأوكرانية الانتقالية آرسين افاكوف القوات الروسية بـ«الاجتياح المسلح والاحتلال»، إثر سيطرة المسلحين على مطارين في القرم أحدهما عسكري.
ومن جهتها، صرّحت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء بأن الأسطول الروسي في البحر الأسود نفى مشاركة قواته اليوم في السيطرة على مطار بلبيك العسكري أو محاصرته بمنطقة شبه جزيرة القرم في أوكرانيا.
ويقوم رجال باللباس العسكري يحملون رشاشات كلاشنيكوف بدوريات خارج مطار سيمفروبول في القرم، عازمين صد أي قوميين أوكرانيين قد يسعون للدخول إلى عاصمة شبه الجزيرة الواقعة جنوب أوكرانيا والتي تشهد توترات انفصالية شديدة.
وفي داخل المطار يتمم الركاب في هدوء كل الإجراءات للصعود على متن أولى رحلات النهار المتوجهة إلى موسكو وكييف. غير أنه لا يعرف في الوقت الحاضر إن كانت الرحلات المقررة إلى سيمفروبول ستتمكن من الهبوط من دون مشكلات في عاصمة منطقة الحكم الذاتي حيث احتلت وحدات كوماندوز الخميس مقري البرلمان والحكومة المحليين ورفعت فوقهما العلم الروسي، أم لا.
وأكد مسؤول في إدارة المطار أن «المطار يعمل بشكل طبيعي»، فيما رفض مسؤول في جهاز الأمن الرد على الأسئلة. ومن المستحيل الاقتراب من الرجال العشرة الذين يحرسون عند مشارف المطار، وهم يعتمرون خوذات وبعضهم يضع قناعا يخفي نصف وجهه، وجميعهم يحملون شارة سوداء عند أعلى ذراعهم اليمنى، ولا يمكن بالتالي معرفة الجيش أو التنظيم المسلح الذي ينتمون إليه.
وحين يطرح السؤال على ناشطين موالين لروسيا يقفون إلى جانبهم باللباس المدني يعتمرون قلنسوات ولا يحملون أي سلاح ظاهر، يكتفون بالقول «لا تعليق». ويجمع الناشطون على القول لوكالة الصحافة الفرنسية «إننا متطوعون» و«نحن هنا للحفاظ على النظام» و«جئنا خلال الليل» إلى المطار.
كما يخيم الهدوء في محطة القطارات حيث يمكن رؤية بعض الأشخاص نائمين في انتظار قطارهم فيما يرتفع العلم الأوكراني فوق الواجهة.
وعلى مقربة في وسط المدينة يضرب الشرطيون وآليات للشرطة طوقا محكما حول حي البرلمان والحكومة غداة تجمع مئات الناشطين أمام مقر الجمعية رافعين إعلاما روسية وهاتفين «روسيا روسيا». وسيطرت وحدة كوماندوز مؤيدة لروسيا صباح الخميس على المبنيين.
وبعد بضع ساعات صوت البرلمان في جلسة مغلقة على تنظيم استفتاء في 25 مايو (أيار) لتوسيع الحكم الذاتي في القرم وإقالة الحكومة المحلية.
يذكر أن الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا ضمنت استقلال أوكرانيا في اتفاقية بودابست الموقعة عام 1994 لقاء تخليها عن الأسلحة النووية بعد سقوط الاتحاد السوفياتي التي كانت جزءا منه.
ويطلب القرار من الدول الضامنة «تأكيد التزاماتها» حيال أوكرانيا وبدء «مشاورات فورية (معها) من أجل خفض التوتر».
ودعي مجلس الأمن القومي والدفاع للانعقاد في الساعة (9.00 تغ) لبحث الوضع في القرم، على ما أعلن الرئيس الانتقالي الكسندر تورتشينوف في البرلمان، مؤكدا أن المسلحين الذين احتلوا منذ الخميس مقري الحكومة والبرلمان في سيمفروبول بالقرم «إرهابيون مسلحون يعملون تحت العلم الروسي».



رغم تجميد المساعدات... أوكرانيا «مصممة» على التعاون مع أميركا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (يسار) يتحدث مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب (وسط) ونائب الرئيس الأميركي جي دي فانس (يمين) بالمكتب البيضاوي بالبيت الأبيض (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (يسار) يتحدث مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب (وسط) ونائب الرئيس الأميركي جي دي فانس (يمين) بالمكتب البيضاوي بالبيت الأبيض (إ.ب.أ)
TT

رغم تجميد المساعدات... أوكرانيا «مصممة» على التعاون مع أميركا

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (يسار) يتحدث مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب (وسط) ونائب الرئيس الأميركي جي دي فانس (يمين) بالمكتب البيضاوي بالبيت الأبيض (إ.ب.أ)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (يسار) يتحدث مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب (وسط) ونائب الرئيس الأميركي جي دي فانس (يمين) بالمكتب البيضاوي بالبيت الأبيض (إ.ب.أ)

أعلنت أوكرانيا، الثلاثاء، أنها «مصممة» على مواصلة التعاون مع الولايات المتحدة، ولا تزال تريد ضمانات أمنية ذات «أهمية وجودية» بالنسبة إليها، على الرغم من تجميد المساعدات العسكرية الأميركية.

