الأمينة المساعدة للمجلس القومي للمرأة: {في حب مصر» تواجه منافسة غير شريفة وتعديل الدستور غير منطقي

مارجريت عازر نفت مزاعم المسيحيين على قوائم «النور» بأن الكنيسة سوف تدعمهم في انتخابات البرلمان

مارجريت عازر
مارجريت عازر
TT

الأمينة المساعدة للمجلس القومي للمرأة: {في حب مصر» تواجه منافسة غير شريفة وتعديل الدستور غير منطقي

مارجريت عازر
مارجريت عازر

دخلت الانتخابات البرلمانية المصرية، والمقرر لها يومي 17 و18 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، مرحلة ما بعد التسخين، حيث اشتدت الصراعات بين التحالفات والقوائم الانتخابية ووصلت لدرجة التراشق بالألفاظ وتبادل الاتهامات بالعمالة لصالح الحكومة المصرية. وأكدت مارجريت عازر القيادية بقائمة «في حب مصر»، إن «ادعاء بعض القوائم المنافسة في الانتخابات بأن قائمة «في حب مصر» مدعومة من النظام المصري والحكومة، تعد منافسة غير شريفة من الخصوم»، لافتة إلى أن «هذه الادعاءات من دون أدلة ليس لها قيمة عند الناخب المصري، وأن أي قائمة أو تحالف منافس يمتلك دليلاً على ذلك الزعم، عليهم أن يظهروه للرأي العام فورًا».
وقالت عازر، وهي برلمانية سابقة، إن «الفيصل في النهاية للناخب المصري وللصندوق الانتخابي الذي يحدد القائمة التي تحظى برضاء المصريين»، مشيرة إلى أن «الأمر وصل لحد التجريح في قائمة (في حب مصر) والبعض ردد أن (في حب مصر) ضغطت على اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات بشأن سحب قوائم أخرى مرشحة لصالحها.. وهذا غير منطقي أن تكون (في حب مصر) لها سطوة على لجنة الانتخابات».
ومن المقرر أن تخوض المرحلة الأولى من الانتخابات 4 قوائم في قطاع غرب دلتا مصر، هي: «حزب النور، وفي حب مصر، وائتلاف الجبهة المصرية (تيار الاستقلال)، وفرسان مصر»، وفي قطاع صعيد مصر قائمتا «الصحوة الوطنية المستقلة، وفي حب مصر»، بينما تستكمل قائمتا «نداء مصر، وائتلاف الجبهة المصرية/ تيار الاستقلال»، بعض الأوراق في ملفاتهما تنفيذًا للحكم الصادر لكل منهما من محكمة القضاء الإداري.
ونفت مارجريت عازر في تصريحات مع «الشرق الأوسط»، أمس، مزاعم المسيحيين المرشحين على قوائم حزب «النور» أكبر الأحزاب المعبرة عن التيار السلفي في مصر، بأن الكنيسة سوف تدعمهم في انتخابات البرلمان، قائلة: «القول بأن المسيحيين سوف يصوتون للنور كلام عار من الحقيقة»، لافتة إلى أن «خصومة المسيحيين مع حزب النور ليست دينية، لكن النور هو الحزب الذي دعا لعدم تقديم التحية للمسيحيين وسفه من الحضارة المصرية ومنع التهنئة للمسيحيين في أعيادهم».. متسائلة كيف ننتخبهم إذن؟
ويوجد في حزب النور ما يزيد على 10 مرشحين مسيحيين «رجال وسيدات» في القوائم الأصلية بالقاهرة الكبرى وغرب الدلتا، إلى جانب 10 في القوائم الاحتياطية للحزب. ويؤكد المرشحون من مسيحيي مصر على قوائم النور، أن «أصوات جميع المسيحيين سوف تذهب لحزب النور فقط في الانتخابات المقبلة، لأنه لا يوجد عداء مع النور على أرض الواقع»، على حد قولهم.
وصدرت عشرات الفتاوى من قيادات «الدعوة السلفية» بمصر وحزبها «النور» المتشددين منذ ثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك عام 2011، تحمل في طياتها عبارات المقاطعة، وعدم المصافحة للمسيحيين، ورفض توليهم المناصب القيادية في الدولة، فضلاً عن عدم تهنئتهم في المناسبات. ويقول المراقبون إنه «رغم ذلك سعى النور لضم مسيحيين على قوائمه في الانتخابات المقبلة حتى ينفي عنه صفة الطائفية ويسعى لحصد أصوات الناخبين المسيحيين».
وعن ترشح مسيحيين على قوائم «النور»، ألمحت عازر «إلى أنه للأسف الشديد أحيانًا الإغراءات سواء بالمناصب أو بأشياء أخرى، قد تكون تدخلت في هذا الأمر». وتابعت بقولها: «أعتقد من وجهة نظر المصريين أن هؤلاء المسيحيين على قوائم (النور) خانوا وطنهم، لأنهم يحاولون أن يجدوا لـ(النور) وجودًا على الأرض رغم رفض الجميع له لاعتباره حزبًا قائمًا على أساس ديني، كما أنهم خانوا طائفتهم (في إشارة للمسيحية) لأنهم انضموا لحزب يكفر المسيحيين».
وتقول مارجريت عازر، وهي الأمين العام المساعد للمجلس القومي للمرأة في مصر، إن «المرأة المصرية ليست في أحسن وضع الآن، لكن البرلمان المقبل سيكون بداية جيدة، وسوف يكون هناك تمثيل للمرأة ما بين 70 إلى 75 مقعدًا برلمانيًا»، لافتة إلى أن «ما يهمنا في البرلمان المقبل من مشاركة المرأة هو الكيف وليس الكم»، موضحة «لدينا أمل كبير في البرلمان بعد المقبل لحصد أكثر من 40 في المائة من مقاعده للمرأة، وذلك من خلال وجود النساء في الشوارع وترجمة مشكلات الأسر لحلول واقعية».
وعازر، وهي واحدة من الكوادر النسائية البارزة على مدار السنوات الماضية، حيث كانت أول امرأة تتولى أمانة حزب سياسي هو «الجبهة الديمقراطية»، وتقلدت الكثير من المناصب في عدد من الأحزاب السياسية مثل حزبي «الوفد والمصريين الأحرار».
وحول ما سوف تتبناه قائمة «في حب مصر» في البرلمان المقبل، قالت عازر، في مقدمة ذلك «تشجيع المرأة على ممارسة السياسة والمشاركة في الحياة السياسية بفاعلية، ودعمها لصياغة عدد من القوانين التي تمكنها اقتصاديًا وثقافيًا واجتماعيًا، فضلاً عن توحيد صفوف المرأة لتتمكن من التغلب على كل المشكلات التي تواجهها».
وعن الدعوات التي انطلقت مؤخرًا من جانب بعض القوة والتيارات المصرية للمطالبة بتعديل الدستور المصري الذي جرى الاستفتاء عليه عام 2014، قالت القيادية البرلمانية السابقة، «لا بد أن نجرب أولاً هذا الدستور لفترة ما، ونفعل ما فيه من قوانين، لكن ترديد القول بتغييره أو إدخال تعديل على مواده غير منطقي الآن»، مضيفة: «أمامنا عامان أو ثلاثة أعوام لنجرب هذا الدستور الذي بين أيدي المصريين، وبعد ذلك نحكم عليه إن كان يصلح أم لا».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.