الحوثيون ينشرون دبابات ومدرعات ومنصات صواريخ في صنعاء

مع تقدم القوات المشتركة نحو العاصمة.. ميليشيا التمرد تواصل عمليات حفر الخنادق والجروف

المسلحون الموالون للشرعية في اليمن  يستقلون شاحنة نحو الخطوط الأمامية بعد سيطرتهم على مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن في محافظة تعز اليمنية (رويترز)
المسلحون الموالون للشرعية في اليمن يستقلون شاحنة نحو الخطوط الأمامية بعد سيطرتهم على مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن في محافظة تعز اليمنية (رويترز)
TT

الحوثيون ينشرون دبابات ومدرعات ومنصات صواريخ في صنعاء

المسلحون الموالون للشرعية في اليمن  يستقلون شاحنة نحو الخطوط الأمامية بعد سيطرتهم على مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن في محافظة تعز اليمنية (رويترز)
المسلحون الموالون للشرعية في اليمن يستقلون شاحنة نحو الخطوط الأمامية بعد سيطرتهم على مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن في محافظة تعز اليمنية (رويترز)

كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن قيام الانقلابيين بنشر عشرات الدبابات والمدرعات بضواحي العاصمة اليمنية صنعاء، بينما نصبت منصات صواريخ أرض أرض بالقرب من التباب والمناطق الجبلية الواقعة في الضواحي الشمالية الغربية، وتأتي هذه التحركات مع قرب معركة استعادة صنعاء وسيطرة قوات الجيش الوطني والمقاومة المدعومة من قوات التحالف على مناطق قريبة من صنعاء.
وذكرت المصادر أن الانقلابيين من الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح، نشرت دبابات ومدرعات ومنصات صواريخ في وادي حضور حيث تمكنوا خلال الفترة الماضية من إخفاء عشرات الدبابات والمدرعات التابعة لمعسكرات ما كان يعرف بالحرس الجمهوري، وقامت بتوزيعها في عدة مناطق من مديرية بنى مطر التي تدين أغلبها بالولاء للرئيس السابق.
وأوضحت المصادر أن عشرات المسلحين انتشروا خلال اليومين الماضيين في منطقة وادي حضور ومنعوا سكان المنطقة من الاقتراب منها، حيث أجروا مناورة بالأسلحة الثقيلة ونصبوا منصات صواريخ متوسطة هناك.
كما رصد السكان هناك عمليات حفر متواصل للخنادق والجروف، مع تأمين خزانات كبيرة للمياه، وأكد شهود عيان في العاصمة صنعاء أن مسلحي الانقلابيين نشروا أطقم عسكرية تحمل مضادات ثقيلة ونشروها في المناطق السكانية حيث يقومون باستهداف طائرات التحالف منها بعد استهداف مواقعهم في الجبال المحيطة بالعاصمة.
ومع اقتراب الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من العاصمة صنعاء، فإن الحوثيين وصالح يعيشون في حالة تخبط وارتباك، وهو ما أجبرهم على سحب الكثير من قواتهم إلى صنعاء، وسط احتقان متصاعد من سكان صنعاء الذين يزيد عددهم على أكثر من ملايين نسمة، وأغلبهم رافضون لوجود الميليشيات الانقلابية.
وذكر عدد من سكان صنعاء أن مسلحي الحوثي أصبحوا في حالة ارتباك وخوف، وقالوا إن اختفاء الكثير من السلع الاستهلاكية من الأسواق وتوقف الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء والصحة والتعليم، وانعدام المشتقات النفطية والغاز المنزلي، وهو ما اعتبره مؤشرات لما سموه انتفاضة من الداخل مع تصاعد الغضب الشعبي ضد هذه الميليشيات التي حملوها المسؤولية عن الأوضاع التي وصلوا لها.
وقال سكان في صنعاء: إن «أسعار أسطوانة الغاز المنزلي اختفت من الأسواق ليصل سعرها في السوق السوداء، لأكثر من 12 ألف ريال يمني بما يعادل 54 دولارا أميركيا، بينما ارتفعت أسعار البنزين في السوق السوداء إلى أكثر من 18 ألف ريال يمني ما يعادل 81 دولارا أميركيا، وهو ما أجبر السكان على العودة إلى الطرق البدائية التي تعتمد على الحطب في الطبخ».
وفشل الحوثيون في التخفيف من معاناة السكان رغم فتح عدد من معارض شركة الغاز التي اكتظت بمئات المواطنين للحصول على أسطوانة غاز من فئة 20 لترا وبسعر 1250 ريالا يمنيا، ما يعادل 5 دولارات أميركي، بينما تحول البنزين إلى عملة صعبة يستحيل الحصول عليها إلا من السوق السوداء بسعر مضاعف.
وأكد السكان أن بعض السلع الاستهلاكية الخاصة بالأطفال اختفت من الأسواق المحلية نهائيا مثل الحليب والبسكويت والسريلاك وغيرها الخاصة بالأطفال الصغار، كما أن الشوارع بدت خالية من المارة بشكل كبير إلا في بعض المناطق مثل الأسواق الشعبة وأسواق القات، بينما تنعدم بشكل كامل في شوارع أخرى.
وبحسب تجار فإن كثيرا من المخابز أغلقت أبوابها بعد ارتفاع أسعار المشتقات النفطية والحبوب الغذائية، في وقت يحاول الحوثيون وصالح تجنيد أطفال وشباب الأحياء الشعبية لزجهم ضمن لجانهم الشعبية تحت اسم الدفاع عن صنعاء، وقال أحد المجندين إن المتمردين أغروهم بالحصول على سلاح كلاشنيكوف وراتب شهري في حال انضمامهم لهم.
وفي تقرير سابق لمركز «أبعاد للدراسات والبحوث» توقع أن يكون خيار الحسم العسكري والتوجه لإرغام صالح والحوثيين على الاستسلام وتطبيق القرار الدولي 2216 هو السيناريو الأقرب تطبيقه على الأرض من أي سيناريوهات أخرى.
وأوضح أنه في حال سير قوات التحالف لهذا السيناريو فإنها تتجه لتحرير العاصمة اليمنية، وهو ما يجعلها تتجه قبل ذلك لتحرير كامل لمحافظتي مأرب والجوف ثم دخول قواتها إلى محيط صنعاء عبر أرحب بعد استقطاب المحيط المجتمعي والعسكري للعاصمة، ودعم جبهات المقاومة في تعز والبيضاء وتهامة.
ويؤكد التقرير إلى أن قوة الميلشيات الحوثية وصالح تراجعت بشكل كبير وأن مخزون الأسلحة في المعسكرات التي يسيطرون عليها بدأ في النفاد، خاصة مع استهداف طيران التحالف لها بشكل كبير.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.