وأكدت حكومتها استعدادها للتوقيع على اتفاق مع الولايات المتحدة «في أي وقت» يمنحها وصولاً تفضيلياً إلى المعادن الأوكرانية والموارد الطبيعية، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال رئيس الوزراء الأوكراني دنيش شميغال في مؤتمر صحافي إن «أوكرانيا مصممة تماماً على مواصلة التعاون مع الولايات المتحدة»، مضيفاً أن واشنطن «شريك مهم وعلينا المحافظة على ذلك».

وقال مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخائيلو بودولياك: «بالطبع، لا نتغاضى عن إمكان إجراء مفاوضات مع نظرائنا الأميركيين» بشأن المساعدات العسكرية التي أعلنت واشنطن تعليقها الاثنين.

وأوضح: «نحن نناقش الخيارات مع شركائنا الأوروبيين»، فيما كشف الاتحاد الأوروبي عن خطة حول «إعادة تسليح أوروبا» التي تتيح تقديم دعم عسكري «فوري» لأوكرانيا.

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في رسالة عرضت فيها الخطة على قادة الاتحاد الأوروبي: «تواجه أوروبا خطراً واضحاً وحاضراً بحجم لم يشهد أي منا مثله في حياتنا».

وعرضت فون دير لاين في الرسالة خطة من خمسة أجزاء لتخصيص حوالي 800 مليار يورو للدفاع الأوروبي، مشيرة إلى «أن مستقبل أوكرانيا حرة ذات سيادة وأوروبا آمنة ومزدهرة، على المحك».

وتهدف القمة الأوروبية التي تعقد في بروكسل الخميس إلى التباحث حول أوكرانيا والأمن الأوروبي ومناقشة هذه الخطة الجديدة.

«الوضع خطير جداً»

وقال مسؤول في البيت الأبيض لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، شرط عدم الكشف عن هويته: «نجمّد ونراجع مساعداتنا للتأكّد من أنّها تساهم في التوصّل إلى حلّ» يوقف الحرب بين موسكو وكييف.

جاءت الخطوة بعد أيام على مشادّة علنية صادمة بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الأميركي دونالد ترمب الذي يسعى إلى وضع حد للحرب في أسرع وقت.

وقال المسؤول في وقت متأخر الاثنين إن «الرئيس أوضح أنّه يركّز على السلام. نحن بحاجة لأن يلتزم شركاؤنا أيضاً بتحقيق هذا الهدف».

وقال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك الثلاثاء إن أثر الإجراء الذي اتخذته الولايات المتحدة بدأ يظهر في المركز البولندي جيسيونكا لدعم أوكرانيا لوجيستياً.

كما أعربت وزارة الخارجية البولندية عن أسفها لاتخاذ قرار «ذي أهمية سياسية كبيرة»، وذلك «من دون أي معلومات أو تشاور» مع حلفاء الولايات المتحدة، عادّةً أن «الوضع خطير جداً».

وأكد وزير الخارجية الإستوني مارغوس تساهكنا، من جانبه، أنه يتعين على أوروبا زيادة وتسريع مساعداتها لأوكرانيا لملء الفراغ بعد القرار الأميركي.

واقترح الرئيس الفنلندي ألكسندر ستوب أن تصبح أوكرانيا تلقائياً عضواً في حلف شمال الأطلسي إذا انتهكت روسيا وقف إطلاق النار في المستقبل.

وأكدت بريطانيا أيضاً التزامها بدعم أوكرانيا بعد القرار، إذ أوضحت أنغيلا راينر، نائبة رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أنه «يركّز بشدة» على ضمان تحقيق السلام في أوكرانيا.

وفي باريس، عدّ وزير الشؤون الأوروبية الفرنسي بنيامين حداد أن قرار ترمب «يدفع (السلام) بعيداً لأنه لن يؤدي إلا إلى تعزيز قوة المعتدي على الأرض، وهي روسيا».

في المقابل، عدّ الكرملين أن تجميد المساعدات الأميركية لأوكرانيا «أفضل مساهمة» في السلام.

«وقف الحرب»

في واشنطن، واصل الرئيس الأميركي هجومه على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي بدأه عند لقائهما في المكتب البيضاوي الجمعة، وتحوّل إلى مشادّة علنية صادمة.

وصعّد، الاثنين، تهديداته ضد زيلينسكي، متهماً إياه بأنه «لا يريد السلام» مع روسيا.

لكن الرئيس الأميركي عدّ أن الاتفاق بشأن الوصول إلى المعادن الأوكرانية الذي كان من المفترض أن يوقعه زيلينسكي في واشنطن الجمعة، لا يزال من الممكن إبرامه.

وقال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس في مقابلة أجرتها معه شبكة «فوكس نيوز» إن زيلينسكي «أبدى رفضاً واضحاً للانخراط في عملية السلام».

وقال الرئيس الأوكراني عبر منصات التواصل الاجتماعي: «من الأهمية بمكان أن نسعى إلى جعل دبلوماسيتنا جوهرية لإنهاء هذه الحرب في أسرع وقت».

وميدانياً، أعلن مسؤولون أوكرانيون سقوط قتلى جراء ضربة صاروخية روسية على منشأة تدريب عسكري على بعد حوالي 130 كيلومتراً من خط الجبهة.