أوباما يلتقي عباس الشهر المقبل

واشنطن تريد تمديد محادثات السلام

أوباما يلتقي عباس الشهر المقبل
TT

أوباما يلتقي عباس الشهر المقبل

أوباما يلتقي عباس الشهر المقبل

أعلن البيت الأبيض صباح الخميس أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيلتقي مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في البيت الأبيض يوم الاثنين 17 مارس (آذار) حيث سيستعرض معه التقدم في المفاوضات مع الإسرائيليين. وقال بيان للبيت الأبيض بأن الرئيس أوباما سيناقش جهود تعزيز المؤسسات التي يمكن أن تدعم إنشاء دولة فلسطينية.
وتأتي زيارة عباس في أعقاب زيارة يقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للبيت الأبيض في الثالث من مارس ويعتزم الرئيس أوباما من خلال تلك اللقاءات، القيام بدور نشط لتحقيق السلام والضغط للتوصل إلى اتفاق بين الجانبين. ويرغب أوباما في البناء على الجهود الدبلوماسية التي قام بها وزير الخارجية جون كيري خلال الفترة الماضية. لكن توقعات المحللين لا تزال منخفضة بشأن إمكانية التوصل إلى صفقة قابلة للتطبيق يمكن للرئيس أوباما إقناع الطرفين بها. ويقول مراقبون بأن اللقاءات المكثفة في واشنطن قد تكون الفرصة الأخيرة في محاولة تضييق الفجوات في محادثات السلام بحيث يتمكن الجانبان من الاتفاق على الإطار الذي تقترحه الولايات المتحدة لإنقاذ المحادثات من الفشل.
وتوقع مسؤول رفيع بالبيت الأبيض أن يحاول الرئيس أوباما الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي للموافقة على اتفاق إطاري حول محادثات السلام مع الفلسطينيين وقال: «الفرصة مواتية الآن بالنسبة له لتوصل إلى اتفاق». وتشير بعض التكهنات أن الرئيس أوباما سيكشف النقاب عن تفاصيل الاتفاق بعد لقاءه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ثم الرئيس الفلسطيني.
وأوضح المسؤول أن الاتفاق الإطاري يشمل جميع القضايا الرئيسية والتي تتضمن الحدود والأمن ووضع مدينة القدس وأوضاع اللاجئين ووضع حد للصراع والاعتراف المتبادل إضافة إلى تمديد المحادثات، التي بدأت في يوليو (تموز)، إلى ما بعد الموعد النهائي الذي كان محددا بنهاية أبريل (نيسان) المقبل.
كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد أشار إلى أن التوصل إلى اتفاق سلام نهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين سيستغرق عدة أشهر بعد الموعد الذي حدده سابقا بنهاية أبريل المقبل.
لكن تصريحات عن مسؤولين بمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله أشارت أن منظمة التحرير لا تنوي الموافقة على تمديد محادثات السلام مع إسرائيل فيما نفت الحكومة الإسرائيلية وجود أي نية لتغيير سياساتها حول الوضع الراهن لمدينة القدس.
وتسربت أخبار تشير إلى مقترحات أميركية لإقامة عاصمة للدولة الفلسطينية في القدس الشرقية عند بيت حنينا، مقابل أن تحتفظ إسرائيل بعشر من الكتل الاستيطانية في الضفة الغربية وفرض سيطرتها بشكل دائم على منطقة وادي الأردن. لكن إصرار الجانب الإسرائيلي على اعتراف الفلسطينية بيهودية إسرائيل ليست مقبولة لدى الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وأشارت المصادر أن مقترحات الاتفاق الإطاري الذي طرحها كيري في لقاءه مع الرئيس عباس في باريس وجدت رفضا كبيرا من قبل عباس كونها لا تلبي الحد الأدنى من الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.