عباس: مستعدون للمفاوضات مجددًا إذا أوقفوا الاستيطان ولا نريد مواجهة عسكرية

أعطى تعليمات بحفظ الأمن.. والسلطة تنفي عقد لقاء أمني مع إسرائيل

فلسطيني يرمي دبابة بالحجارة خلال المواجهات التي جرت بين القوات الاسرائيلية وفلسطينيين في مدينة نابلس أمس (أ.ب)
فلسطيني يرمي دبابة بالحجارة خلال المواجهات التي جرت بين القوات الاسرائيلية وفلسطينيين في مدينة نابلس أمس (أ.ب)
TT

عباس: مستعدون للمفاوضات مجددًا إذا أوقفوا الاستيطان ولا نريد مواجهة عسكرية

فلسطيني يرمي دبابة بالحجارة خلال المواجهات التي جرت بين القوات الاسرائيلية وفلسطينيين في مدينة نابلس أمس (أ.ب)
فلسطيني يرمي دبابة بالحجارة خلال المواجهات التي جرت بين القوات الاسرائيلية وفلسطينيين في مدينة نابلس أمس (أ.ب)

أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن استعداده للعودة إلى المفاوضات مع إسرائيل شريطة أن توقف الاستيطان وتفرج عن دفعة من الأسرى مختلف عليها منذ آخر مفاوضات بين الطرفين، مؤكدا أنه يرغب في التوصل إلى حل سياسي بالطرق السلمية وليس بغيرها إطلاقا تجنبا للمخاطر التي ستعود على كل الأطراف بالويل والثبور وعظائم الأمور على حد تعبيره.
وقال عباس في مستهل اجتماع للقيادة الفلسطينية: «نحن نقول لهم أوقفوا الاستيطان وتعالوا للمفاوضات، أطلقوا سراح الـ30 أسيرا الذين وافقتم أنتم عليهم مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونحن مستعدون للمفاوضات، نحن مستعدون أن نبحث الاتفاقات التي هدرت ونقضت منذ أوسلو حتى الآن من قبل الجانب الإسرائيلي، متمسكون بالاتفاقات، لكن لا يمكن أن نبقى وحدنا متمسكين، إذا لم تعد إسرائيل إلى رشدها فنحن أيضا من واجبنا أن نقوم بما يمليه علينا واجبنا، إذا إسرائيل لا تريد هذه الاتفاقات فنحن لا نريد تنفيذ هذه الاتفاقات».
وأضاف عباس في خضم المواجهات في المشتعلة في القدس والضفة «نحن لا نريد تصعيدا عسكريا وأمنيا بيننا وبينهم (إسرائيل)، لا نريد هذا، وكل تعليماتنا إلى أجهزتنا وتنظيمنا وشبابنا وجماهيرنا إننا لا نريد التصعيد لكن نريد أن نحمي أنفسنا، نحن لسنا الذين نبدأ ولسنا الذين نبادر وعلى إسرائيل أن تتوقف وتقبل اليد الممدودة لها، نريد الوصول إلى حل سياسي بالطرق السلمية وليس بغيرها إطلاقا».
وتابع: «أرجو أن تكون الرسالة واضحة للإسرائيليين، وأن يفهموها تماما وأن يفهمها العالم، حتى نجنب هذه البلاد المخاطر التي ستعود على كل الأطراف بالويل والثبور وعظائم الأمور».
وجاء حديث عباس عن ضرورة تجنب مواجهة عسكرية مع إسرائيل بعد اجتماعه مع أعضاء المجلس العسكري وقادة الأجهزة الأمنية، وكان طلب منهم «اليقظة والحذر وتفويت الفرصة على المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تصعيد الوضع وجره إلى مربع العنف».
وأصدر عباس تعليماته لاتخاذ عدد من الإجراءات لضمان حفظ الأمان للوطن والمواطنين.
ونشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس عن اجتماع أمني يفترض أن يلتقي فيه الفلسطينيون والإسرائيليون لبحث تهدئة الأوضاع.
وقالت الصحيفة إن قادة أمنيين فلسطينيين وإسرائيليين سيبحثون خلال اجتماع قريب آليات تهدئة الشارع الفلسطيني.
وقال ضابط إسرائيلي إن إسرائيل تسعى لضبط تصرفات واعتداءات المستوطنين التي تصاعدت في الأسابيع الأخيرة وتعرف أن السلطة لا ترغب أيضا بالتصعيد.
وقالت الصحيفة إن قرار عقد اللقاء جاء بعد قرار عباس تهدئة الأوضاع الميدانية وطلبه من قادة الأمن الفلسطيني العمل على الحفاظ على الأمن.
لكن الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية اللواء، عدنان الضميري قال إنه «لا صحة للخبر المفبرك الذي نشرته وسائل إعلام الاحتلال حول اجتماع بين قادة المؤسسة الأمنية أو ضباط فلسطينيين وقوات الاحتلال، وهو عار عن الصحة، والهدف منه إرباك الساحة الفلسطينية.. وإثارة شهية المصطادين في المياه العكرة».
