مسؤول عسكري ليبي لـ {الشرق الأوسط} : «داعش» يقترب من السيطرة على إجدابيا

«إخوان ليبيا» يختارون سجينًا سابقًا في عهد القذافي مسؤولاً عامًا للجماعة

صورة من موقع تابع للمتطرفين تظهر عناصر من تنظيم داعش أثناء مسيرة دعائية في مدينة سرت (أ.ف.ب)
صورة من موقع تابع للمتطرفين تظهر عناصر من تنظيم داعش أثناء مسيرة دعائية في مدينة سرت (أ.ف.ب)
TT

مسؤول عسكري ليبي لـ {الشرق الأوسط} : «داعش» يقترب من السيطرة على إجدابيا

صورة من موقع تابع للمتطرفين تظهر عناصر من تنظيم داعش أثناء مسيرة دعائية في مدينة سرت (أ.ف.ب)
صورة من موقع تابع للمتطرفين تظهر عناصر من تنظيم داعش أثناء مسيرة دعائية في مدينة سرت (أ.ف.ب)

اختارت أمس جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، أحمد عبد الله السوقي، أحد خريجي سجون العقيد الراحل معمر القذافي، مسؤولا عاما جديدا لها، فيما حذر مسؤول عسكري ليبي في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» من خطورة محاولة تنظيم داعش في نسخته المحلية، للسيطرة على مدينة إجدابيا الاستراتيجية على بعد 160 كيلومترا غرب بنغازي في شرق ليبيا.
وقال محمد أبسيط، مساعد آمر عمليات منطقة إجدابيا العسكرية، إن تنظيم داعش يطرق بشدة أبواب المدينة، لافتا إلى أن هناك عمليات اغتيال بشكل شبه يومي داخل المدينة.
وأضاف: «الدواعش التكفيريون يطرقون أبواب إجدابيا، ومع محاولة مستميتة للسيطرة على المدينة بعد تفجير البوابات والمحكمة ومديرية الأمن، بدأ العد التنازلي لسيطرة (داعش) على المدينة».
ولفت إلى خطورة سيطرة «داعش» على المدينة التي تعد منطقة استراتيجية؛ حيث تطل على البحر المتوسط وتربط بين المنطقتين الغربية والشرقية وتربط بين الشمال والجنوب وتربط بين الغرب، وتتحكم في مجموعة من الطرق الحيوية في ليبيا، حيث تعد «سُرَّة البلد»، على حد قوله.
وتابع: «هناك مرتزقة أجانب في تنظيم داعش، وبعضهم من إجدابيا والنوفلية وسرت، وبعضهم من انسحبوا في السابق من القتال الذي يشنه الجيش الليبي ضد المتطرفين في مدينتي بنغازي ودرنة، بالإضافة إلى فارين من شبه جزيرة سيناء المصرية وتشاد وتونس والسودان».
وقال أبسيط: «نتعامل معهم عسكريا، ونخوض قتالا ضدهم بشكل شبه يومي، لكن آمر منطقة الكتائب انضم لهم، ومعظم الكتائب إما انضمت لهم أو تخشى منهم». وتابع: «آمر المنطقة العسكرية لإجدابيا انضم لهم، المبايعة لهم تمت من فترة بعيدة؛ حيث إن العقيد بشير بوريبية وعددا من الضباط العسكريين والجنود انضموا للتنظيم».
وأوضح أنه في مدينة إجدابيا ثماني وحدات وكتائب نظامية تابعة للجيش الليبي ليس لها أي وجود حقيقي في الشارع، ما عدا كتيبتين فقط ضد «داعش»، بينما الكتائب الست الأخرى إما مبايعة للتنظيم أو تخشى مواجهته.
وحذر من أن المدينة تواجه ما وصفه بوضع عسكري كارثي، مشيرا إلى أن «إجدابيا تشهد هجرة غير شرعية بشكل رهيب وانتشارا مكثف للمخابرات الأجنبية، بينما الدواعش استغلوا الفرصة وكثفوا انتشارهم بداخلها».
ووسع تنظيم داعش من دائرة نفوذه العسكري على الأرض في ليبيا عقب سيطرته على مدينة سرت، وسعيه للتوسع نحو منطقة الهلال النفطي الليبي، «بينما تغرق البلاد في أتون أزمة سياسية وعسكرية عقيمة بين حكومتين تتنازعان السلطة من دون أي بارقة أمل باحتمال نجاح مساعي الأمم المتحدة لإقناع الطرفين بالتوصل إلى اتفاق سلام يقضى بتشكيل حكومة وفاق وطني جديدة».
وأعلن أعضاء في مجلس النواب الليبي الذي اجتمع أمس للرد على المسودة الأخيرة المقترحة من بعثة الأمم المتحدة بشأن إبرام اتفاق سلام مع المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته في العاصمة طرابلس، أنه تم الاتفاق على رفض أي تعديل على المسودة الموقعة بالأحرف الأولى في منتجع الصخيرات بالمغرب في شهر يوليو (تموز) الماضي.
إلى ذلك، أعلن بشير الكبتي، المسؤول العام السابق عن جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا أن المؤتمر العاشر لجماعة الإخوان الليبية الذي انعقد أمس انتخب السوقي مسؤولا عاما للتنظيم.
وأكد التنظيم في بيان منفصل صحة بيان الكبتي، وأضاف أنه تم أيضا اختيار قيادة جديدة لمجلس شورى التنظيم، عقب اجتماع أوضح أنه «ناقش عددا من المبادرات الرامية إلى التصويب والمراجعة والتجديد».
واعتقل نظام القذافي السوقي في شهر يوليو عام 1998 بتهمة الانتماء إلى تنظيم الإخوان، قبل أن يحكم عليه بالسجن المؤبد في فبراير (شباط) عام 2002. والمسؤول الجديد للإخوان كان يعمل مهندسا بشركة الحديد والصلب في مدينة مصراتة التي يقيم فيها أيضا.
من جهة أخرى، وفي مؤشر على بداية مرحلة جديدة للصلح بينهما، التقى رئيس الحكومة الانتقالية المعترف بها دوليا عبد الله الثني مع الفريق خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي بمقره بمدينة المرج.
وتعهد الثني في بيان أصدره عقب الاجتماع النادر بأن «حكومته ماضية وبكل ما تملك من إمكانيات لدعم الجيش لوجيستيا وسياسيا، بالإضافة إلى سعيها لإزاحة العراقيل أمام بناء المؤسسة العسكرية».
كما دعا الثني إلى ضرورة «التنسيق المستمر بين حكومته والجيش لتبادل الرؤى حول كل ما من شأنه أن يدعم الجيش في حربه على الإرهاب».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».