ياسين لـ {الشرق الأوسط}: خاطبنا تركيا لرعاية مصالحنا في إيران

في أعقاب قرار هادي قطع العلاقات مع إيران وإنزال علم البلاد من على السفارة اليمنية بطهران

أحد منتسبي السفارة اليمنية في إيران أثناء قيامه بإنزال العلم اليمني («الشرق الأوسط»)
أحد منتسبي السفارة اليمنية في إيران أثناء قيامه بإنزال العلم اليمني («الشرق الأوسط»)
TT

ياسين لـ {الشرق الأوسط}: خاطبنا تركيا لرعاية مصالحنا في إيران

أحد منتسبي السفارة اليمنية في إيران أثناء قيامه بإنزال العلم اليمني («الشرق الأوسط»)
أحد منتسبي السفارة اليمنية في إيران أثناء قيامه بإنزال العلم اليمني («الشرق الأوسط»)

قال مسؤول يمني لـ«الشرق الأوسط»، إن الخارجية اليمنية خاطبت نظيرتها التركية أول من أمس، لتكليفهم برعاية المصالح اليمنية في إيران، وذلك بعد أن أصدر الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي قرارا سياديا بإنزال العلم اليمني، وإقفال البعثة الدبلوماسية، وقطع العلاقات اليمنية مع إيران، فيما وصل وفد من الحوثيين صباح أمس إلى طهران، وذلك بعد لقاءات عقدت مع حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله في بيروت.
وأوضح الدكتور رياض ياسين، وزير الخارجية اليمني لـ«الشرق الأوسط»، أن منسوبي الخارجية اليمنية في طهران، يستعدون لمغادرة أراضيها، وذلك بعد أن أصدر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قرارًا سياديًا بقطع العلاقات مع إيران، وسحب السفير اليمني هناك، وإغلاق مقر البعثة الدبلوماسية في طهران، مشيرًا إلى أن وزارة الخارجية اليمنية، ستعمل على الفور في سداد المستحقات المالية والمقدرة بنحو 18 ألف دولار، من أجل عدم عرقلة منسوبي الوزارة في مطار العاصمة الإيرانية طهران.
وقال الدكتور ياسين في اتصال هاتفي، إن وزارة الخارجية اليمنية، خاطبت نظيرتها التركية، بطلب تكليفها لتكون دولة ترعى المصالح اليمنية في إيران، حيث عمل القائم بالأعمال في السفارة بإيران، على تسلم جميع الأختام الرسمية الخاصة بالقنصلية، وكذلك السفارة لعدم استغلالها، فيما يجري الآن التحقيق مع المسؤول المالي في القنصلية، حول فقدان عدد من التأشيرات اليمنية.
وكانت اليمن، سحبت سفيرها في طهران في مايو (أيار)، وذلك بعد أن حذرت الحكومة اليمنية، إيران من إصرارها على تسيير سفينة شحن إيرانية إلى السواحل اليمنية ورفض تفتيشها من قبل قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، مشيرة إلى أن اليمن في ذلك، كانت تدرس قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران.
وأشار وزير الخارجية اليمني إلى أن عددًا من الحوثيين ممن خرجوا من صنعاء أخيرًا، وصلوا قبل أسبوع إلى بيروت قادمين من مسقط، حيث التقوا مع حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، ووصلوا صباح أمس إلى طهران.
وكان محمد المقالح، القيادي في الميليشيات الحوثية، كتب في صفحته على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، أن لقاء جمع حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله في بيروت، مع كل من نائف القانص، وعليا عبد اللطيف الشعبي، وابتسام محمد الحمدي، ومحمد محمد المقالح أعضاء اللجنة الثورية العليا، وعبد الرحمن المختار المستشار القانوني للجنة، واستمر قرابة الساعتين وأربعين دقيقة، وذلك يوم الثلاثاء الماضي.
وكان اليمن أعلن الجمعة الماضي، قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران، وأن طاقم البعثة الإيرانية في صنعاء، أصبحوا غير مرغوب فيهم، فيما أُبلغ القائم بالأعمال اليمني في إيران، بإنزال العلم اليمني من السفارة، وإغلاق المبنى، ومغادرة طهران في أقرب فرصة، وذلك بعد انتهاكات إيرانية في اليمن، حسمها انسحاب نائب وزير الخارجية الإيراني في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي بشأن اليمن، وضبط قوات التحالف العربي، لسفينة (هوجان) وعلى متنها أسلحة ثقيلة.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.