وأضاف: «إعلام الاحتلال يحاول جاهدا إرباك الساحة الفلسطينية بأخبار وتسريبات مضللة لأنه يعلم أن في الساحة الفلسطينية من يعتمد على أخباره وتسريباته لإثارة الفتنة وتعميق الانقسام، واعتمادا عليها في تشويه خصومه السياسيين».
وكان الضميري يشير إلى اتهامات حماس للسلطة باستمرار التنسيق الأمني مع إسرائيل ما أسقط الخلية التي نفذت عملية «ايتمار» وقتل فيها مستوطن وزوجته.
وقالت إسرائيل إنها اعتقلت 5 من حماس كانوا وراء الهجوم، وشكك ناشطون وعائلات المعتقلين برواية إسرائيل.
وبدت حدة المظاهرات الفلسطينية أمس أقل من الأيام التي مضت، لكنها عنيفة ومتواصلة في أكثر من مدينة ومخيم وقرية في الضفة الغربية وفي القدس كذلك.
واستمرت المواجهات في رام الله والقدس ونابلس وبيت لحم والخليل أمس، وسجلت أعنفها في منطقة بيت لحم بعد تشييع الفلسطينيين أمس جثمان الفتى عبد الرحمن عبيد الله (13 عاما) في بيت لحم، بعد أن أصابته رصاصة جندي إسرائيل في القلب في مواجهات يوم الاثنين.
وقالت إسرائيل أمس إنها قتلت الفتى عبيد الله بالخطأ.
وأصيب نحو 10 فلسطينيين في مواجهات بيت لحم و10 آخرون في مواجهات عند مستوطنة بيت ايل وحاجز قلنديا في رام الله.
وفي القدس تفجرت مواجهات واسعة بعد هدم إسرائيل منازل 3 فلسطينيين شاركوا في عمليات ضد إسرائيل، تنفيذا لقرار «الكابنيت» الإسرائيلي.
واستنكرت الحكومة الفلسطينية، بشدة إقدام سلطات الاحتلال الإسرائيلي «على تفجير منزل (الشهيدين) غسان أبو جمل ومحمد الجعابيص، وإغلاق منزل الشهيد معتز حجازي بالإسمنت في مدينة القدس المحتلة».
وأكدت الحكومة أن «تدمير منازل الشهداء في مدينة القدس المحتلة يندرج في إطار مسلسل الانتهاكات الإسرائيلية اللامتناهية بحق أبناء شعبنا، بما يخالف بشكل واضح المادة (53) من اتفاقية جنيف الرابعة التي تحظر على دولة الاحتلال أن تدمر أي ممتلكات خاصة ثابتة أو منقولة تتعلق بأفراد أو جماعات، أو بالدولة أو السلطات العامة، أو المنظمات الاجتماعية أو التعاونية».
ودعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أمس، السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون، لاتخاذ كل الإجراءات القانونية الواجبة الاتباع بخصوص طلب الرئيس محمود عباس، وتوفير الحماية الدولية لأبناء الشعب الفلسطيني في دولة فلسطين المحتلة (الضفة بما فيها القدس، وقطاع غزة)، وإلى وجوب إنفاذ وتطبيق مواثيق جنيف لعام 1949. وتحديدا ميثاق جنيف الرابع لعام 1949. وإلى إلزام سلطة الاحتلال الإسرائيلي باحترام القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني. ودعت اللجنة التنفيذية، دول العالم التي لم تعترف بدولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967 بالقدس الشرقية عاصمة لها، خاصة دول الاتحاد الأوروبي، إلى القيام بذلك بشكل فوري.
وأعلنت اللجنة التنفيذية، عن تأييدها الكامل للاستراتيجية الفلسطينية التي أعلنها الرئيس عباس أمام الدورة (70) للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 30 - 9 – 2015، وبما يشمل تنفيذ قرارات المجلس المركزي الفلسطيني من وجوب تحديد العلاقات الأمنية والسياسية والاقتصادية مع سلطة الاحتلال (إسرائيل)، والتأكيد على أن وظيفة السلطة الوطنية الفلسطينية محددة بنقل الشعب الفلسطيني من الاحتلال إلى الاستقلال.
وكلفت اللجنة التنفيذية، اللجنة السياسية وضع الخطط المطلوبة لتنفيذ كل ما جاء من محددات في خطاب الرئيس محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبما يشمل الانتقال من وضع السلطة إلى وضع الدولة بأسرع وقت ممكن.
وقررت اللجنة التنفيذية البقاء في حالة اجتماع دائم.



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.