وزير خارجية ألماني سابق مرشح لخلافة برناردينو ليون كمبعوث أممي إلى ليبيا

الجلسة الوزارية بالأمم المتحدة تؤكد على الإسراع في تنفيذ الاتفاق السياسي

وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره المصري سامح شكري خلال جلسة مباحثات على مستوى عال لمناقشة تطورات العنف الدائر والعملية السياسية في ليبيا (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره المصري سامح شكري خلال جلسة مباحثات على مستوى عال لمناقشة تطورات العنف الدائر والعملية السياسية في ليبيا (أ.ب)
TT

وزير خارجية ألماني سابق مرشح لخلافة برناردينو ليون كمبعوث أممي إلى ليبيا

وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره المصري سامح شكري خلال جلسة مباحثات على مستوى عال لمناقشة تطورات العنف الدائر والعملية السياسية في ليبيا (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره المصري سامح شكري خلال جلسة مباحثات على مستوى عال لمناقشة تطورات العنف الدائر والعملية السياسية في ليبيا (أ.ب)

اتفق عدد كبير من وزراء خارجية الدول العربية والأفريقية والأوروبية على ضرورة تنفيذ الاتفاق السياسي في ليبيا وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وأكدوا خلال الاجتماع الوزاري رفيع المستوي حول ليبيا على الأولوية القصوى للبدء في التحول السياسي دون تأخر لتلافي مخاطر توسع الجماعات الإرهابية مثل «داعش» في ليبيا.
وتأتي الجلسة الوزارية التي عقدت على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الجمعة وسط تأكيدات لترشيح وزير الخارجية الألماني السابق مارتن كوبلر لخلافة المبعوث الحالي برناردينو ليون الدبلوماسي الإيطالي الذي تنتهي ولايته في العشرين من الشهر الحالي إلا أن الإعلان الرسمي بتعيينه لم يخرج بعد.
وأشار مصدر دبلوماسي لـ«الشرق الأوسط» أن كوبلر (62 عاما) كان يشعل منصب الرئيس السابق لبعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في شرق الكونغو ولدية خبرة كبيرة في العراق وأفغانستان.
وأشار الأمين العام الأمم المتحدة بان كي مون في افتتاح الجلسة إلى أن ليبيا شهدت 18 شهرا من العنف والموت والتشريد والدمار، داعيا جميع الأطراف الليبية إلى وضع خلافاتهم جانبا وتنفيذ مشروع السلام، وقال مون «وثيقة الاتفاق السياسي ستساعد ليبيا للابتعاد عن الفوضى وإقامة دولة مستقرة وديمقراطية ونحن نعمل على ضمان قبول هذا النص من قبل الليبيين ودعونا نكن واضحين أن الذين سيختارون البقاء خارج إطار الاتفاق سيكونون مسؤولين عن العواقب والمعاناة التي سوف تترتب على ذلك».
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة من القتال بين الفصائل المستمر منذ ثورة 2011 والانقسام السياسي الكبير والعنف، مشيرا إلى أن الحركات الإرهابية تكتسب نفوذا استراتيجيا داخل ليبيا وأصبحت البلاد ملاذا للمجرمين ومهربي البشر.
وانتقد مون بشدة الجماعات الليبية المتنافسة ووصفهم بأنهم يصرون على وضع الاهتمامات التافهة فوق مصالح الشعب الليبي ويجعلون بلادهم قاعدة لعدم الاستقرار وتهديد الأمن الإقليمي والدولي وشدد قبل مغادرته للجلسة على ضرورة نبذ العنف واختتام الحوار الليبي دون تأخير قائلا: «ليس هناك وقت نضيعه».
من جانبه حث وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأطراف المتنافسة في ليبيا على العمل واتخاذ الخطوات النهائية نحو إبرام اتفاق سلام نهائي.
وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري أن نص الاتفاق السياسي التي تم توقيعه في الصخيرات في 11 يوليو (تموز) الماضي يعد اتفاقا نهائيا ترفض مصر التراجع عنه، وشدد على أن الأولوية القصوى للمجتمع الدولي يجب أن تركز على تشكيل حكومة الوفاق الوطني، وقال: «لن نقبل تأخر تشكيل الحكومة والأطراف التي تماطل تقوض التحول السياسي ويخطئ من يتخيل أن بوسعه المماطلة في تنفيذ الاتفاق حتى نهاية أكتوبر (تشرين الأول) لأن مجلس النواب الليبي هو المجلس الشرعي وسوف تستمر ولايته حتى إجراء انتخابات جديدة».
وهاجم شكري رد فعل المجتمع الدولي من مماطلة الأطراف الليبية في تنفيذ الاتفاق، مشددا على أنه آن الأوان لإنهاء مأساة الشعب الليبي لأن البديل لا تحمد عقباه.
واتفق وزير الخارجية الأردني ناصر جوده مع ضرورة الإسراع في تنفيذ تشكيل حكومة الوفاق الوطني، مشددا على أن عدم التنفيذ والتراجع عن الاتفاق هو مضيعة للوقت وللعملية السياسية، وقال: «علينا ضمان وصول الأطراف إلى اتفاق نهائي وتغليب مصلحة الشعب الليبي ودحر التنظيمات الإرهابية في ليبيا».
ودعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي كافة الأطراف الإقليمية إلى تشجيع الأطراف الليبية على الانخراط السياسي لتشكيل حكومة وطنية وبناء المؤسسات والتصدي للمجموعات الإرهابية التي تشكل خطرا على ليبيا ودول الجوار، وأكد على دعم الجامعة العربية للشرعية المتمثلة في مجلس النواب الليبي ودعم المؤسسات الشرعية الليبية واستعداد الجامعة العربية لإعادة تأهيل المؤسسات الأمنية والعسكرية للتصدي لتنظيم داعش.



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.