المغرب يقرر مقاطعة الشركات السويدية جراء موقفها من نزاع الصحراء

اعتزام استوكهولم الاعتراف بـ«الجمهورية الصحراوية» وتر العلاقات مع الرباط

المغرب يقرر مقاطعة الشركات السويدية جراء موقفها من نزاع الصحراء
TT

المغرب يقرر مقاطعة الشركات السويدية جراء موقفها من نزاع الصحراء

المغرب يقرر مقاطعة الشركات السويدية جراء موقفها من نزاع الصحراء

قررت الحكومة المغربية مقاطعة الشركات السويدية، ردًا على موقف السويد من قضية الصحراء، واعتزامها الاعتراف بجبهة البوليساريو الانفصالية.
ويأتي هذا القرار ردًا على حملة المقاطعة التي تقودها السويد ضد الشركات المغربية، لا سيما التي تعمل في الصحراء. وقد كشف مصطفى الخلفي، وزير الاتصال (الإعلام)، الناطق الرسمي باسم الحكومة، عقب الاجتماع الأسبوعي لمجلس الحكومة، أن صلاح الدين مزوار، وزير الخارجية المغربي، التقى نظيرته السويدية بنيويورك، وعبر لها عن «الاستنكار الشديد وغضب المغرب الكبير إزاء التطورات الخطيرة التي تعرفها كل من السياسة والموقف السويدي السلبي إزاء قضية الصحراء».
ووصفت الحكومة المغربية موقف السويد بأنه «عدائي ليس فقط بسبب محاولات السعي نحو الاعتراف بالجمهورية الانفصالية المزعومة، بل لأنه اتخذ أبعادًا اقتصادية تستهدف عيش المغاربة وقوتهم، بفعل قرارات متواصلة في السويد من أجل مقاطعة المنتجات المغربية، ذات المنشأ في الأقاليم الصحراوية الجنوبية، ومقاطعة الشركات المغربية، ومقاطعة الشركات الأجنبية التي تتعامل مع بلادنا وتنشط في الأقاليم الصحراوية»، وعدت الأمر مخالفًا لقرارات الأمم المتحدة، التي تعتبر أن للمغرب سلطة إدارية على الأقاليم الصحراوية الجنوبية».
وكانت السلطات المغربية قد استبقت قرار الإعلان عن مقاطعة الشركات السويدية بتجميدها افتتاح أول مركز تجاري لشركة «إيكيا» السويدية بالدار البيضاء، وهي أكبر مجموعة لبيع الأثاث في العالم، وعللت القرار بعدم توفر الشركة على «شهادة المطابقة».
وأوضحت الحكومة المغربية أنه «إزاء هذا الوضع الذي انطلق منذ سنوات يفرض اتخاذ موقف صريح وحازم، خاصة وأن ما صدر عن السويد لم يعد يقتصر على التراب السويدي، بل امتد إلى الاتحاد الأوروبي، حيث جرى شن حملات من أجل التصويت ضد الاتفاقيات التي يبرمها الاتحاد الأوروبي مع المغرب، وتجنيد وتعبئة الدول الأخرى للقيام بنفس الأمر، وصولا إلى دعم منظمات غير حكومية أجنبية أو مغربية من أجل الانخراط في هذه السياسات».
وتبعًا لذلك، أعلنت الحكومة المغربية أنها «تفكر في اتخاذ إجراءات مماثلة وبطريقة جدية اتجاه السويد، وفقًا لمبدأ المعاملة بالمثل، خاصة وأن الأمر يمس عيش المغاربة واقتصادهم وشركاتهم ومؤسساتهم الاقتصادية، في ظل ما يكشفه الميزان التجاري بين كل من السويد والمغرب والمختل بشكل كبير لفائدة السويد، حيث تفوق الصادرات السويدية إلى المغرب بنحو سبع مرات الصادرات المغربية إليها»، مؤكدة على أنها «ستتجه إلى مقاطعة الشركات السويدية عملاً بمبدأ المعاملة بالمثل، بعد حملات المقاطعة للشركات المغربية، وأيضًا بعد إقدامهم على تقديم الشركات السويدية إلى القضاء في حالة عدم التزامها بهذه السياسة السويدية».
وعبرت الحكومة المغربية عن أملها في أن «تراجع السويد عن سياستها ومواقفها تجاه هذا الموضوع الوطني المصيري، وتعيد النظر في سياستها الاقتصادية المتعلقة به، وإلا ستذهب إلى أبعد مدى في توجهنا للرد بالمثل».
وفي المقابل، شددت الحكومة المغربية على أن المغرب قوي بموقفه وبإصلاحاته وبرصيده وباختياراته، وبما نهجه من سياسات على المستوى السياسي، توجت بعد المراجعة الدستورية بإطلاق مشروع الجهوية المتقدمة، وإجراء مختلف العمليات الانتخابية اللازمة لإرساء مؤسسات هذه الجهوية، وعلى المستوى الاقتصادي التنموي بعد إطلاق النموذج التنموي للأقاليم الصحراوية الجنوبية، وأيضًا على المستوى الاجتماعي بسلسلة من الإصلاحات الاجتماعية التي تعيد الاعتبار للمواطن المغربي.
في غضون ذلك، دعت جمعيات مغربية إلى تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر سفارة دولة السويد بالرباط، متبوعة بمسيرة شعبية حاشدة، غدًا (الأحد)، وذلك ردًا على ما وصفته «الاستفزازات السويدية»، في إشارة إلى موقف السويد من قضية الصحراء، ودعت الجهات المنظمة المشاركين في المسيرة إلى حمل صور لخريطة المغرب من شماله إلى جنوبه، فضلاً عن صور المنتجات السويدية للتعبير عن مقاطعتها.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.