الأمين العام للجامعة العربية يشارك في الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني السوداني

العربي لـ {الشرق الأوسط} : مجلس الأمن مطالب بتفعيل قرارات تدعم الشرعية في ليبيا

صورة إرشيفية للرئيس السوداني عمر حسن البشير مع مسؤولين آخرين في المؤتمر الوطني الحاكم (أ.ف.ب)
صورة إرشيفية للرئيس السوداني عمر حسن البشير مع مسؤولين آخرين في المؤتمر الوطني الحاكم (أ.ف.ب)
TT

الأمين العام للجامعة العربية يشارك في الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني السوداني

صورة إرشيفية للرئيس السوداني عمر حسن البشير مع مسؤولين آخرين في المؤتمر الوطني الحاكم (أ.ف.ب)
صورة إرشيفية للرئيس السوداني عمر حسن البشير مع مسؤولين آخرين في المؤتمر الوطني الحاكم (أ.ف.ب)

كشف الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي أنه سيشارك في الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني السوداني في الخرطوم نهاية الأسبوع الحالي، وسيتوجه مباشرة من نيويورك إلى السودان تلبية لدعوة من وزارة الخارجية السودانية للمشاركة في هذا الحدث المهم الذي دعا إليه الرئيس السوداني عمر البشير منذ أكثر من عامين.
وقال العربي في حديث لـ«الشرق الأوسط» إنه يلقي كلمة في هذا الملتقى الهام الذي سيكون له الأثر الكبير في التفاهم والتعاون بين كل الأحزاب السودانية ودورها في البناء ودعم الاستقرار.
وحول نتائج مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أوضح العربي أن «كل القضايا العربية، وفى مقدمتها الوضع في سوريا وليبيا واليمن ومكافحة الإرهاب، كانت محل نقاش معمق وحوار للتعرف على أبعاد ومخاطر كل أزمة على حدة»، وشدد على أهمية التوصل إلى توافق دولي لمعالجة الملف السوري، وكذلك تجفيف منابع دعم الجماعات المتطرفة. وقال العربي إنه شارك في كل الاجتماعات رفيعة المستوى مع الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، كما التقى مع مسؤولي الدول المؤثرة والمساهمة في صناعة القرار الدولي: «وأطلعتهم على الموقف العربي وقراراته التي جسدتها الاجتماعات الوزارية العربية».
وأضاف العربي: «كما التقيت مع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، حيث جرى البحث في العلاقات العربية - الإيرانية والموقف من تطورات الأوضاع في سوريا واليمن». وذكر الأمين العام أنه استعرض مع الأمين العام للأمم المتحدة نتائج الاتصالات واللقاءات التي انعقدت طوال الأسبوع الماضي على هامش أعمال الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وفي مقدمة الموضوعات التي جرى بحثها في هذا اللقاء تطورات القضية الفلسطينية في ضوء نتائج الاجتماع الوزاري للرباعية الدولية الذي انعقد في 30 سبتمبر (أيلول)، في نيويورك، وشارك فيه الأمين العام ووزراء خارجية الأردن والسعودية ومصر والمغرب.
وحول نتائج لقائه مع إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي إلى اليمن، أوضح العربي أنه تناول مجمل الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة من أجل إقرار حل سياسي في اليمن بالاستناد إلى المبادرة الخليجية ومقررات مؤتمر الحوار اليمني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، خصوصًا القرار 2216.
وفيما يتعلق بالملف الليبي، أوضح أن الجامعة العربية تدعم الشرعية في ليبيا ممثلة بمجلس النواب المنتخب والحكومة الليبية المؤقتة المنبثقة عنه، كما أعلنت الاستعداد لتقديم كل أشكال الدعم السياسي والمعنوي للمضي قدمًا في عملية الانتقال السياسي السلمي وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة بين كل الفرقاء الليبيين، وكذلك توفير كل الدعم للمؤسسات الشرعية للدولة الليبية ومساعدتها في عملية إعادة البناء وتأهيل مؤسساتها الأمنية والعسكرية ولتعزيز قدراتها للتصدي لتنظيم داعش الإرهابي وغيره من التنظيمات الإرهابية التي بدأت محاولات التمركز في بعض المدن الليبية. وأشار العربي: «وفى هذا الشأن طالبت مجلس الأمن بتفعيل قراره 2214 (2015) لمساعدة الحكومة الليبية المؤقتة وتمكينها في مواجهة الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار».



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.