توقع انخفاض العرض السكني في المغرب بـ50 % وارتفاع الطلب 30 %

بسبب توقف الشركات الكبرى عن إطلاق مشاريع جديدة

جانب من مدينة طنجة (غيتي)
جانب من مدينة طنجة (غيتي)
TT

توقع انخفاض العرض السكني في المغرب بـ50 % وارتفاع الطلب 30 %

جانب من مدينة طنجة (غيتي)
جانب من مدينة طنجة (غيتي)

توقع أمين كنون، المدير العام لشركة ديار السعادة العقارية المغربية، انخفاض العرض السكني في المغرب بنحو 50 في المائة مما هو عليه اليوم خلال الأعوام الثلاثة المقبلة بسبب توقف الشركات العقارية الكبرى عن إطلاق مشاريع سكنية جديدة.
وأوضح كنون أن الشركات العقارية المغربية التي استثمرت بقوة في المشاريع السكنية مند 2011 وجدت نفسها في وضع حرج بسبب تراكم مخزونها من الشقق التي لم تجد طريقها للبيع. وأضاف: «قبل 2011 كان القطاع ينتج نحو 300 وحدة سكنية في السنة، لكن خلال السنتين التاليتين ارتفعت وتيرة الإنتاج إلى 450 ألف شقة غالبيتها من صنف السكن الاقتصادي. اليوم نعيش توجها عكسيا وهو توقيف إطلاق مشاريع جديدة من طرف كبار المنعشين العقاريين في انتظار بيع المخزون والتخلص من مديونيتهم الكبيرة واستعادة توازناتهم المالية».
وقال كنون لـ«الشرق الأوسط» إن السنوات المقبلة ستعرف أيضا ارتفاعا قويا في الطلب على السكن، متوقعًا أن يرتفع الطلب بنحو 30 في المائة خلال السنوات الثلاث المقبلة نتيجة النمو الديموغرافي. وأضاف: «هذا التطور العكسي بين العرض والطلب سيؤدي حتما إلى تزايد هوة النقص في مجال السكن بالمغرب. وبالتالي فهو يشكل فرصة جيدة بالنسبة للمستثمرين الجدد والشركات التي تعاملت بنوع من الحذر خلال فترة الطفرة العقارية عقب 2011، مثلما هو الحال بالنسبة لشركة ديار السعادة».
وأوضح كنون أن الطلب على السكن الاجتماعي في المغرب يتسم بكونه طلبا موسرا، مشيرًا إلى أن 90 في المائة من الأسر المستهدفة بهذا الصنف من السكن توجد في وضعية تسمح لها بتسديد الأقساط المترتبة عن شراء الشقق الاقتصادية حسب إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط، وأضاف: «بالنسبة لنا في شركة ديار السعادة ما زلنا نواصل استثماراتنا وتوسعنا في الإنتاج وفق البرنامج المسطر. فنسبة مديونية الشركة التي لا تتجاوز 38 في المائة من الرساميل لا تزال تسمح لنا بهامش حركة كبير في هذا المجال. كما أن أوضاع السوق جد ملائمة، إذ إن انحسار نشاط الشركات الكبرى يعني بالنسبة لنا منافسة أقل».
وحول مشاريع شركة ديار السعادة، قال كنون إن رصيدها العقاري بلغ نحو ألف هكتار، نصفها موزع بين مدينتي الدار البيضاء والرباط، حيث الطلب القوي والتي تخطط الشركة فيها لبناء نحو 38 ألف شقة خلال الثلاثة أعوام المقبلة. وأشار كنون إلى أن عدد الشقق التي تم بيعها على التصميم من طرف الشركة وستسلم خلال الثلاثة أعوام المقبلة بلغ 14500 شقة، أي ما يعادل تأمين رقم معاملات بقيمة 4.3 مليار درهم (430 مليون دولار) خلال هذه الفترة.
وأشار كنون إلى اقتناء الشركة أخيرا لعقار جديد وسط الدار البيضاء، خلف محطة القطار «المسافرين»، والذي تعتزم استعماله لبناء نحو ألف شقة بقيمة 1.2 مليار درهم (120 مليون دولار).
وعن مشاريع الشركة في أفريقيا الغربية، أشار كنون إلى إنشاء فرع في الغابون، والذي لا يزال في طور دراسة واستكشاف الفرص، إضافة إلى فرع آخر في ساحل العاج، والذي أطلق أول مشروع سكني بهدف اختبار السوق العقارية هناك.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).